فى الصوم: من «رمضان» إلى «يونان النبى»: إفطاراً شهياً
فى عمارة واحدة وشارع واحد يعيش كل منهما فى طمأنينة وسلام، يصوم الأول رمضان ويتبعه بصوم التطوع على مدار السنة فى أيام مباركات، ويصوم الثانى قبل عيدى الميلاد والقيامة ويتبعهما بأيام أخرى مباركة، يختلفان فى أوقات الصوم وعدد الأيام، لكنهما يصومان تقرباً وتضرعاً لله رغم اختلاف ديانتيهما.
صوم الدرجة الأولى عند المسيحيين قبل عيد القيامة يشبه صوم المسلمين فى رمضان، إذ يمتنع كل منهما عن تناول الأكل والشرب وفعل الشهوات، صوم المسيحيين يبدأ بعد منتصف الليل وينتهى فى الثالثة عصراً، وصوم المسلمين يبدأ بعد أذان الفجر وينتهى عند الغروب، هؤلاء وهؤلاء يجمع بينهما الكثير.. يتزاورون فى المناسبات والأعياد ويتبادلون ما لذ وطاب من أطباق الطعام.[SecondImage]
«مايكل إيميل ميلاد»، طالب فى «تجارة القاهرة» ومقيم فى شارع فيصل بالجيزة، يقول: «هناك طقوس خاصة بصوم المسيحيين شبيهة إلى حد ما بطقوس المسلمين فى رمضان ووقفة عرفات، والعام الحالى خير دليل على ذلك إذ دقت أجراس الكنائس فى نفس الوقت الذى رفعت فيه مآذن المساجد أذان المغرب بعد قرار الكنيسة صوم 3 أيام من الدرجة الأولى لرفع المحنة عن مصر. وصوم الدرجة الأولى يمتنع فيه المسيحيون عن تناول أى طعام أو شراب من منتصف الليل أو الساعة 12 مساء وحتى الثالثة عصراً، وهو فى ذلك يشبه صوم المسلمين الذى ينتهى عند أذان المغرب».
يوضح «مايكل»: «صوم الدرجة الأولى يكون قبل العيد الكبير أو عيد القيامة المجيد ويسمى بصوم القيامة، ومدته 55 يوماً ولا يسمح فيه بتناول اللحوم أو الأسماك أو الألبان.. يكون فيه حالة تقشف كبيرة، يعنى بنفطر فول وطعمية وعدس وكشرى بجانب البقوليات، ونصوم 3 أيام أخرى من الدرجة الأولى تسمى بصوم يونان النبى أو نينوى فى آخر يناير وبداية فبراير من كل عام، أما صوم الدرجة الثانية فيسبق عيد الميلاد المجيد فى 7 يناير من كل عام بـ43 يوماً تبدأ فى 24 نوفمبر وتنتهى مساء 6 يناير من كل عام. وصوم الدرجة الثانية مسموح فيه بتناول الأسماك».
يضيف «مايكل»: «نصوم أيضاً الأربعاء والجمعة من كل أسبوع طول العام.. عدا الخمسين يوماً التى تأتى بعد عيد القيامة، فإننا ممنوعون من الصوم فيها، ولكل صوم روحانيات خاصة نعيش فيها من خلال الألحان التى نسمعها بالكنيسة، فكل لحن له لذة خاصة ومذاق مختلف، مثلاً الأسبوع الأخير من صيام القيامة يسمى بأسبوع الآلام وكل ألحانه حزينة، وخلال ذلك نعيش فى روحانيات جميلة لأننا نصوم أكثر من نصف شهور السنة إذا تم جمع المدد التى نصومها فى الميلاد والقيامة والرسل والعذراء والأربعاء والجمعة ويونان».[ThirdImage]
يتابع «مايكل»: «لدى أصدقاء مسلمون كثيرون أهنئهم بأعيادهم وشهور صيامهم وهم كذلك أيضاً، وفى صوم رمضان توجد أشياء رائعة أحبها جداً هى انعدام التجاوزات الأخلاقية فى الشارع والحفاظ على الصلاة والتدين، وفى العيد نأكل الفتة والرقاق باللحمة المفرومة والمكرونة والكوسة بالبشاميل والفراخ واللحمة بمختلف أنواعها وطرق طهيها».
من جانبها تقول «ريهام البحيرى» من العمرانية: «كنت شغالة مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة بالجيزة ولما حملت كنت تعبانة جداً، ورئيستى فى العمل كانت مسيحية ومدرسة أولى وتكبرنى بـ15 سنة، كانت بتحبنى قوى ووقفت جنبى فى الظروف دى، وتركت الأدوار الأرضية ليا عشان أشتغل فيها، وصعدت هى للدور الرابع تعمل فيه بدلاً منى، كما كانت تهدينى الجاتوه والبوفتيك أثناء فترة الحمل وتقول: لازم تتغذى كويس. قبل الولادة كنت أنوى تسمية بنتى رحمة، لكن بعد الولادة قررت أسميها على اسم المدرسة اللى وقفت جنبى وكانت بتساعدنى وسميتها مريم على اسمها، وأخبرتها بذلك وسعدت جداً للى قلته فى حقها، ثم اتصلت هى بوالدتها وأخبرتها بذلك وهى سعيدة جداً وما زالت علاقتنا متميزة رغم تباعد المسافات ومرور 18 عاماً على هذه الذكرى الجميلة».
تضيف «ريهام»: «تربيت فى أسرة صغيرة كانت تعيش فى عمارة يسكنها الكثير من الأسر المسيحية وتربيت فى بيوتهم وهم كانوا يلعبون معى فى شقتنا طوال اليوم أيضاً، أمى لم تكن تسأل عنى طالما أنا عندهم، كنا بنتخانق وبنزعل من بعض وبنتصالح فى الآخر، لكن الكبار كانوا عارفين أن دا شغل عيال ومكانوش بيكبروا الحكاية، عكس دلوقتى، وكنت أذهب معهم إلى الكنيسة وأحصل على المناولة (القرصة) حتى نهاية المرحلة الإعدادية، وفى الثانوية كنت أذهب معهم إلى أفراح أقاربهم، لم يكن هناك فرق بينى وبينهم، زمان ماكانش فيه مسلمين ومسيحيين، كنا أسرة واحدة، ورغم مرور السنوات وتباعد أماكن الإقامة ما زلنا أصدقاء أنا وأخواتى المسيحيات، وبنتكلم على الإنترنت 24 ساعة، دا أنا لسه مكلمة مارلين صديقتى من أيام الطفولة وقلتلها جهزى بقى الديك الرومى عشان آجى أكله فى العيد، ودا فكرنى بطبق الشلولو اللى كانت أسرتها بتهديهولنا وهما صايمين».
ملف خاص:
فى الجنائز: للمسلم «كفن» يؤويه .. وللمسيحى «لحن» يشيعه
فى المولد والميلاد: «كيرلس» بيحب «التونى».. و«أحمد» بيسمع ترانيم
فى الشغل: «مايكل» بينحت منابر.. و«عقدة» بيدبح فى «الميلاد»
فى المواريث: الدين لله.. والتركة للعرف
محمد والمسيح.. «ولد الهدى وبالناس المسرة»
مكوجى الدقى: إذا اجتمع العيدان فالأولوية لملابس الزبون الدائم
فى السبوع: الله أكبر.. أجحدك أيها الشيطان
مسلم قال لمسيحى بيحتضر: قول الشهادة.. قال له: ليسانس آداب
كنائس للمسلمين: شكراً لله.. وللقديسة تريزا
فى الزفاف: هنا «كتب كتاب».. . وهنا «إكليل»
«مارينا وحنان»: صداقة فى حضن «الآباء اليسوعيين»