خبراء: أجهزة «مخابرات» تقف وراء الهجوم على «شارلى إيبدو»
قال خبراء استراتيجيون وعسكريون إن أجهزة مخابرات تقف وراء الهجوم الإرهابى على مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية، ووراء الأحداث الدامية التى شهدتها فرنسا على مدار اليومين الماضيين، مشيرين إلى أن هذه الأحداث ستدفع الدول الأوروبية لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه المواطنين المسلمين المقيمين على أراضيها على غرار ما اتخذته الولايات المتحدة حيال العرب خصوصاً والمسلمين عامة على أراضيها بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001، متوقعين أن تشهد بريطانيا وألمانيا مثل هذه العمليات فى القريب العاجل.
من جانبه، قال اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن «الهدف من الهجوم الإرهابى الذى وقع على صحيفة «شارلى إيبدو» الفرنسية هو الانتقام من الصحيفة التى سبق لها أكثر من مرة السخرية من النبى (صلى الله عليه وسلم) ومن شعائر المسلمين، فضلاً عن سخريتها من المدعو أبوبكر البغدادى (خليفة داعش) مؤخراً، خاصة أن الجريدة عرّضت نفسها لمثل هذا العبث وأصبحت بذلك هدفاً للإرهاب والمتطرفين، على الرغم من أن المجتمع الفرنسى، والغربى عامة، مبنى على حرية تعبير غير مقيدة قد يكون ضررها أحياناً أكبر من نفعها».
وأضاف «بخيت» لـ«الوطن» أن «العمليات الإرهابية المقبلة من الممكن أن تقع فى إنجلترا وألمانيا، خصوصاً أن هاتين الدولتين شجعتا الإرهاب بشكل كبير، بل وشجعتا انضمام مواطنيهم إلى التنظيمات المتطرفة عبر العالم، وعلى رأسها تنظيم (داعش) وامتنعتا عن محاسبة المنضمين إلى هذه التنظيمات، وآوت بريطانيا مثلاً متشددين على أراضيها، كما هو معلوم للجميع».
من جهته، قال اللواء حسين عبدالرازق، الخبير الاستراتيجى، إن «أجهزة مخابرات عالمية تقف وراء الهجوم الإرهابى الذى وقع لصحيفة شارلى إيبدو، كما أن الهجوم يشتمل على هدف انتقامى، وهو نتيجة للتطرف المسىء للإسلام والمسلمين، فالمتطرفون يرصدون كل من أخطأ فى حقهم لينتقموا منهم فى المستقبل، وكل الدول الإسلامية أعلنت عن شجبها لمثل هذه الأعمال لأنها تضر بكل ما هو إسلامى، وأعتقد أن هذا الحادث الإرهابى سيضيف لحياة المسلمين فى أوروبا الكثير من التعقيدات التى كنا فى غنى عنها، وستكون هناك إجراءات مشددة ضد كل المسلمين الموجودين فى القارة الأوروبية وليس فى فرنسا فقط».
فيما قال اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن «الإرهاب كما هو معلوم ليس له وطن، وأعتقد أن الهجوم على الصحيفة الفرنسية الشهيرة من قبيل ضيق الأفق، فالرأى مهما كان ينبغى أن يُواجه بالرأى وليس بالعنف أو الإرهاب».
وشدد «سعيد» على أن «مرتكبى الهجوم ليس لديهم أى بعد إنسانى، ولا يملكون أى طريقة للتعبير عن أنفسهم، وهم يريدون إشعار العالم بأنهم موجودون فقط، وهذا فعل غير عقلانى وهدفه نوع من الانتقام الذاتى، مع أن فرنسا دولة ذات ثقافة وحضارة، وكبار علمائنا درسوا فى باريس، وليس لهذه العملية من هدف سوى حصاد المزيد من الكراهية، والمزيد من رفض العالم للإرهاب والإرهابيين».