الفلاحون في موسم حصاده: "الذهب الأبيض" خرب بيوتنا..وتصريحات الحكومة "فشنك"
تحول موسم حصاد القطن أو "الذهب الأبيض" كما يطلق عليه، من موسم الزواج لدى الفلاح المصرى إلى سبب فى خراب بيوت الفلاحين، بسبب ارتفاع سعر التكلفة مقابل سعر البيع، بخاصة بعد قرار وزير الزراعة بتحمل المزارعين تكلفة المبيدات، ما يشكل عبئا آخر على الفلاح.
وفي البداية، يقول الحاج أحمد حسين مزارع بقرية بني رافع بمنفلوط، "إنني قمت بزراعة محصول القطن ضمن الكثير من المحاصيل الأخرى، والتي كفلتني أموالا طائلة، وجاء وقت الحصاد كي أجمع ما كلفني كعادة أي فلاح يجمع محصوله، وهنا نجد عقبات في تسويق المحصول، بخاصة محصول القطن، الذي لا يمكن تخزينه كباقي المحاصيل، وبعد قرار الحكومة من عرض سعر قنطارالقطن الذي يصل إلى 1100 في الوجهة القبلية إلى 900 جنيه، ولا تزال معاناة التسويق لمحصول القطن مستمرة كما كان في العهد السابق.
ويضيف محمد كدواني، مزارع، أن الحكومة "تصدر قرارات دون تفعيل تاركين التجار يتحكمون في أسعارالمحاصيل يشترون كما شاءوا بأسعار تكاد لا تكفي سعر تكلفة الفدان"، ويضيف "تكلفة الفدان الواحد لمحصول القطن من تقاوي وسماد وري وجني المحصول نحو خمسة آلاف جنيه، وينتج الفدان ما بين خمسة وستة قناطير، والآن سعر القنطار لا يتعدي الألف جنيه، بمعنى إن اللي جاى زى اللي رايح".
ويتداخل حمادة عبد العاطي، مزارع، "محصول القطن زمان كان المحصول الوحيد الذي من خلاله يتم شراء الذهب، سواء بالزواج أو هدايا للأبناء، وبذلك أطلق عليه الذهب الأبيض، وكانت إنتاجية الفدان تتراوح ما بين 11 ، 12 قنطارا للفدان الواحد، لكنه أصبح الآن محصول الخسارة".
ويضيف محمد أحمد حسين، مزارع، "سعر قنطار القطن اليوم لا يكفي التكلفة، وهو ما جعلني لا أزرعة مرة أخرى، وترك الأرض دون زراعة أفضل من زراعتها قطن، وننادي من بحمايتنا من الخراب الذي حل بنا من زراعة القطن، وليس لنا دخل إلا من الزراعة، فأصبح الفلاح اليوم مهمشا من قبل الحكومة، خلاف أيام زمان كان للفلاح دور كبير".
ومن جانبه أكد أحمد رفعت، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أن "المساحة المزروعة بالقطن هذا العام بلغت 4948 فدانًا، وأن المحصول بحالة جيدة ويبشر بالخير عن العام السابق ولعل ارتفاع درجة الحرارة كان سببا رئيسيا فى ذلك".
وأشار رفعت إلى أن "نموذج مقاومة الآفات الذى تستخدمه المحافظة جديدًا، فهو يعتمد على إطلاق طفيل "الترايكوجراما"، الذي يتم تربيته في معمل بالمديرية لهذا الغرض، ليقوم بمهاجمة بيض الحشرات حرشفية الأجنحة ويرقاتها ويتغذي عليها، بعدما تم الاستغناء عن فرق النقاوة اليدوية في أغلب المساحات من أجل خفض تكاليف مقاومة الآفات للمزارع، فضلًا عن نشر المصايد الحشرية بأنواعها سواء الضوئية أو الفرمونات الـجنسية أو المائية".