المرأة المعيلة: قوافل تدريب متنقلة لتعليم السيدات.. «أكل العيش صنعة»
تدريب السيدات على الحرف اليدوية
من بين أبرز المجالات التى اقتحمتها مبادرة «حياة كريمة»، مجال التدريب المهنى، الذى خصّصته للسيدات فى أعمال الخياطة والتفصيل والتطريز على الخوص والزجاج المعشق والرسم على الخوص، فضلاً عن تدريبات للشباب لاحتراف مهن مختلفة كالكهرباء المنزلية والسباكة والنجارة، للقضاء على البطالة والفقر ومساعدة أهالى القرى الأكثر احتياجاً للحصول على فرص عمل تناسبهم، تحت شعار «مهنتك مستقبلك».
«مهنتك مستقبلك» مبادرة أطلقتها وزارة القوى العاملة تحت مظلة «حياة كريمة»، تعمل على إطلاق وحدات تدريبية متنقلة فى القرى والنجوع الأكثر احتياجاً بالمحافظات المستهدفة على مستوى الجمهورية، من أجل الوصول إلى الشباب قُرب محل إقامتهم لتأهيلهم على المهن المطلوبة لسوق العمل وخفض معدلات البطالة.
على بُعد خطوات قليلة من مقر الوحدة المحلية لمركز شربين التابع لمحافظة الدقهلية، استقرت سيارة التدريب المهنى على الخياطة، مكتوب على واجهتها شعار «حياة كريمة» يتوارد إليها العشرات من الفتيات والسيدات يتلقين على مدار نحو 3 ساعات متواصلة يومياً تدريباً مهنياً مجانياً على فنون الخياطة والتفصيل، دون سابق خبرة لديهن، يشرف على تعليمهن متخصصون فى كل مجال، ويخضعن لاختبارات سابقة من جانب وزارة القوى العاملة، حتى يصبحن قادرات على تأسيس مشروع خاص يساعدهن على نفقات المعيشة.
وتضم القافلة المتنقلة ماكينات حديثة وخامات لازمة للتدريب وأدوات خياطة متنوعة، تتنقل من قرية إلى أخرى ومن مركز إلى آخر فى المحافظات المستهدَفة لمبادرة حياة كريمة لتعليم السيدات صنعة تفيدهن.
وحسب ما أعلنته وزارة القوى العاملة، تم تحديد 150 ساعة تدريبية على مهنة التفصيل للفتيات والسيدات لمدة شهر، و60 ساعة تدريبية على مهنتى السباكة الصحية وكهرباء المنازل للشباب لمدة 15 يوماً.
«منى عبدالحليم» واحدة من السيدات المستفيدات من تدريب الخياطة فى شربين، انضمت إلى التدريب بعد رؤيتها إعلاناً عبر المركز الإعلامى للوحدة المحلية بموقع «فيس بوك» عن توفير تدريب مهنى مجانى للفتيات والنساء تحت مظلة مبادرة «حياة كريمة» فقرّرت الالتحاق به، أملاً منها فى أن يساعدها ذلك على تحسين دخلها الذى يقتصر على معاش تتقاضاه نيابة عن والدها الراحل.
الأم التى تعول ثلاثة أبناء بمفردها بعد انفصالها عن زوجها، تلقت تدريباً على الخياطة على مدار أسبوعين كاملين، حتى أتقنت الحرفة، وحسب روايتها فى حديثها لـ«الوطن»، من داخل وحدة التدريب المتنقلة: «أول ما جيت ماكنتش عارفة أى حاجة عن التفصيل، ودلوقتى اتعلمت كل الأساسيات وعرفت إزاى أفصّل لوحدى»، حتى إنها بدأت تسعى لإطلاق مشروع خاص بها فى منزلها، باستخدام ماكينة الخياطة التى تمتلكها.
ومن داخل وحدة التدريب نفسها، حرصت عبير عبدالمنعم، على الاشتراك فى التدريب المجانى، ويتلخص حلم الفتاة البالغة من العمر 20 عاماً، حسب ما قالته لـ«الوطن»، فى تدشين مشروع خاص بها لتفصيل الفساتين، وهو ما حاولت تعلّمه خلال فترة التدريب: «استفدت جداً من التدريب، ودلوقتى بقيت أقدر أفصّل لوحدى»، حسب تعبيرها. وفى منتصف قرية دار السلام التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، يقع مبنى تحمل واجهته لافتة كبيرة تقود الزائر إلى مصنع متكامل للسجاد اليدوى، تعمل بداخله سيدات وفتيات مكافحات، جئن من أماكن متفرقة بالمحافظة، طلباً للعلم وسعياً للرزق.
المصنع دشّنته مبادرة صناع الخير تحت مظلة «حياة كريمة»، يهدف إلى تعليم سيدات القرية حرفة توفر لهن دخلاً شهرياً ثابتاً، فضلاً عن هدف آخر وهو دعم صناعة السجاد اليدوى المحلى وتصديره إلى الخارج، لإعلاء شعار«صنع فى مصر».
المبادرة تقدم تدريبات على «الخياطة والنسيج وصناعة المفروشات» وتسهم فى تسويق المنتجات
تسعى المؤسسة التنموية إلى تسويق منتجات السجاد اليدوى خارج مصر، فى دول الخليج ودول أوروبا، من أجل رفع شعار «صنع فى مصر»، بما يحقق التنمية المتكاملة.