السلطات المغربية تحتجز فريق "فرانس 24" بسبب برنامج ساخر
احتجزت السلطات المغربية فريق "فرانس 24" باللغة العربية، اليوم، وجاء ذلك عندما كان يقوم بتصوير برنامج شهري، بحجة غياب ترخيص للتصوير، حتى سلم الصحافي المسؤول تسجيل البرنامج الذي كان موضوعه يدور حول السخرية في الإعلام.
وأكد جمال بودومة، رئيس التحرير في "فرانس24"، ومقدم البرنامج في تصريح لـ"فرانس برس": أن "ممثلي وزارة الداخلية، احتجزونا في المكان الذي كنا نقوم فيه بالتصوير، ولم يطلقوا سراحنا حتى سلمناهم تسجيلات البرنامج".
في المقابل، نشرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، بيانا لولاية مدينة الرباط، قالت فيه: إن السلطات ضبطت طاقمًا صحفيًا تابعًا لقناة "فرانس 24"، وهو يقوم بتصوير برنامج بطريقة سرية بإحدى الفيلات بالرباط، تستغل كدار للضيافة، بدون الحصول على رخصة، وبدون التوفر على بطائق الاعتماد الصحفية.
وأضاف البيان، أن "الطاقم الصحفي رفض تقديم أي وثيقة تثبت هويته، أو أي رخصة تسمح بإنجاز البرنامج المذكور، كما أن ضيوف اللقاء رفضوا مغادرة الفيلا المذكورة إلا بعد معالجة المشكلة مع الطاقم الصحفي".
وأوضح بودومة، أن موضوع الحلقة كان يدور "حول السخرية في الإعلام" عقب الأحداث الاخيرة التي شهدتها فرنسا، وتمت استضافة كل من الفنان المغربي الساخر بزيز، ورسام الكاريكاتير خالد كدار، والصحافية سناء العاجي.
وبحسب المصدر نفسه، فقد "طلب المسؤول مني بطاقة الاعتماد، أو رخصة التصوير، كما أمر بتسليم التسجيلات، ما رفضناه في البداية حيث بقينا محتجرين، ولم يتم إطلاق سراحنا قبل تسليم تلك التسجيلات للاطلاع على محتواها كما أخبرونا".
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات المغربية بمنع "فرانس24" من تصوير أحد برامجها الذي اعتادت تصويره منذ ما يقرب من سنتين، دون حدوث مشاكل، ودون الحصول على ترخيص حسبما أكد المصدر نفسه.
ويأتي هذا المنع، في خضم أزمة الرباط وباريس، وتأجيل وزير الخارجية المغربية زيارته التي كانت مرتقبة الجمعة إلى فرنسا، بسبب "عدم إحراز أي تقدم في المشاورات" الدبلوماسية لتجاوز الأزمة حسبما أفادت الرباط.
من جانبه، فسر الإعلام المغربي تأجيل زيارة وزير الخارجية المغربي لباريس باستضافة قناة "فرانس24" (الثلاثاء) الملاكم المغربي زكريا مومني، الذي كان صاحب الشكاية ضد مدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي، والتي اججت الأزمة بين الرباط وباريس.
وجمد المغرب التعاون القضائي والأمني مع فرنسا منذ 20 فبراير الماضي حينما أقدمت الشرطة الفرنسية على استدعاء عبد اللطيف الحموشي، مدير المخابرات المغربية الداخلية، من مقر إقامة السفير المغربي في باريس، خلال زيارة رسمية، وذلك ليمثل أمام القضاء إثر شكاية تتهمه بالتعذيب من طرف ملاكم مغربي مقيم في فرنسا.