"شارلي إيبدو" تكسر البروتوكولات.. قادة 40 دولة يجتمعون في شوارع باريس
داخل أروقة القاعات المصممة لاستقبال كبار الشخصيات، اعتاد قادة العالم على الاجتماع يتناقشون ويتجادلون، وبين جدران قاعات خُصصت في كل دولة لاستقبال كبار زوارها، يجلسون لاتخاذ القرارات الهامة التي تحدد مصائر الأمم.
"شارلي إيبدو"، حادثة غيّرت مفهوم التنديد من داخل المكاتب الخاصة بكل مسؤول، حيث تجمع قادة أكثر من 40 دولة، لأول مرة، في الشارع دون أن تستقبلهم القاعات الخاصة والمجهزة، في مظاهرة حاشدة ذات طابع دولي شهدتها العاصمة الفرنسية "باريس" اليوم، للتأكيد على نبذ العنف والإرهاب، ودعمًا للجالية العربية والمسلمة في فرنسا التي يبلغ عدد أعضائها أكثر من 4 ملايين شخص.
"الوحدة ضد التطرف"، الشعار الذي أطلق على التظاهرة التي تضم الألاف وسط مشاركة دولية قوية، يتقدمهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وقرينته الملكة رانيا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة، ووزراء خارجية مصر، والمغرب، والجزائر، إضافة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داودأوغلو.
إلى جانب، مشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ونشرت السلطات الفرنسية، أكثر من 2000 شرطي اليوم لحماية الحشود، فضلًا عن عشرات الآلاف الذين يحرسون المعابد والكنائس والمساجد والمدارس ومواقع أخرى في أنحاء فرنسا.
في تاريخ فرنسا، هي ثاني مظاهرة في الشارع يقودها رئيس الدولة، ففي عام 1990 انضم الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران، إلى مظاهرة للتنديد بتدنيس مقبرة يهودية في كاربنتراس جنوب شرق البلاد، واليوم يقودها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للتنديد بالإرهاب.
فيما يعد الهجوم الذي شهدته فرنسا في الأيام الماضية، الأكثر دموية في فرنسا خلال عقود، ومن المقرر أن تنظم المسيرة المعروفة باسم "مظاهرة الجمهورية" بين ساحتي "الجمهورية" و"الأمة" شرقي باريس وتفصل بينهما 3 كيلومترات، للتضامن مع ضحايا صحيفة "شارلي إيبدو" الذين قتلهم الأخوان سعيد وشريف كواشي، الأربعاء الماضي، فضلًا عن 5 أشخاص قتلهم أميدي كوليبالي، الجمعة الماضية، في متجر يهودي.