«أدهم» و«شريف».. ضابط ومواطن فى مهمة واحدة لحل أزمة المرور
كانت المرة الأولى له على طريق الفيوم المؤدى إلى ميدان الرماية، لفت انتباهه توقف سير حركة المرور لأكثر من ساعة، ترجل الرجل الأربعينى من سيارته محاولاً معرفة سبب «العطلة» التى علق بها بعد يوم شاق، فوجد أمامه «أدهم» نقيب المرور حائراً فى مخلفات البناء التى تركها أحد المقاولين المستهترين على جانبى الطريق المسدود، فقرر «شريف البربرى» أن يجعل مقولة «الشعب والشرطة إيد واحدة» بعرضه المساعدة على شرطى المرور فى رصف الطريق بواسطة «لوادر إيجار» ترصف الطريق بـ«الزلط» المكدس يمين ويسار الحارة المرورية التى عادت للسير فى أقل من دقائق، وسط حالة من الرضا من قائدى السيارات الملاكى الذين قدموا التحية للثنائى بـ«كلاكس».
«عاوزين لودر بسرعة» قالها «أدهم» نقيب المرور فى ميدان الرماية لـ«شريف البربرى»، أحد سكان منطقة حدائق الأهرام، بادر «البربرى» بالبحث عن لودرين لرفع مخلفات البناء عن الطريق وإعادة حركة المرور، بحسبه «واحد غير أدهم كان قال أنا مالى، لكن هو كان مهموم بإن الطريق يخلص بسرعة والناس تروح أشغالها خاصة إن الجو برودته لا تحتمل.. شكراً للداخلية إن عندها نموذج إيجابى زى أدهم ويارب يكثر من أمثاله».
لم يتوقع «البربرى» أن الطريق الذى أصبح ممهداً فى أقل من ربع ساعة تقريباً بفضل سائقى اللوادر سيدفع النقيب «أدهم» إلى استكمال موقفه النبيل ليتقاسم معه فى دفع أجرة سائقى اللوادر، يروى شريف «قال لى مش ذنبك تشيل التكلفة لوحدك.. واللى بيعمل عمل بياخد أجر عليه»، موقف ساهم فى تلقين الرجل الأربعينى وبقية سائقى السيارات الملاكى والأجرة درساً إيجابياً «ماينفعش تقول أنا مالى، وكمان صعب نظلم كل الشرطة، فيه نماذج إيجابية محتاجين نبرزها ونقول لها شكراً».