بالصور| "الانفلات الأمني" يقتل "محمد" قبل تحقيق أمنيته في 2015
لم يكن محمد عبدالحكيم جاد (26 عامًا) يعلم أن القدر لن يمهله كي يحقق أمنيته التي تمناها في عام 2015، والتي كانت آخر ما كتبه على صفحته الشخصية "فيس بوك" قبل وفاته والسائق الخاص به بـ4 أيام، حيث لقيا مصرعهما في حادث سطو مسلح عقب صرفه شيكًا من بنك CIB بمدينة العبور.
محمد، صاحب شركة استيراد وتصدير، ذهب برفقة شقيقه "أشرف" وسائق يدعى "أحمد حنفي"، لصرف شيك من البنك، وعقب الانتهاء من صرف الشيك ومغادرة البنك بقرابة ربع ساعة فوجئوا بسيارة جيب تقطع عليهم الطريق وترجَّل منها 3 ملثمين، أطلقوا رصاصة واحدة دخلت في قلب السائق وخرجت لتستقر في رأس محمد، ليسقطا ضحية للانفلات الأمني، فيما نجا "أشرف" من الحادث، واستولى الملثمون على المبلغ المالي وفروا هاربين.
وفي مركز بلبيس بالشرقية، مسقط رأس المجني عليهما، كشفت "الوطن" تفاصيل مقتل "محمد" والسائق.
وقال أشرف، شقيق المجني عليه وشاهد العيان على الواقعة، لـ"الوطن": "ذهبت كالمعتاد برفقة شقيقي والسائق إلى فرع البنك التجاري الدولي بمدينة العبور لمقابلة أحد العملاء للحصول على شيك بمستحقات مالية، وعقب ذلك صرفوا الشيك من البنك وبعد خروجهم من البنك بحوالي ربع ساعة فوجئوا بأربعة مسلحين وملثمين يستقلون سيارة جيب ويعترضون طريقهم، ثم ترجَّل منها 3 ووجَّهوا لهم السباب والشتائم، وحاول السائق الهروب منهم، فأطلق أحدهم رصاصة دخلت في قلب السائق وخرجت لتستقر في رأس شقيقة الجالس خلفه".
ويضيف أشرف قائلاً: "صرخت فيهم قائلًا (خدوا كل حاجة وسيبونا نمشي)"، وتابع لـ"الوطن": "فوجئت بأنهم اتَّجهوا لشنطة الفلوس مباشرة دون السؤال عن مكانها، وكأنهم يعلمون مكانها، واستولوا على المبلغ المالي وفروا هاربين".
وينخرط "أشرف" في البكاء وهو يقول: "أسرعت بالاتصال بالإسعاف التي حضرت مباشرة، وذهبنا إلى المستشفى، وفور دخولنا للمستشفى أبلغني أحد الأطباء بأنهما توفيا".
وتقول آمنة سليمان، أرملة محمد: "زوجي كان طيبًا ومحبوبًا من الجميع وليس لديه أعداء، وقبل مغادرته المنزل أوصاني على نجلي وأسرته، قائلًا خلي بالك من (أنس) وبابا وماما ثم قبل يد أمه، وما هي إلا ساعات قليلة وجاءنا اتصال من شقيقه يبلغنا بأنه مصاب وفي طريقهم للمستشفى، لنفاجأ بوفاته بعد ذلك".[SecondImage]
وتضيف باكية: "يوم 24 ديسمبر كتب على صفحته الشخصية عبر (فيس بوك): أنا عيد ميلادي بكرة وهتبدأ سنة جديدة في عمري، وبعد أسبوع هتبدأ 2015 ومليش عند ربنا غير أمنية واحدة وهي....... يااااااااااااارب حققهالي، وكأنه حاسس إنه هيموت".
وتابعت الزوجة: "لا أدري ماذا أقول لنجلي عندما يسألني عن والده"، وناشدت اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بسرعة ضبط المتهمين حتى يرتاح قلبها.
وقالت والدة السائق الحاجة هناء، إن "نجلي كان على خلق ويعمل منذ صغره لمساعدة أسرته"، وأضافت والدته أن ابنها متزوج ولديه طفل عمره 3 سنوات وزوجته حامل، وطالبت بضرورة سرعة القبض على الجناة وإعدامهم في ميدان عام.[ThirdImage]
وتضيف الأم وقد تحشرج صوتها من الألم: "نجلي كان العائل الوحيد للأسرة، نظرًا لأن الأسرة لا تمتلك من حطام الدنيا شيئًا، فوالده متوفى وشقيقه معاق، وإنه كان يعمل سائقًا لمساعدتي في توفير احتياجات المنزل" وطالبت محافظ الشرقية الدكتور سعيد عبدالعزيز، بتعيين نجلها الآخر في الدولة لسد احتياجاتهم.