معاهد مصر العسكرية تستقبل طلاب القارة السمراء
«عشرات من الوافدين الأفارقة، تستقبلهم الكليات والمعاهد التعليمية والتدريبية العسكرية، التابعة للقوات المسلحة كل عام، كما هو الحال فيما يخص استقبال طلاب وضباط عدد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية أيضاً، حيث تحرص دول الوافدين على التعاون مع الكليات والمعاهد العسكرية المصرية، نظراً لسمعتها الطيبة على مستوى المدارس العسكرية العالمية، فتتم معاملة الطالب الأجنبى، أياً كانت جنسيته، معاملة الطالب المصرى نفسها، سواء فيما يخص الجانبين العملى أو النظرى»، حسبما تقول مصادر.
وتلفت المصادر إلى أن المعاهد التعليمية العسكرية المصرية تستقبل سنوياً ما بين 300 و450 وافداً أفريقياً من دول مختلفة، حيث شهد عام 2014 فقط وفوداً من 14 دولة أفريقية، تدرّبوا وتعلموا فى المعاهد العسكرية المختلفة، وتمت معاملتهم معاملة أى طالب مصرى فى مثل تلك المعاهد، كنوع من السياسة الانفتاحية التى تتبعها الدولة مع دول أفريقيا المختلفة.
وفى هذا الصدد، أكد الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن القوات المسلحة المصرية حريصة على بناء أسس راسخة من الشراكة والتعاون العسكرى مع جميع الدول الأفريقية الشقيقة التى نعتز بها، ونرتبط معها بأوثق علاقات الصداقة والعمل المشترك لدعم ركائز الأمن والاستقرار لجميع شعوب القارة الأفريقية، والمساهمة فى تحقيق آمالهم وتطلعاتهم نحو التنمية والرخاء، مؤكداً أن مصر هى وطنهم الثانى الذى سيظل يرحب بهم دائماً.
وأشار القائد العام إلى حرص القيادة المصرية على التعاون مع كل شعوب القارة الأفريقية لتحقيق الأمن القومى الأفريقى المشترك، باعتباره جزءاً لا يتجزّأ من الأمن القومى المصرى، مؤكداً أن مصر على مدار التاريخ شكّلت نموذجاً فريداً للتعاون بين الدول فى سبيل التحرّر والاستقلال، ويجمعها مع دول القارة نضال وكفاح مشترك، خاضوه معاً من أجل استعادة حريتها وكرامة شعوبها.
وأوضح «صبحى» خلال حضوره الاحتفال، الذى أقامته القوات المسلحة نهاية الشهر الحالى لتكريم الوافدين الأفارقة من 14 دولة، والذين أمضوا مدة دراستهم بالمنشآت والمعاهد التعليمية والطبية بالقوات المسلحة المصرية، أن مصر تتطلع إلى التعاون والبناء مع كل دول القارة بما يحقق المصالح المشتركة، مشيراً إلى أنها بوابة أفريقيا على العالم، وستظل دائماً سنداً لقضايا شعوبها بمواقفها وتحركاتها لدرء أى أخطار تهدّد أمن واستقرار شعوب المنطقة.
وهنّأ القائد العام الضباط الوافدين، على ما حققوه من مستوى متميز طوال مدة دراستهم، متمنياً لهم دوام التوفيق، وأوصاهم بمداومة البحث والاطلاع والمعرفة، لمواكبة التطور العلمى فى كل المجالات وإثراء ودعم خبراتهم العسكرية التى تعينهم، وتنفيذ مهامهم وواجباتهم المستقبلية فى خدمة شعوبهم.
وفى هذا الإطار أيضاً، أوضح اللواء أركان حرب أحمد وصفى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، أن مصر حريصة على تدعيم أنشطة التعاون العسكرى مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة فى مجالات التدريب والتأهيل العسكرى، ونقل وتبادل الخبرات العلمية والعملية للدارسين الوافدين بالفرق الدراسية بالمنشآت والمعاهد التعليمية التابعة للقوات المسلحة، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية.
وأكد السفير حازم فهمى الأمين العام لوكالة الشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، العمل على توجيهات القيادة السياسية لدعم الأشقاء الأفارقة، ليس فقط لاعتبارات التاريخ والمكان، وإنما امتداداً لملاحم مشرفة من النضال والعمل المشترك، قادها قائمة من قادة وزعماء أفريقيا العظام، الذين سيذكرهم التاريخ، لدورهم المشرف من أجل التحرّر وتحقيق الرخاء لكل شعوب القارة الأفريقية.
وقد شهد الحفل الأخير للوافدين الأفارقة تقديم الدارسين الوافدين من المدنيين والعسكريين الشكر والامتنان لمصر والقوات المسلحة المصرية، لما لمسوه من رعاية واهتمام داخل منشآتها التعليمية التى وصلت إلى مرحلة متقدمة من التطوير والتحديث فى الأجهزة والمعدات واكتسابهم العلوم والخبرات التى تعينهم على أداء مهامهم المستقبلية عقب عودتهم إلى أوطانهم، مؤكدين أن الشجرة الطيبة تُعرف بثمارها، وأن الدراسة بمصر بقيمتها ومكانتها التاريخية والحضارية، هى مصدر فخر واعتزاز لكل دارس منهم.
ملف خاص
مصر وأفريقيا العودة إلى الجذور
«الجمعية الأفريقية».. مصنع الزعماء فى قلب القاهرة**
«الكراكات المصرية».. عملاق القارة يغرق فى بحر الديون
«النصر للتصدير والاستيراد».. سلة غذاء الدول الأفريقية
«المصرية للتنمية» تنظم دورات تدريبية فى الزراعة والصحة والتعليم
معهد البحوث والدراسات.. نافذة طلاب مصر على القارة
«البعوث الإسلامية».. آلة الأزهر العملاقة لتخريج السفراء
أحمد حجاج: على الحكومة إنشاء قناة خاصة بأفريقيا لمناقشة مشاكلها