القمة «العربية - الصينية».. آفاق جديدة للتعاون (ملف خاص)
القمة العربية الصينية
تكتسب القمة العربية - الصينية الأولى أهمية كبيرة ومغزى خاصاً، كونها تأتى فى ظل أوضاع عالمية شديدة التعقيد لأسباب عديدة، فى مقدمتها تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية وانعكاساتهما على تباطؤ الاقتصاد العالمى وسلاسل الإمداد وارتفاع معدل التضخم فى معظم بلدان العالم، كما تأتى القمة العربية - الصينية الأولى فى أعقاب المؤتمر السابع والعشرين للأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27»، الذى عقد فى الفترة من السادس إلى الثامن عشر من شهر نوفمبر 2022، فى مصر، فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التى تهدد الإنتاج الغذائى، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التى تزيد من خطر الفيضانات الكارثية.
وخلال مسيرة العلاقات الرسمية بين الجانبين العربى والصينى الممتدة منذ أكثر من ستة وستين عاماً، شهدت العلاقات الصينية - العربية تطورات ملحوظة، حيث تجسد الخط العام للعلاقات الصينية - العربية فى التوافق العام حول قضايا العلاقات الدولية، بما فى ذلك قضايا حقوق الإنسان والتنمية وإصلاح الأمم المتحدة والنظام الاقتصادى العالمى، من دون انخراط أى من الطرفين بشكل مباشر ومؤثر فى قضايا تدخل فى دائرة الاهتمام الاستراتيجى لأى منهما، فالعلاقة بين العرب والصينيين، ليست ذات تاريخ طويل فحسب، وإنما أيضاً تتسم بدرجة عالية من التوافق والتكامل، ينطبق ذلك على الفترات السابقة لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية وعلى فترة ما بعد إقامة الروابط الدبلوماسية الرسمية بينهما.