بالصور| يحدث في مصر.. عملية إنقاذ للفأر "ميكي" وحملة لـ"الدعاء له"
لم يكن كثيرون لينتبهوا إليه وهو يقف بإعياء في ركن الشارع معرضًا لموت وشيك، يحاول أن يتحرك فيترنح يمينًا ويسارًا بينما قط ضخم يستعد للانقضاض عليه، لكن الحظ الطيب للفأر الصغير المريض أوقعه في يد "فريق القاهرة لإنقاذ الحيوانات" الذين رقوا لحاله ولحال القط أيضًا: "الفار تعرض لتسمم، ولو كان القط كله كان جاله تسمم والاتنين ماتوا مع بعض".
حميد وعبده، عضوا فريق الإنقاذ، كانا في طريقهما إلى المنزل حين اتخذا طريقًا مختلفًا ليعثروا على الفأر في ركن الشارع: "نصيبه إننا نخش الشارع ده مع إن مش الشارع بتاعنا، ربنا كاتبله الحياة وإن شاء الله يخف"، الفريق الذي اعتاد إنقاذ الكلاب والقطط لم يعتد إنقاذ أنواع أخرى مختلفة إلا في حالات نادرة، لكنهم تعاملوا مع الأمر باعتباره "روح" من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.
إلى عيادة أحد الأطباء البيطريين تم نقل الفأر الصغير، في ساعة متأخرة، حيث حصل على اسم أخيرًا "ميكي"، وبدأت عملية الإنقاذ بالكثير من مضادات التسمم والمحاليل، لم يتبقَّ له بعدها سوى الدعاء الذي طلبه فريق الإنقاذ من كل الأصدقاء "دعواتكم معانا عشان يعدي منها إن شاء الله" قالها حميد لكن الكثير من الأسئلة بدأت تراود الأصدقاء الذي تابعوا عملية الإنقاذ تليفونيًا وإلكترونيًا: "حلو أوي إنكم أنقذتوه لكن مصيره إيه بعد كدا؟" سؤال طرحته "نورا" على الفريق، لكنه لم يكن شغلهم حاليًا، "عبده" أحد المنقذين، يتمنى أن يبقى "ميكي" على قيد الحياة، أما مصيره فهي مسألة مؤجلة: "في فئران مستأنسة زي الهامستر والفار الأبيض، كلهم فيران وأكيد حد هايرق لحاله وياخده يعيش معاه"، لكن بيشوي عادل ذكريا حذرهم: "أهم حاجة تخلوا بالكم بس إن عضة الفأر ممكن تنقل أمراض ماتلحقوش تتعالجوا منها فأحسن حاجة بعد ما يخف تطلقوه في حتة زراعية مثلًا".
على الرغم من أن مشهد فأر رصاصي اللون في أي بيت مصري أو حتى شارع كفيل بإثارة الذعر إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للفريق الصغير الذي ينطلق في عمليات الإنقاذ بجهود ذاتية: "مشهد الفار وهو مريض وعاجز عن الجري وخايف من العربيات ومن القط كفيل يخلي أي حد عنده قلب يحن ليه، ناس كتير بتقول البني آدم أولى، وإحنا بنقول، اللي مش هايحس بروح عاجزة عن الكلام والحركة عمره ما هايحس بالبشر ووجعهم".