طالبات المدينة الجامعية بالمنصورة: المطبخ فيه "قطط وذباب".. والأكل سيئ
استبدلوا بها منازلهم، وأماكن رعايتهم، فأصبح مجاوريهم من سكان الغرف المحيطة أصدقاءً وأخوة، وكان القائمين عليها بالمرصاد لهم، فيعودون إليها في مواعيد محددة، ويتناولون طعامهم في توقيتات ثابتة، ليقيمون داخل قلاعًا محدودة المساحات، تحيط بها أسوار عالية، فلا يبصر من خارجها ما يحدث بها، وبدلًا من نشر العلم بين قاطنيها، انتشرت الأوبئة والأمراض من الأطعمة الفاسدة واللحوم الممزوجة بالديدان للمدينة الجامعية بالمنصورة.[FirstQuote]
وكانت إحدى الجمعيات التعاونية المتعاقدة مع المدن الجامعية في المنصورة أوردت لحومًا مرفوضة فنيًا، وغير مطابقة للمواصفات، دون التحقق من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، لانعدام الرقابة الداخلية على الكميات المورّدة، والبالغة 30 طنًا، بقيمة 1.9 مليون جنيه، فضلًا عن عدم إعداد محاضر تفصيلية بالاستلام الصنفي للحوم والدواجن، وعدم إجراء تحاليل دورية للعيّنات المورّدة تحت إشراف الجهات الرقابية المختصة، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الأصناف المرفوضة، أو غير المطابقة للمواصفات، وفقًا لما كشفه تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، اليوم.
"الأكل وحش جدًا، لدرجة أني بجيب حاجات أكلها من بره، ووجبات الفطار والعشاء مش بيكفوا أصلا، وبنام من كتر الجوع مش معقول كل يوم هنشتري أكل يعني".. بهذه الكلمات لخصت الطالبة نورهان جمال، بكلية التجارة في الفرقة الثالثة، والقاطنة بالمدينة الجامعية للمنصورة، المشكلة التي يواجهها الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية، مشيرة إلى استعدادهم لعمل وقفة احتجاجية مع بدء الفصل الدراسي الثاني لرفض الوجبات المقدمة إليهم.[SecondQuote]
وقالت نورهان لـ"الوطن"، إن الطعام في المدينة الجامعية ردئ للغاية ولا يتم طهوه وتسويته بطريقة سليمة، قائلة "اللحمة بتكون نية وكلها دهون والفراخ زفرة والأرز مش مستوي"، موضحة أن عددًا من الطالبات يقومون بتوزيع الوجبات على العاملات بالمدينة.
وتابعت، أنها لا تتوقع حدوث أية تحسن في المواد الغذائية المقدمة بعد تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، مشيرة إلى أنه في العام الماضي أثيرت نفس الأزمة وعلى أثرها أجرت إدارة الجامعة والمدينة استطلاع رأي للطلاب حول أنواع الوجبات ومدى جودتها وسبل تحسنها إلا أن الأمر لم يتغيير بأي شكلًا من الأشكال، على حد وصفها.[ThirdQuote]
فيما قالت إحدى الطالبات بكلية التجارة، في الفرقة الثانية، ومقسمة بالمدينة، رفضت ذكر اسمها، أن الوجبات المقدمة إليهم تكون في بعض الأحيان جيدة وسيئة في وقت أخر، ولكنها لم تلاحظ وجود ديدان بها، لافتة إلى أنه يقدم إليهم في أيام الاثنين والجمعة "أرز وبازلاء وبيض"، بينما في السبت تكون اللحوم، والثلاثاء كشري، وباقي الأيام الدجاج هو الوجبة الرئيسية للغذاء.
"مرة دخلت مطبخ المدينة لقيت فيه قطط وذباب، وسايبين بابه مفتوح ومفيش حاجه متغطية".. هكذا أوضحت الطالبة في كلية التجارة، شكل المطبخ الجامعي الذي يقدم الوجبات للمئات من الطلاب المقيمين به، دون وجود اهتمام أو رعاية له.
وأضافت، أنها تتعرض لحالة من الكسل والخمول الواضح عقب تناول الوجبات في المدينة بشكل واضح، مشيرة إلى وجود نفس الحالة لدى زملائها دون تفسير واضح لهذا الأمر.
وهو ما وافقته عليه زميلتها في المدينة الجامعية، والطالبة في كلية آداب قسم اللغة الإنجليزية بالفرقة الأولى، والتي رفضت ذكر اسمها، أن الطعام سئ للغاية ولا يتم العناية به أو سبل طهوه مما يدفعهم لإلقائه في بعض الأحيان، حيث يسبب لهم العديد من المشاكل في الهضم والمعدة.
إلا أن إحدى الطالبات بكلية الآداب لجامعة المنصورة بقسم اللغة العربية، أبدت إعجابها الشديد بالوجبات الغذائية المقدمة، مشيرة لكونها طاهية ماهرة ومتقنة لأساليب الطهو، ما يجعلها تتأكد من جودة الطعام المقدم إليها، بقولها "الأكل حلو جدا وتحفة، مش عارفه الناس اللي بتشتكي دي جايبة الكلام ده منين"، مضيفة أن عددًا من الطالبات يطهون الشاورما من اللحوم التي تقدمها المدينة في بعض الأحيان.
وذكرت أن الطلاب يحصلون على الوجبات الغذائية الثلاث من خلال إيصالات يتسلمونها من شؤون الطلاب فور تقديمهم لرسوم العام الدراسي.