معارك على أبواب مستودعات البوتاجاز
تفاقمت أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز فى المحافظات، أمس، ما أدى إلى وقوع العديد من المشاجرات أمام المستودعات، وسط شكاوى الأهالى من غياب الرقابة التموينية، وارتفاع الأسعار فى السوق السوداء، تتراوح بين 20 و50 جنيهاً، مطالبين بتشديد الرقابة على السوق، فيما وعدت مديريات التموين بانفراج الأزمة قريباً. وأكد وكيل وزارة التموين فى القليوبية، المهندس جمال السيد، أن تصاعد أزمة نقص البوتاجاز خلال الفترة الأخيرة يرجع إلى إغلاق الموانئ بسبب الطقس السيئ، ما أدى إلى انخفاض عدد شحنات الغاز الصب المستوردة من الخارج، بالتزامن مع زيادة الطلب على البوتاجاز، نظراً لموجة الصقيع التى ضربت البلاد مؤخراً.
وأشار إلى أن الحصة الإضافية التى طلبتها المحافظة لحل الأزمة لم تصل نظراً لإغلاق الموانئ وقلة الشحن، فيما تم صرف 70% فقط من الحصة، أمس الأول، وحجز الـ30% المتبقية بسبب موجة الطقس، مؤكداً أن الأزمة ستنفرج غداً، مع تحسن الأحوال الجوية، وفتح الموانئ، وسيتم ضخ 72 ألف أسطوانة فى القليوبية.
وشهدت المحافظة اشتباكات أمام عدد من المستودعات، أمس، مع استغلال تجار السوق السوداء للأزمة، لرفع سعر الأسطوانة إلى 40 جنيهاً، وفى مدينة قليوب، تدافع الأهالى أمام المستودعات، أملاً فى الحصول على أسطوانة.
وفى أسيوط، وصل سعر الأسطوانة فى السوق السوداء إلى 50 جنيها، مع تفاقم أزمة نقص البوتاجاز فى مدنها، وشكاوى من غياب مفتشى التموين، وتقاعسهم عن مراقبة عملية التوزيع، لضمان وصول الأسطوانات إلى مستحقيها، كما شهد مستودع منطقة الشادر فى وسط المدينة اشتباكات بين الأهالى بسبب الخلاف على أولوية الحصول على الأسطوانات. وقال منسق القوى المدنية فى أسيوط، هلال عبدالحميد، إن «الأزمة تفاقمت خلال الأسبوع الأخير، ووصل سعر الأسطوانة إلى 50 جنيهاً فى السوق السوداء»، مضيفاً أن اشتباكاً وقع بين عدد من المواطنين فى مركز ساحل سليم، بسبب الخلاف على أولوية الحصول على الأسطوانات، كما طالب مديرية التموين بالعمل على تنظيم عملية التوزيع، والحفاظ على حصة المحافظة.
ومن جانبه، قال وكيل وزارة التموين فى المحافظة، صالح عبدالله، إن إدارة الرقابة التموينية فى المديرية تحرر محاضر تهريب لجميع أصحاب المستودعات المخالفة، مؤكداً أن «الحملات مستمرة، وسيتم تكثيف وتشديد الرقابة على المستودعات والأسواق، للحد من أزمة البوتاجاز، والسيطرة على السوق السوداء». ونشب العديد من المشاجرات أمام مستودعات البوتاجاز فى البحيرة، خاصة فى مدن المحمودية، وكفر الدوار، وأبوحمص، وشبراخيت، فيما شكا الأهالى من ارتفاع سعر الأسطوانة فى السوق السوداء إلى 35 جنيهاً فى تلك المدن، فيما تراوح سعرها فى باقى أنحاء المحافظة بين 20 و30 جنيهاً.
واحتشد الأهالى بالعشرات أمام المستودعات التى شكا أصحابها من تقليل الحصص الخاصة بهم، رداً على اتهامات المواطنين لهم ببيع الأسطوانات فى السوق السوداء، خاصة مع إقبال أصحاب مزارع الدواجن عليها بكثافة، لاستخدامها فى أعمال التدفئة نظراً لشدة البرودة.
وانتقد الموظف حسن الصافى خطاب، من أهالى المحمودية، اختفاء مفتشى التموين من المستودعات عند توزيع الحصص، فيما هاجم محمد عبدالوهاب أحمد، من كفر الدوار، قرار منع سيارات البوتاجاز من الوصول إلى القرى، معتبراً أنه أدى إلى تفاقم الأزمة، خاصة أن الأهالى يضطرون إلى قطع مسافة تتجاوز الـ7 كيلومترات للحصول على البوتاجاز.
وسادت حالة من الفوضى أمام مستودعات البوتاجاز فى كفر الشيخ، ما دفع عدداً من المواطنين إلى المبيت أمام منافذ البيع، بحسب إحدى السيدات فى مدينة الرياض، التى أكدت أنها لم تحصل على البوتاجاز، موضحة أنها تتجه بالأسطوانة إلى المستودع يومياً، ثم تعود بها فارغة، بعدما تنفق عدة جنيهات على التوك توك. واشتكى مواطنو القرى من عدم تمكنهم من الحصول على البوتاجاز، مع ارتفاع سعر الأسطوانة فى السوق السوداء إلى 40 جنيهاً، بالإضافة لامتناع موظفى مديرية التموين عن الرد على الخط الساخن الخاص بالشكاوى، وهدد أهالى عشرات القرى فى تفتيش أبوسكين، التابع لمركز الحامول، بالتظاهر ضد مسئولى التموين، نظراً لعدم تمكنهم من الحصول على البوتاجاز أو الخبز، الذى يقطعون من أجله أكثر من 5 كيلومترات، ثم يفاجأون بنفاد الحصة بعد الوقوف فى طوابير طويلة، بحسب خميس الدبيكى، أحد أهالى قرية «11» فى الحامول. وفى المنيا، أكدت مصادر فى مديرية التموين أن أزمة نقص البوتاجاز التى تعانى منها المحافظة ترجع إلى سوء الأحوال الجوية، والبرودة الشديدة، بالإضافة إلى النوة التى ضربت الإسكندرية، ما أدى إلى تعطل أعمال تفريغ السفن المحملة بالغاز الصب. وقال وكيل وزارة التموين فى بورسعيد، المهندس صفوت عمار، إن المديرية تشن حملات مكبرة بالتنسيق مع مباحث التموين، برئاسة العميد خالد العوادلى، لمنع تهريب أسطوانات البوتاجاز إلى المحافظات الأخرى، موضحاً أن «75% من مناطق بورسعيد دخل إليها الغاز الطبيعى، ويتم توجيه البوتاجاز إلى مناطق الأكثر احتياجاً، ومنها المناخ، والعرب، بالإضافة لمناطق غرب بورسعيد التى يصعب توصيل البوتاجاز إليها».
وتصاعدت الأزمة فى جميع مراكز ومدن مرسى مطروح التى شهدت شوارعها طوابير طويلة فى انتظار الحصول على الأسطوانات.