بالصور| "اللوتس".. زهرة جسدت الصداقة بين مصر والاتحاد السوفييتي
من بين العديد من الزهور انتقاها الفراعنة لتكون الأقرب إليهم، ولتكون شعارًا لهم في فترات مختلفة، واستمرت تحمل عطر القدماء لعهود عدة، فاختارها أحفادهم في القرن الماضي لتكون رمزًا للصداقة تتوسط نهر الحياة، كما أسموه مسبقًا، وتتلألأ داخله بارتفاعها الشاهق الذي يتجاوز برج القاهرة بين مياه النيل الزرقاء، بأسوان، لتجاور أحد أهم المنشآت الحالية، فكانت "زهرة اللوتس" نصبًا تذكاريًا يجسد روح التعاون والتحدي والكفاح بين مصر والاتحاد السوفييتي التي نتج عنها مشروع السد العالي.
بني رمز الصداقة، على شكل زهرة لوتس لها 5 أفرع تتوسط النيل، للوصول إليها عليك السير في ممر طويل، كل فرع من فروعها منقوش عليه رموز لها مغزى، ويجسد موقع بنائه، جنوب السد العالي، روح التعاون والتحدي والكفاح بين مصر والاتحاد السوفييتي.
كان النصب التذكاري الذي يقارب ارتفاع جبل المقطم، شاهدًا على العلاقة القوية بين مصر والاتحاد السوفييتي، والمساعدات الضخمة في بناء السد، وتعود فكرة إنشائه إلى عام 1967 حيث طرحت مسابقة بين المهندسين المعماريين والشركات المتخصصة لإنشاء مثل هذا الصرح، بهدف تجسيد روح الإرادة والتحدي بين الجانبين المصري والسوفييتي، والتي جاءت بالتزامن مع إنشاء المرحلة الثانية لبناء السد العالي، وفاز بها المعماري الروسي يوري أومليتر شينكو، واختاره على شكل زهرة اللوتس، لما لها من قدسية لدى المصريين القدماء حيث كانوا يعتقدون أن لها علاقة بالإله رع إله الشمس، فتمثل في صعودها فوق سطح المياه فاتحة أوراقها الخمس عند شروق الشمس عند الغروب، تغلق أوراقها الخمس وتغطس في المياه مرة أخرى، بجانب إمكانية تجسيد العلم السوفييتي والمكون من النجمة الخماسية والمنجل الزراعي والمطرقة، وقامت شركة مصر للأسمنت المسلح المصرية بتنفيذها، بحسب مصدر مسؤول بهيئة السد العالي.
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أنه للوصول إلى الرمز، يجب السير على ممر طويل، موضحًا أن لكل ورقة من الأوراق الخمس نقوشها الخاصة، فالورقة الأولى كتب عليها الآية القرآنية "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وعلى يسارها يد مصرية وأخرى سوفييتية تطلبان الدعاء بنزول المطر من الله تعالى، حيث تظهر فوقهما نافورة للمياة على هيئة أمطار تسقط في مجرى نهر النيل الذي يتوسط اليدين.
وتابع "الورقة الثانية تظهر فيها التوربينات المولدة للكهرباء بالسد العالي الذين يظهر منهما شرارة اللحام أثناء عملهما، يقف بجانبهما عاملان، فترمز إلى النهضة الصناعية، حيث كان متداولًا أن مصر بلدًا زراعية، ولا شأن لها في الصناعات الضخمة قبل بناء السد".
وأشار إلى أن الورقة الثالثة نقش عليها مُعلمة يقف بجانبها طالب يتعلم الأبجدية المصرية، من خلفه تظهر مكتبة ضخمة، أسفلها ميزان العدل، ما يدل على ازدهار التعليم والعلم في مصر، وبين الورقة الثالثة والرابعة يقبع قرص الشمس، ينظر إليه رجل وأمرأة حامل يتطلعان للمستقبل.
وأردف "في الورقة الرابعة نقشت مرأة نوبية ممسكة في يدها زهرة اللوتس، رمزًا إلى جنوب مصر، تشير إلى ناحية اليمين حيث توجد المشربيات المعبرة عن روح القاهرة في ذلك الوقت".
وأوضح أن الورقة الخامسة والأخيرة تبدو فيها الأسرة المصرية البسيطة، حيث تقدم سيدة إلى زوجها القمح، فيما يشير ابنهما إلى السنبلة، ما يرمز إلى التوسع الزراعي بإضافة ملايين الأراضي الزراعية.
وفي احتفالات اليوم بذكرى الانتهاء من مشروع السد العالي، بالتزامن مع العيد القومي لمحافظة أسوان، بدأ المحافظ مصطفى يسري، الاحتفال بأن أوقد شعلة أمام رمز الصداقة المصرية - الروسية بمنطقة السد العالي، واستكماله بعرضا استعراض عربات رمسيس أمام السد العالي، ثم عرض ديفيليه للمراكب الشراعية بنهر النيل أمام نادي التجديف للرياضات المائية.