«السيسى» فى «قمة الطاقة»: أمن الخليج «خط أحمر»
سلمت مؤسسة زايد لطاقة المستقبل، الرئيس عبدالفتاح السيسى، جائزتها الفخرية، فى حفل افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل.. وقام الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، بتسليمه الجائزة.
وقال الرئيس فى كلمته الرئيسية بالقمة: «أقول للكل.. خلوا بالكم من بلادكم، فنحن نقتل أنفسنا ونخرب بيوتنا، إحنا اللى بنعمل ده، فعايزين نخلى بالنا ونحافظ على بلادنا، وعايز أقول لكم إن أكبر نسبة لاجئين فى العالم، مننا إحنا، وأكبر مساعدات تقدم لنا إحنا، خلى بالكم من بلادكم، فهو تغيير ولّا تدمير؟ ربنا يحفظ بلادنا كلنا».
وأضاف: «اسمحوا لى أن أرحب بكم جميعاً، وسعيد أن أتكلم عن الطاقة المتجددة فهى تعنى الحياة النظيفة، وسعيد بوجودى فى زيارتى الأولى لدولة الإمارات، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حاكم الإمارات، وأشكر شركة مصدر لاستضافة هذه القمة العالمية، التى تبرز دور الإمارات الرائد فى تعزيز التنمية المستدامة، وأشير إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات، التى أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) والتى دعمها الموقف التاريخى لدولة الإمارات، حكومةً وشعباً، فى مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصرى التى خرج من أجلها فى ثورتين مجيدتين فى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، اللتين مهدتا الطريق إلى بداية عهد جديد فى تاريخ الدولة المصرية».
وأوضح أن معدلات استخدام الطاقة تضاعفت، خلال العقود الأربعة الماضية، مع توقعات بتضاعف الطلـب العالمى بحلول عام 2050، إضافةً إلى وجود ما يزيد على 1.3 مليار نسمة على مستوى العالم بلا مصدر للكهرباء نصفهم فى أفريقيا؛ الأمر الذى يستدعى تضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة التى تعوق مسيرة التقدم بالدول الأفريقية الشقيقة، وعلى الصعيد العربى، تموج منطقتنا بتحديات مختلفة، لا تقتصر على موضوعات الطاقة، حيث تفاقم الإرهاب وصار يمثل ظاهرة عالمية تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات.
وقال: «إن ما يحدث فى إحدى دول الجوار العربى يؤثر على المنطقة»، مشدداً على أن مصر تعتبر أمن الخليج العربى «خط أحمر» وجزءاً لا يتجزأ من أمنها، وهو ما قوبل بتصفيق حاد من الحضور.[FirstQuote]
وخرج «السيسى» عن سياق كلمته الرسمية، قائلاً: «خلال اليومين الماضيين أثناء لقائى وسائل الإعلام الإماراتية قالوا إيه الرسالة اللى تحب تقولها، وأنا أقول لكل من يحب يسمعنى خلوا بالكم من بلادكم، فنحن نقتل أنفسنا ونخرب بيوتنا، إحنا اللى بنعمل ده، فعايزين نخلى بالنا ونحافظ على بلادنا، وعايز أقول لكم إن أكبر نسبة لاجئين فى العالم، مننا إحنا، وأكبر مساعدات تقدم لنا إحنا، خلى بالكم من بلادكم، فهو تغيير ولّا تدمير؟، ربنا يحفظ بلادنا كلنا».
وأضاف: «إن توفير الطاقة من الأولويات الرئيسية على أجندة مصر، ونسعى لتنويعها من أجل توفير الطاقة، وتبنى خطط للترشيد، وتحسين كفاءتها، لأن محدودية مصر من مصادر الطاقة التقليدية يحتم عليها التوجه للطاقة المتجددة، وتعمل مصر على تطوير استراتيجية وطنية من أجل الوفاء باحتياجات السوق المصرية، وتؤمن إمدادات الطاقة، وتحافظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة، تشمل الاستخدام النظيف للفحم ومصادر الطاقة النووية، وتطوير حقول البترول والغاز الطبيعى، وتشجيع الاستثمار فى الطاقة المتجددة، وتنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدار 5 سنوات، تتضمن تدبير الطاقة للفقراء، وتحويل مصر إلى مركز محورى لتوفير الطاقة، وتوافر البنية التحتية لقناة السويس، فى ظل التوسعة الجديدة التى تتم حالياً، كما يجب التوسع فى الطاقة المتجددة إلى أكثر من 20% بحلول عام 2020، وقد تم بالفعل عمل مشاريع للطاقة المتجددة ومنها فى الزعفرانة، كما سيتم عمل مشروعات للطاقة الشمسية فى الكريمات».
وتابع: «إن الاستثمارات الهائلة فى الطاقة تدعو لاستثمار القطاع الخاص فيها، مع العمل بمعايير قياسية، والفصل بين الإنتاج والتوزيع، وفى هذا الإطار تتناول التشريعات الجديدة إعطاء أكبر مساحة من الفرص للمستثمرين، فضلاً عن طرح أكبر البرامج طموحاً على المستوى الدولى، ومصر تسعى لوجود 4000 ميجاوات من محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح خلال الـ3 سنوات المقبلة».
واختتم كلمته بالتأكيد على رغبة مصر فى العمل مع الأشقاء فى الطاقة المتجددة، مؤكداً أن مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى الذى سيعقد فى شرم الشيخ فى مارس المقبل سيشمل مشاركة فاعلة فى عدد من القطاعات من خلال خريطة موحدة لمصر، داعياً الحضور للمشاركة فى المؤتمر، معرباً عن شكره وتقديره للفريق أول محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، وحكومة دولة الإمارات، على الإعداد للقمة، وحفاوة الاستقبال.
وكان «السيسى» وصل إلى قاعة المؤتمرات بأبوظبى بصحبة محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، ومحمد بن زايد، وسط ترحيب واسع من الحضور، الذين وقفوا للترحيب بهم.
وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتى: «أدرك الشيخ الراحل زايد آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، ضرورة بناء جسور بين الأمة، من أجل التفكير الإبداعى، لذلك من الطبيعى أن نكرم الفائزين بجائزة زايد للمستقبل، وأن ندعم المجتمع من أجل دعم اقتصادنا، والعالم يشهد تطورات فى مشهد الطاقة، فشهدنا تقلبات فى أسعار النفط، واعتقد البعض أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر على الطاقة المتجددة، التى تحولت من خيار مرتفع التكلفة إلى تكنولوجية مستخدمة».
ورحب «الجابر» فى بداية كلمته بـ«بن راشد»، و«بن زايد»، وعندما ذكر «الجابر» اسم «السيسى»، شهدت القاعة تصفيقاً حاداً للرئيس.
وعرض خلال حفل الافتتاح فيلم تسجيلى عن دور الشيخ زايد آل نهيان فى تأسيس دولة الإمارات، أعقبه حفل توزيع جوائز على الفائزين بـ«جائزة زايد»، كما تم عرض فيلم تسجيلى لبعض كلمات زعماء العالم عن مستقبل الطاقة، منهم باراك أوباما الرئيس الإمريكى.
وقام «السيسى» و«بن راشد» و«بن زايد» و«الجابر» بتسليم «جوائز زايد» للفائزين، وفاز بالجائزة الأولى نائب الرئيس الأمريكى الأسبق آل جور، وفازت شركة «بناسونيك» بالجائزة على مستوى فئة الشركات، ومونرى أكاديمى، من كندا، وقام «السيسى» بتسليمه الجائزة، ومن أفريقيا، فازت وتر بورت، ومن أستراليا، كورتش ملبون، ومن آسيا، أدول هايس كول.
فى سياق آخر، أبرزت الصحف الإماراتية الصادرة صباح أمس، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الرسمية الأولى لدولة الإمارات، ولقاءاته مع عدد من كبار المسئولين الإماراتيين.
وجاء عنوان صحيفة «البيان» الإماراتية: «الإمارات ومصر.. أمننا مشترك وعازمون على رصيد متفرد فى العلاقـات التاريخية»، و«محمد بن راشد ومحمد بن زايد: بقيادة خليفة حريصون على التعاون الاستراتيجى مع مصر».
وكان عنوان صحيفة «الاتحاد» الإماراتية: «محمد بن راشد ومحمد بن زايد: موقف الإمارات من دعم مصر تاريخى وثابت وليس وليد مرحلة وينطلق من أسس راسخة».