الحماية المدنية لـ"الوطن": 90%من البلاغات "إيجابية"..ولانخشى "الشهادة"
أكد العقيد أحمد الشوادفي مدير الحماية المدنية في محافظة الشرقية، متابعته للحالة الأمنية يوميًا، وتلقيه العديد من البلاغات، المتعلقة بأقسام الإطفاء والإنقاذ النهري والبري والمتفجرات، مشيرًا في حواره مع "الوطن"، أنه دائمًا ما يترأس قوات فحص الأجسام الغريبة والمتفجرات، خاصة عقب ثورة 30 يونيو، وتجاوزت عدد بلاغات 40 سنة ماضية والتي ثبت إيجابية 90%.
- ماذا عن الاستعدادات للتظاهرات التي دعا لها الإخوان خلال 25 يناير المقبل؟
منذ 30 يونيو ونحن نرفع حالة الطوارئ دائما لمواجهة أي مخاطر يحتمل حدوثها خاصة، فيما يتعلق باستهداف مؤسسات الدولة وأبراج الكهرباء والسكك الحديد ودور العبادة بالعبوات الناسفة لنشر الفوضى، ودائما ما نواجه ذلك بإجراءات استباقية بتمشيط المؤسسات الحيوية والشرطية ودور العبادة والتعامل بشكل فورى عند تلقى أي بلاغ.
- ما خطوات التعامل مع البلاغ سواء كانت إيجابية أو سلبية؟
منذ اللحظة الأولى لتلقى البلاغ يتم التعامل معه بجدية تامة، ويتم على الفور إرسال فريق من الحماية المدنية لمكان البلاغ لعمل كردون أمني وإبعاد المواطنين وبالتزامن يتم تجهيز سيارة المفرقعات، ويتم فحص الجسم الغريب بواسطه جهاز لكشف ما إذا كان يحتوى على متفجرات من عدمه وحال وجود متفجرات يبدأ ضابط المفرقعات في ارتداء البذلة الواقية وتفكيك العبوة وإبطال مفعولها ثم يتم تجميع محتوياتها وإرسالها للمعمل الجنائي للفحص.
ما مدى توافر الكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المفرقعات بالشرقية؟
أولا لدينا أجهزة حديثة للكشف عن المفرقعات، ولكن لا توجد كلاب بوليسية على الرغم من أن لديها حاسة شم قوية وصادقة، فإذا تم تدريبهم ورعايتهم على الوجه الأكمل تكون لديهم قدرة كبيرة في الكشف عن المفرقعات أكثر من الأجهزة المعدة لذلك حيث تتأثر الأجهزة بالحالة النفسية للعنصر البشري، الذي يستخدمه فإذا اهتزت يده فإن الجهاز يعطي نتائج غير صحيحة ودائما ما نستعين بعدد 2 كلب أو ثلاثة من أكاديمية الشرطة لاستخدامها في التأمين خلال الأحداث المهمة كالأعياد والانتخابات وغيرها، ثم يتم إعادتهم مرة أخرى ونظرًا لأهمية كلاب الكشف عن المفرقعات تقدمت بعدة طلبات لمحافظ الشرقية الدكتور سعيد عبدالعزيز، بتخصيص قطعة أرض 600 متر لإنشاء وحدة عليها لتدريب كلاب تستخدم في الكشف عن المفرقعات إلا أنه لم يتم الاستجابة حتى الآن، وذلك في الوقت الذي تم فيه رصد استخدام العناصر الإرهابية لخلطات جديدة يستخدمون فيها الجلسرين والنترات والأستون والبن وحبة البركة للتشويش على الكشف عن المفرقعات وزيادة قوة انفجارها لوقوع أكبر قدر من الخسائر كما تم ضبط الكثير من الكتيبات بأماكن خاصة بالعناصر الإرهابية تتضمن شرحًا كاملًا عن كيفية تصنيع العبوات المختلفة.
- ما تقيمك لأداء دور ضباط المفرقعات بالشرقية؟
ضباط المفرقعات في كافة المحافظات وليست الشرقية فقط، وكذلك جميع العاملين في جهاز الشرطة ندرك دائمًا أن مهمتنا حماية المواطنين حتى لو على حساب أرواحنا ويظهر بشكل واضح مجهود ضباط إدارة المفرقعات بالمحافظة منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن خاصة في الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو وتبعها انتهاج عناصر تخريبية لأساليب تهدف لإلحاق الضرر بالبلاد وإسقاطها، وكان خبراء المفرقعات عاملًا رئيسيًا في إحباط تلك المخططات وفي عدد من البلاغات اضطر أحد خبراء المفرقعات للتعامل مع عبوة ناسفة وحملها بيده مباشرة، كونها كانت مزروعة بخط غاز بالعاشر من رمضان ولم يكن متاحًا تشتيت العبوة أو إبطال مفعولها داخل الخط لأنه حال انفجارها كانت ستحدث كارثة مروعة ما دفعه لحمل العبوة على مسؤوليته الشخصية والابتعاد بها عن خط الغاز حتى تمكن بمشيئة الله تعالى من إبطال مفعولها قبل وقت قليل من توقيت انفجارها لتنقذ العناية الالهية المحافظة من كارثة كبرى.
- ما أهم العقبات التي تواجه إدارة الحماية بالشرقية؟
تدني الميزانية هو أهم المعوقات التي تواجه إدارة الحماية فعلى الرغم من أن الشرقية تشهد الكثير من الأحداث الإرهابية، إضافة إلى الحرائق وخلافه إلا أن ميزانية الإدارة لا تكفى شراء سيارة مفرقعات واحدة حيث لا يوجد بالمحافظة سوى سيارتين فقط والعام الماضي تم تخصيص الميزانية كاملة، والتي قدرت بـ2,8 مليون جنيه لشراء "لانش" إنقاذ برى بخلاف العجز في عدد السائقين وسيارات الإطفاء، على الرغم من أن المحافظة بها 64 نقطة إطفاء ومتوقع أن تصل نهاية العام لـ70 نقطة، تم مطالبة المحافظة بتزويد الميزانية إلا أن ذلك لم يحدث، مضيفًا يحسب لوزارة الداخلية الموافقة على تزويد إدارة المفرقعات بكافة الأجهزة اللازمة وسيارة مفرقعات جديدة مجهزة ومزودة بأحدث أجهزة الكشف عن المفرقعات وربوت.
- هل أثر استشهاد الكثير من رجال الشرطة على الحالة النفسية لخبراء المفرقعات؟
أولًا العمل بإدارة المفرقعات يكون حسب رغبة الضابط أو فرد الشرطة نفسه ولا يتم إجبار أحد على الالتحاق بالإدارة، وإنما يحدث هو إعلام العاملين بالحماية المدنية أنه توجد دورات للتدريب والتأهيل للعمل بإدارة المفرقعات ومن يريد الانضمام يتقدم من تلقاء نفسه، ويكون مخيرًا سواء يريد الاستمرار أم لا، وذلك لأهمية وخطورة العمل في تلك الإدارة التي تكون أول قواعدها "الغلطة الأولى تكون الأخيرة"، لأن الأمر يتعلق بأرواح آخرين وأمام ذلك نتغلب على الإرهاق النفسي والجسدي أو أي مشاعر الخوف لأن إنقاذ الوطن وأرواح الغير والشهادة في سبيل ذلك أعظم شهادة للإنسان ونحن نؤمن أن الموت حق ولكل إنسان أجل محدد لا يتقدم ساعة ولا يتأخر ساعة فلا نخشى الموت ولا الإرهاب.