«الونس».. ملاذ الوحدة بعد الـ60
قصص إنسانية لتغلب المسنين على شبح الوحدة وروشتة لمواجهتها
«الونس».. ملاذ الوحدة بعد الـ60
«الكتاب خير جليس» صحيح أن هذه مقولة تاريخية راسخة، لكن يبقى الكتاب جليساً لعشاقه ومحبى القراءة فحسب، ورافداً واحداً من روافد الونس، لكن ماذا عن باقى روافد الونس التى يحتاج إليها الجميع فى كافة الأعمار، خصوصاً كبار السن والمتقاعدين عن العمل؟
يهدأ صخب الحياة بعد الإحالة للمعاش، فالشخص الذى كان يملأ الدنيا نشاطاً وحيوية حتى آخر يوم فى عمله، بات اليوم بعد المعاش عرضة لأمراض الاكتئاب والتوتر، ما لم يجد لنفسه ونيساً وجليساً يلوذ به ويهون عليه صعوبة الأيام وقسوة الأحداث التى يكابدها فى هذه السن المتقدمة، لا سيما المرض إن كان مريضاً، أو فقدان الشريك، حال وفاة أحد الزوجين أو أفراد الأسرة القريبين.
من الناس من يلجأ للزواج أو مجالسة الأصدقاء القدامى أو البحث عن أصحاب جدد، أو حتى معارف لقضاء وقت ممتع معهم فى أى مكان ترفيهى، ولو مرة أسبوعياً، ومن الناس من يحتاج إلى ونس مستدام فيذهب إلى دار مسنين، ليجد فيها من يشاركه همومه ويتشابه معه فى الاهتمامات والمشكلات.. هى صحبة ليل ونهار تهون على المسنين هموم الأيام والسنين.
وقد يجد آخرون كثيرون راحتهم مع تربية الحيوانات، فتنشأ الألفة بينهم، وتتجدد المشاعر الإنسانية فى نفوسهم مع هذا الكائن الصغير الذى يملأ عليهم الدنيا، حتى لو كان عصفوراً داخل قفص، يزقزق فيملأ نفس صاحبه بهجة وإقبالاً على الحياة، وإن كان كلباً أو قطاً فالعناية به تعوض مشاعر الأبوة والأمومة التى يفقتدها الكبار بغياب الأبناء والأحفاد. «الونس» بلا شك هو ملاذ الغالبية العظمى لكبار السن، يبحث عنهم ويبحثون عنه، منهم من يظفر به بحثاً عن سعادة يقضى بها ما تبقى من حياته، ومنهم من يكون سيئ الحظ ويكمل حياته وحيداً.
«الوطن» تبحث ظاهرة البحث عن الونس من كافة جوانبها، وتستطلع رأى استشاريين فى علم النفس والاجتماع والتنمية البشرية، وتتعرف على قصص نماذج نجحوا فى العثور على الونيس والجليس، فى صورة «زواج بعد الستين» أو العمل مجدداً بعد الإحالة على المعاش، أو تربية حيوانات أليفة داخل المنزل.. نماذج جديرة بالتأمل وتبعث على استلهام التجربة الإنسانية بكل ظروفها.
اقرأ أيضا:
مسنون وجدوا الحب الغائب في دور الرعاية: «عرفنا معنى العيلة من تاني»
خبراء علم الاجتماع: الحياة تبدأ بعد الـ 60 شريطة توافر الصحة والعزيمة
«نورا وصلاح» و«هدى وإبراهيم».. حكايات الحب «فوق الخمسين»
«أمينة» تواجه «الوحدة والسرطان» بـ«قعدة القطط»
«صلاح» «ترزي» بعد المعاش: «الشغل هو الحل»
استشاري نفسي: كبار السن «الوحيدون» عرضة لاكتئاب ما بعد التقاعد أو فقدان الحبيب