الرئيس الأكاديمى لـ«مدينة زويل»: نشرنا 94 بحثا فى مجلات علمية عالمية
قال الدكتور شريف صدقى، الرئيس الأكاديمى لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، إن المدينة حققت إنجازات عديدة ملموسة فى مجال البحث العلمى، موضحاً أنه تم نشر 94 بحثاً فى مجلات دولية، إضافة إلى اكتشاف جديد فى «مركز الجينوم» لتحديد التكوين الجينى للمريض ومعرفة نوع العلاج الذى يحتاجه، ويؤدى إلى شفائه دون أى أعراض جانبية. وأضاف «صدقى» فى حواره لـ«الوطن» أن «المدينة حصلت على دعم 20 مليون جنيه للإنفاق على البحث العلمى»، لافتاً إلى أن هذا المشروع ملك للشعب المصرى ويجب أن يدعمه، وأوضح أن المدينة تعمل بفكر مبتكر يربط بين الناحية الأكاديمية والصناعة، وتتلقى دعماً من كل الجهات المختلفة للإنفاق على الطلاب والبحث العلمى. وإلى نص الحوار..
■ بداية.. حدثنا عن مدينة زويل وأهدافها؟
- فكرة المدينة هى محاولة لإعداد جيل جديد قادر على الفكر المبتكر الناقد، وفى الوقت نفسه يتقن العلوم الأساسية بهدف تضييق الفجوة بين الصناعة والعلم الأكاديمى، بمعنى أن يكون لدينا صناعة تمتلك حق المعرفة الخاصة بها، وهذا سيعود بالنفع على المجتمع بوجود نخبة فى الاقتصاد ونخبة فى المجتمع ونخبة فى مستوى معيشة الفرد، وهذه فلسفة المدينة. ولتحقيق هذا الأمر تم إنشاء مكونات المدينة، حيث يوجد فى قلبها جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهذه جامعة تركز على بعض المجالات فى «الهندسة والعلوم» مبنية على أسس حديثة، حيث توجد برامج أكاديمية متباينة توصل الطالب لحافة التكنولوجيا وآخر ما توصل إليه العلم فى الجامعات العالمية، وتمنح درجات بكالوريوس فى مجالات حديثة مثل «علوم هندسة النانوتكنولوجى، وهندسة البيئة، وهندسة الطاقة الجديدة والمتجددة، وهندسة الفضاء وتكنولوجيا الاتصالات، والعلوم الطبية الحيوية، وعلوم النانو، وعلوم المواد، وفيزياء الأرض والكون»، وكل برنامج من هذه البرامج مرتبط بمعهد بحثى، بمعنى أن الطالب أثناء دراسته يكون لديه الفرصة للذهاب للمعاهد البحثية، ويُجرى أبحاثاً فى دراسته، ومن هنا يأتى المكوّن الثانى وهو «المعاهد البحثية» التى يوجد بها التطبيق لكل البحوث التى تفيد المجتمع، فمثلاً علم «هندسة النانو» يقابله «معهد النانوتكنولوجى» ويوجد به مراكز بحثية يتعامل فيها الطالب مع المواد الدقيقة والأنظمة متناهية الصغر، وتوجد تطبيقات فى مركز النانو فى مجالات كثيرة منها «الهندسة الطبية الحيوية، وصناعة السيارات، وأنظمة الرؤية الليلية، والأنظمة الأمنية والاستراتيجية»، أما عن برنامج «العلوم الطبية الحيوية» فيناظره «معهد حلمى للعلوم الطبية»، ويوجد به أيضاً مجموعة من المراكز البحثية.[FirstQuote]
■ هل حققت مدينة زويل إنجازات علمية ملموسة حتى الآن؟
- يوجد «مركز الجينوم» ويديره الدكتور شريف الخميسى، صاحب اكتشاف جديد نشرته مجلة «Nature» فى عام 2014، ويوضح كيفية التفرقة بين مرضى مصابين بمرض محدد بناء على التكوين الجينى الخاص بهم، بمعنى أنه إذا كان هناك شخص مصاب بمرض السرطان فطريقة العلاج تكون طريقة تقليدية، فكل أنواع المرضى يعالجون بنفس العلاج، والناتج يكون احتمالية استجابة المريض للعلاج أو إصابته بأعراض جانبية أو عدم استجابة المريض، وبالتالى يحدد الاكتشاف نوع العلاج بناء على التكوين الجينى الخاص بالمرضى.
هناك أيضاً «مركز الطاقة الجديدة والمتجددة»، ونُجرى فيه تجارب للاستفادة من الطاقة الشمسية، كما نشرنا 94 بحثاً فى مجلات دولية من البحوث التى أُجريت فى مراكز المدينة، كما شاركنا فى 40 مؤتمراً دولياً، وحصلنا على تمويل بنحو 20 مليون جنيه، للإنفاق على البحوث من جهات مختلفة مثل صندوق التنمية التكنولوجية والاتحاد الأوروبى.
■ ماذا عن باقى منظومة المدينة؟
- لتكتمل منظومة المدينة، يوجد لدينا هرم التكنولوجيا، وهو يتخذ مُخرجات البحث العلمى لتحويلها إلى منتج يفيد المجتمع ويذهب للصناعة للاستفادة منها، وهذا الهرم هو حلقة الوصل بين المدينة والمجتمع الخارجى، حيث نتعرف على متطلبات الصناعة، ونوجه البحث العلمى لخدمتها والعكس، وحتى الآن أسسنا 6 مراكز بحثية بينها «مركز العلوم الأساسية، ومركز التصوير الميكروسكوبى المتعلق بتخصص الدكتور أحمد زويل».
■ كم عدد الطلاب الدارسين بالمدينة؟
- هناك دفعتان، الأولى كانت فى خريف 2013، والثانية فى خريف 2014، وعددهم نحو 450 طالباً من كل محافظات مصر، وتم اختيارهم من الموهوبين وبمعايير محددة واختبارات لقياس قدراتهم العلمية.
■ وكيف تتم الاستفادة من مركز النانوتكنولوجى؟
- يُعتبر هذا المركز أفضل مركز متطور، ويمكن من خلاله تصنيع وتوصيف الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة، وتصنيع كل ما يتخيله الإنسان ويعتمد على تكنولوجيا السيليكون الدقيقة، وهى عبارة عن مستشعرات تمكّننا من خلال التكنولوجيا من تطوير أنظمة رؤية ليلية وأجهزة دقيقة فى السيارات. وفى التطبيقات الطبية الحيوية هناك أجهزة يتم زرعها داخل جسم الإنسان، ونعد الآن لإنتاج «بنكرياس صناعى» يقيس مستوى الجلوكوز فى الدم، ويمكننا كذلك حقن الأنسولين أتوماتيكياً، وكل هذا يعتمد على مواد متناهية الصغر يتم تصنيعها فى الغرفة النظيفة داخل مركز النانوتكنولوجى، كما يُستخدم فى الهندسة الإنشائية والطبية والصناعات المختلفة، وهذا المركز تكلف تأسيسه نحو 100 مليون جنيه.