تصاعد الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا بعد "اعتداءات باريس"
تؤكد سلسلة حوادث استهدفت عسكريين أمام مدرسة يهودية ومباني عامة أو مساجد على أن التوتر لا يزال شديدًا في فرنسا بعد الاعتداءات الجهادية الأخيرة. وليل السبت الأحد هدد رجل بسلاحه جنديين كانا يحرسان مدرسة يهودية في "رينسي" بضاحية باريس. ورفع الجنديان سلاحهما باتجاه الرجل الذي فر ولم يعتقل. وفق وكالة أنباء "فرانس برس" الفرنسية.
وكان عناصر من الجيش كلفوا بحماية أماكن العبادة والمدارس اليهودية إثر الهجوم على متجر يهودي أوقع أربعة قتلى في 9 يناير في باريس. وفي "كورسيكا" أحرق علم فرنسي رفع أمام حضانة في حي غالبية سكانه من المغاربة، واستبدل بعلم مغربي في نهاية الأسبوع. ولم تتبن أي جهة مسؤولية هذا العمل.
وضُبِطت طالبة اليوم، على ذمة التحقيق في "بونتواز" قرب باريس لتوجيه "تهديدات" عبر صفحتها على "فيس بوك" إلى والدة إحدى ضحايا الجهادي الفرنسي محمد مراح الذي قتل يهودًا وعسكريين في تولوز عام 2012. ووالدة الجندي المسلمة تزور المدارس للدعوة إلى الاعتدال في الإسلام. ويشتبه في أن تكون الشابة نشرت الأسبوع الماضي رسالة أيدت فيها الاعتداءات. ومنذ الهجمات أصدر القضاء عدة إدانات بتهمة "دعم الإرهاب".
وأحصى المرصد الوطني لمعاداة الإسلام 116 عملًا وتهديدًا وشعارًا ضد الإسلام منذ الاعتداءات أي بزيادة نسبتها 110 % من مجمل شهر يناير 2014. وهذه الأرقام التي نشرت اليوم وضعت استنادًا إلى شكاوى أحصتها وزارة الداخلية. وهي موزعة على 28 عملًا استهدفت دور عبادة و88 تهديدًا وفقًا لهذه الهيئة التابعة للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي.
وأدان رئيس المرصد "هذه الأعمال الحاقدة حيال فرنسيين مسلمين يحترم معظمهم قيم الجمهورية ومبادئ العلمانية".
وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع وسط جروزني عاصمة منطقة الشيشان، في مظاهرة ضخمة برعاية الدولة ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد. وقال الرئيس رمضان قديروف "هذا احتجاج ضد من يؤيدون نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد".
وهاجم "قديروف" الحكومة الفرنسية لدعمها حق صحيفة "شارلي إيبدو" في نشر رسوم للنبي محمد على صفحتها الأولى بعد أسبوع من هجوم شنه مسلحان إسلاميان على الصحيفة وقتلا 12 شخصًا في مكاتبها في باريس وأعلنا أنهما ينتقمان للنبي محمد، وقال "قديروف": "نحن نقول بحزم أننا لن نسمح لأحد مطلقًا أن يفلت من العقاب على إهانته نبينا وديننا". وهتف المتظاهرون "الله أكبر" وأطلقوا بالونات في التظاهرة المعد لها جيدًا، فيما هاجم خطباء الحكومات الغربية التي تقول إن نشر رسوم للنبي محمد هو شكل من أشكال حرية التعبير.
وعرض التلفزيون الروسي الرسمي بثًا مباشرًا للمظاهرة بينما كان المتظاهرون يتدفقون على الساحة الرئيسية في "غروزني" البالغ عدد سكانها نحو 250 ألف شخص.