في عزبة عثمان بالبحيرة.. الناجي من سقوط البيت لم يسلم من صعق الكهرباء
تطارده الوساوس كلما مرَّ إلى جوار منازلها المائلة إلى درجة الانحراف عن مستوى الأرض بصورة ملحوظة، يتأمل مشهد الأسلاك الكهربائية المكشوفة وتكاد تلامس الأرض، قلبه يخفق من الخوف، "يا رب أطلع من البلد دي سليم"، هكذا يردد "أحمد سعد" أثناء سيره في شوارع عزبة "عثمان" بمحافظة البحيرة، فالناجون من المنازل الآيلة للسقوط في قريتهم، لن يسلموا حتمًا من صعق الكهرباء.
البقاء في منزل العزبة يمثل لأهلها "وسيلة انتحار آجلة أو عاجلة"، فالموت يطاردهم أينما ذهبوا، بحسب "أحمد" الشاب العشريني، الذي يشير إلى عزمه الإفلات من دائرة الخطر في أسرع وقت، "قررت أعزِّل مع عائلتيّ زوجتي وأولادي، بالرغم أنها بلدنا وفيها أرضنا وبيوتنا، بس البيوت معظمها مهدمة والأسلاك مكشوفة"، مسؤولو الإدارة الهندسية بمركز أبوالمطامير في محافظة البحيرة لا يلتفتون إلى سلسلة الانهيارات المتلاحقة في المنازل القديمة التي يرفض أصحابها أن يفارقوها حتى لو كلفهم الأمر حياتهم، "الناس عمرها ما هتخرج من بيوتها، لازم يبقى فيه قرار إزالة جبري وفوري".
المارة بدورهم يتعقبهم الموت، فكم من الحوادث تعرَّض لها الصغار قبل الكبار، بحسب "أحمد"، "الأسلاك مكشوفة بصورة ملحوظة وقريبة من الأرض، ولما الدنيا بتمطر في الشتاء، أي عيل ممكن يتكهرب بسهولة"، غياب الإشراف وإخطار أهلها بملاحظات عن خطورة الموت الذي يحاصرهم من كل جانب جعل المارة أنفسهم سواء بسياراتهم أو المترجلين على أقدامهم يفكرون ألف مرة قبل العبور من شوارع عزبة عثمان إلى وجهتهم خارج القرية المنكوبة، بحسب وصفه، "طيب أومال السكان بقى يعملوا إيه؟".