أبطال "زجزاج" في ندوة "الوطن": لا مشاهد ساخنة.. والإيرادات "مفاجئة"
فيلم، قال البعض عنه إنه بمثابة انطلاقة جديدة لسينما الشباب، وفتح جديد للبطولة الجماعية، والبعض الآخر قال إنه فيلم يعيد أفلام «الشهوة» لشاشة السينما، استخدم صنّاعه الإعلان الدعائى بذكاء تجارى يخاطب الشباب، فأثار الجدل وكثرت الأقاويل حوله، بأنه فيلم جرىء يكسر تابوهات أخلاقية، بينما أبطاله يواجهون رياح الهجوم بدعوة الأسرة المصرية لمشاهدته دون خجل أو ارتياب من ألفاظ أو مشاهد ساخنة..
استضافت «الوطن» فريق عمل فيلم «زجزاج» فى ندوة فنية كشفت ما بين السطور.
■ حدثنا فى البداية عن تجربة فيلم «زجزاج» والمغامرة الإنتاجية التى قمت بها فى توقيت يهرب فيه المنتجون الكبار من السوق؟
- أسامة عمر: والله البعض قال لى إنت مجنون، ولكنى أرى أننى أقدم عملاً جيداً، وعندى هدف عايز أعمله، والبطولة الجماعية فكرة ناجحة، وأثبتّ ذلك عبر المسلسلات فى الفترة الأخيرة، واختيارى لفريق العمل لم يكن عشوائياً، وكنت على ثقة بأنهم سيقدمون فيلماً جيداً، وربما تكون هناك مغامرة فعلاً، لكنها محسوبة.[FirstQuote]
■ ألم تتخوف من عدم وجود نجم شباك بالفيلم تستطيع من خلاله تعويض التكلفة الإنتاجية للفيلم؟
- أسامة عمر: من وجهة نظرى ربما يكون بطل الفيلم نجماً ذا اسم كبير، ويتقاضى أجراً ضخماً من الممكن ألا يحقق الفيلم إيرادات، أما إذا كان الموضوع مهماً وجاداً، والبطولة جماعية، أعتقد أن الفيلم هيجيب فلوس وهذا ما حدث فى «زجزاج»، خاصة فى ظل الظروف السينمائية غير المتوقعة التى نعيشها.
■ كيف كان الاستعداد والترشيحات لفريق عمل الفيلم؟
- أسامة عمر: بدأت بالقصة التى عرضتها على المؤلفة أمانى البحطيطى لكتابة السيناريو والحوار، وتم عرضه على شركات إنتاج عديدة قبل قرارى بإنتاجه، وتعرض لاقتباس بعض الأفكار منه أو ربما توارد أفكار، ومنها أفلام رأيناها مثل «البار»، «ريكلام»، وقمت بترشيح أبطال الفيلم من: عمرو محمود يس، ومحمد نجاتى، وباقى فريق العمل الذين تحمسوا جميعاً، وقد كانت تربطنى ببعضهم صداقة سابقة فى فترة عملى كمدير تصوير.
■ ذكرت أن الفيلم تكررت فكرته فى أعمال أخرى سبقت تصوير «زجزاج».. فما الجديد والمختلف الذى أضافه أسامة عمر؟
- أسامة عمر: أكيد كنت أريد تقديم شىء مختلف وجديد من حيث التناول، فاستعنت بخبرتى فى الإضاءة كمدير تصوير، كى تصبح الصورة حقيقة وتعمدت فى الكثير من المشاهد أن تكون إضاءتها طبيعية، وعلى سبيل المثال مشاهد «الديسكو»، وركزت بجهد مضاعف فى عملية المونتاج وتصحيح الألوان كى تظهر الصورة بأفضل شكل.
■ كيف كانت استجابة أبطال الفيلم من أصحاب الرصيد الذى لا بأس به من الأعمال لمخرج المرة الأولى؟
- أسامة عمر: بلا استثناء كلهم كانوا مطيعين جداً، علاوة على أنه لا توجد هناك الكثير من التوجيهات داخل التصوير، نظراً لما سبق وقمنا به بـ«بروفات الترابيزة»، لذلك كان كل واحد عارف هو هيعمل إيه فى «اللوكيشن»، بصرف النظر عن التفاصيل البسيطة التى تطرأ بموقع التصوير.[SecondImage]
■ هل تأثرت إيرادات الفيلم بموعد طرحه فى تلك الظروف؟
- بكل تأكيد، أثرت موجة البرد على نسبة الإقبال، كما أنه لم يتم طرحه فى المولات الشهيرة، ولكنه رغم كل ذلك حقق إيرادات لا بأس بها وصلت إلى 700 ألف جنيه، وهو رقم معقول مقارنة بتكلفته، وعدد النسخ التى طُرح بها، وقد تحمست له جهة التوزيع بعد عرضه والإقبال عليه، وأتصور أنه سيستمر فى دور العرض حتى شهر مارس.
■ تمت المراهنة عليك كنجم سينما مقبل بعد نجاحك فى فترة ما قبل الثورة.. ما السر وراء اختفاء نجاتى.. ولماذا «زجزاج» بعد كل هذه الفترة؟
- محمد نجاتى: الحمد لله على ما حققته من نجاح، ولكن السبب وراء قلة ظهورى أو ندرة أعمالى، هو أننى أحب أن أظهر فى صورة جيدة، وأن أختار الورق المميز، وبالنسبة لـ«زجزاج» كان أمامى ورق لفيلم مبشر بالنجاح، حيث يطرح عدة قضايا شائكة، فضلاً عن أن مخرج الفيلم هو بالأصل مدير تصوير مميز، ومن خلال الجلسات التى التقينا فيها تبين لى أكثر تمكنه وتميز عقليته السينمائية، بالإضافة لقدرته على تكوين فريق عمل جيد على مستوى التمثيل، كلها عوامل دفعتنى لقبول العمل بلا تردد.
■ كيف استعد «نجاتى» لدور «رامى».. وما مفردات الشخصية التى ركزت عليها حتى تجيد الدور؟
- محمد نجاتى: دور «رامى» صعوبته عندى أنه بسيط فى مكوناته، والتى لم تحتج تغييرات كثيرة فى «سيكولوجية» الشخصية، فهى ليست كدور عمرو يس بها محاور مختلفة، بينما رامى شاب طبيعى يعمل «دى جى» فى أحد «الديسكوهات» ويقرر أن يقيم علاقة مع ريم البارودى، ومن خلال الأحداث يتزوجان عرفياً. هى شخصية ليس بها مجهود بدنى، بقدر ما بها من مجهود ذهنى، من خلال محاولته دائماً للظهور بشكل تلقائى وطبيعى وبسيط مما يعكس متعة فى مشاهدته.[SecondQuote]
■ ألم تخشَ من خوض تجربة فيلم يحتوى على كثير من الوجوه الجديدة، ومخرج فى أولى تجاربه الإخراجية؟
- محمد نجاتى: الأمر يرجع برمته إلى الحرفية الشديدة التى وجدت المخرج يتعامل بها مع الممثلين ذوى الخبرة وغيرهم، من باقى فريق العمل، فضلاً عن كونه المنتج أيضاً، وكم المشاكل التى تعرض لها أثناء تنفيذ العمل، ورغم ذلك استوعبها جميعها، واستطاع أن يخرج بكل فريق العمل إلى بر الأمان، بمن فيهم من خلف الكاميرا بتوجيهات فى غاية الفهم والمهنية والحرفية.
■ ما حقيقة اعتراضك على تصوير مشهد صفع ريم البارودى لك؟
- محمد نجاتى: ليس صحيحاً، فنحن داخل «اللوكيشن» جنود، والقائد هو المخرج، وعندما يحدث خلل لذلك المبدأ العمل يفشل، وقد اعتدت أن المخرج هو رب العمل وصاحب الرؤية فيه، وحتى لو كنا أصدقاء لا يعنى أن أتدخل فى رؤيته الكاملة للفيلم، والتى بطبيعة الحال دورى جزء منها، وما يتعلق بذلك المشهد، فأنا ألهمتها وساعدتها على أن تتجرأ فى ضربى كى يظهر بشكل طبيعى وتلقائى.[ThirdQuote]
■ كيف كانت تجربة فيلم «زجزاج» بالنسبة لميرنا المهندس وكيف لمست الاختلاف بالشخصية التى قدمتِها بالفيلم؟
- ميرنا المهندس: ربما لم أبدأ فى التحضير للفيلم مع باقى فريق العمل منذ البداية، ولكن منذ قراءتى للسيناريو وتحضيرى للشخصية التى سأجسدها، تحدثت مع المخرج وكيف يرى تلك الشخصية من وجهة نظره، لكى أبدأ فى العمل عليها، فى ذات الوقت أردت أن تكون شخصية مختلفة وجديدة تماماً عما قدمته من قبل، وفى خلال أسبوع واحد جمعت كل تفاصيل شخصية رباب، لدرجة أننى توقفت عن الرد على التليفونات، وتفرغت تماماً لرباب حتى وصل بى الأمر عندما شاهدت نفسى، أن تعجبت فلم أرَ «ميرنا» فى مشهد واحد، بل كانت «رباب»، التى توحدت معى، ويرجع الفضل فى ذلك للمخرج أسامة عمر، وأصبح فيلم «زجزاج» بمثابة نقلة فنية بالنسبة لى، توقفت عندها وأعدت النظر فى كل شىء، خاصة أن نظرة الوسط الفنى لى تغيرت بعد دور رباب.
■ ذكرت أنك أعدت النظر فى تركيبتك الفنية بعد دور «رباب».. هل هذا يعنى أننا سنرى «ميرنا» بعيداً عن أدوار البنت «البريئة الدلوعة»؟
- ميرنا المهندس: أنا مللت من أدوار البنت الدلوعة «الشيك»، وقررت ألا أكون تقليدية مرة أخرى، وسوف أقدم أدواراً بعيدة عن شكلى وطبيعتى، ولا يعنى ذلك أن ما قدمته فى التليفزيون أو السينما كان سيئاً، بل استمتعت به كثيراً، وأعد جمهورى والقائمين على الصناعة، سواء كانت مسلسلات أو سينما أنهم سيفاجأون بتنوعى للأدوار، وتقديم شخصيات مركبة ليست بالضرورة تشبه «رباب»، ولكن تختلف عنها وعما قبلها، أنا وجدت فى نفسى أن الشخصيات التى بها خيال أكثر وتعقيدات أكثر، وتحتاج مجهوداً أكبر تناسبنى كثيراً عن الشخصيات التقليدية.
■ هل ترين أن المخرجين والمنتجين هم من حصروا ميرنا المهندس فى أدوار البنت الرقيقة؟
- ميرنا المهندس: لم أستطع قول ذلك، فكل من عملت معهم فى أعمالى السابقة، من مخرجين ومنتجين بمثابة مدارس فنية، شرفت بالعمل معهم، وسعدت كثيراً بأدوارى التى قدمتها فى أعمالهم، ولم يكتفوا بسطحية البنت البريئة، بل كان لكل منها طعم ولون مختلف وشخصية مميزة، ولكن رباب أيقظت روح التمرد بداخلى، وجعلتنى أسعى للتغلب على أى شخصية مهما كانت معقدة، وأصبحت أحب هذه النوعية أكثر.
■ بالنسبة لعمرو محمود يس، ما الذى جذبك للدور الذى قدمته وخاصة أنه بعيد تماماً عن أدوارك السابقة؟
- عمرو يس: عندما يعرض على فنان فيلم بطولة جماعية، ينجذب فى بعض الأحيان لأدوار أخرى، ولا يجد نفسه فى الدور الذى رشح له، ولكنى لم يحدث ذلك معى إطلاقاً، فقد وجدت نفسى مرشحاً للدور الذى انجذبت له منذ القراءة الأولى، وكنت فى غاية السعادة، حينما أرسل لى أسامة «عمر» السيناريو، وبعدما قرأت دورى شعرت بالتميز والتجدد، فلطالما ترشحت لأدوار الشاب الملتزم المتزن.
■ ذكرت أنك أحببت الدور، لكنك تكره الشخصية لفسادها.. كيف كان الصراع بين الشخصيتين والاستعداد له؟
- عمرو يس: أنا توقفت أمام شخصية بها خلل أخلاقى وخلل سلوكى فى تصرفاته، ويرى فى نفسه أنه يستطيع أن ينهى أى موضوع كما يحلو له، ويتعامل مع فتاة يحبها، لكنها على قدر من السذاجة، حتى ضعفت أمامه إلى أن الوضع أصبح هو الواقع بينهما ومنها تعالت الأحداث وكانت الصدمة بإقامتها علاقة مع آخر مما دفعه لإعادة حساباته مرة أخرى.
■ الفيلم هاجمه البعض بسبب جرأة البرومو الدعائى الخاص به، والذى تضمن مشاهد ساخنة، فهل كان ذلك مقصوداً؟
- أسامة عمر: مَن شاهد الفيلم أدرك جيداً أنه لا يحتوى على مشاهد ساخنة، كل ما حدث أنه تم تجميع بعضها داخل البرومو بشكل متتالٍ، فظهرت وكأن الفيلم يعتمد عليها، وربما يكون ذلك لغرض تجارى جاذب للفيلم، ولكنى قمت بقياس رد الفعل لعدد كبير من الشباب عقب مشاهدته، ووجدت أنهم استمتعوا به وأُعجبوا به رغم أنه لم يحتوِ على مشاهد ساخنة، كما تخيل بعضهم، العبرة بفكرة الفيلم التى يقدمها وليس بما ظهر فى «البرومو».