شريف أشرف في أثناء بيعه أطباق الفاكهة
عربة صغيرة تمتليء بأطباق من الفاكهة المتنوعة، بجوارها شاب يجلس على كرسي متحرك، يستقبل زبائنه بوجه بشوش ونفس راضية، فرغم إعاقته بعد تعرضه لحادث منذ 9 سنوات جعله غير قادر على الحركة، إلا أن شريف أشرف، تحدى عجزه ببيع الفاكهة للمارة في البحيرة، رافعًا شعار: «الإعاقة مش عيب».
حصل «شريف» على معهد حاسب آلي، بعد اتمام شهادة الدبلوم التجريبي فوق المتوسط، وتعرض لحادث سير عام 2013، في أثناء ذهابه لحضور زفاف صديقه، ووسط فرحته العارمة مع أصدقائه، واقتراحاتهم الجنونية لقضاء يوم مميز، حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ انقلبت السيارة على الطريق، ونجا صاحب الـ34 عامًا بحياته، لكنه أصيب بكسر في العمود الفقري، و«كتمة» في الحبل الشوكي، ونتج عن ذلك شلل بالجزء السفلي وعدم القدرة على السير، وباءت كل محاولات العلاج بالفشل، قائلًا لـ«الوطن»: «بعد اليوم ده، حياتي اتغيرت بالكامل، ولحد النهاردة بحاول أتأقلم».
طال «شريف» خيبة أمل لمدة 9 سنوات، عاش خلالها بين أربعة جدران، محروم من متع الحياة، فسبب جلوسه على كرسي متحرك انعزل عن الآخرين، نتيجة لفقدان عمله، حسب وصفه: «أنا كنت شغال عامل كهربائي، ولما قعدت في البيت، أهلي هما اللي صرفوا عليا».
قرر «شريف» الخروج من مخبأه، والعودة لحياته من جديد، بالعمل في مجال التسويق، لمنتجات بعض الشركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى فكر في العمل الحر، إذ اصطحب عربة صغيرة بالقرب من منزله، يمارس من خلالها نشاط البيع: «من 4 أو 5 شهور ربنا كرمني بمشروع صغير، أصرف منه على نفسي».
يشتري «شريف» الفواكه من الوكالة، ويغسلها جيدًا ثم يضعها في أطباق فل، ويحتوي كل طبق على ثمرة واحدة من عدة أنواع فاكهة، منها التفاح والكمثرى والبرقوق وعنقود عنب، ثم يغلفها، وبيع الطبق بـ5 جنيهات، حسب كلامه: «الحمد لله ربنا بيرزقني، والناس بتشتري مني».
يعيش «شريف» مع والديه في شقة إيجار قديم، وتواجهه مشكلة بسبب حالته صحية، فهو لا يستطع الصعود والنزول من الدور الثاني، ويرغب في مساعدة أحدًا له، بالعثور له على شقة في الدور الأرضي: «أنا قاعد على كرسي متحرك، مش قادر كل شوية أطلع وأنزل».
تعليقات الفيسبوك