بعد توليه مقاليد الحكم.. كيف ينظر الغرب إلى الملك الجديد للسعودية
تسبب رحيل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتولي الأمير سلمان مقاليد حكم المملكة، اليوم، في إثارت التساؤلات عن مستقبل علاقات الدول الغربية مع المملكة، خاصة بعد صعود الملك الجديد الذي تشير التقارير إلى كونه محافظًا على خلاف الملك الراحل.
واهتمت وسائل الإعلام العالمية بمستقبل علاقات السعودية والغرب في ظل الملك الجديد، وذلك بسبب اتساع دائرة تأثير التغييرات السياسية بالمملكة إذ وقعت على نطاق كبير.. "الوطن" ترصد في السطور التالية آراء الباحثين والمتخصصين في هذا الشأن.
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، يرى أن الغرب ربما يعتقد أن الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أكثر تشددًا ومحافظة، وأن إصدار حكم عليه أمر سابق لأوانه، ويجب الانتظار فترة حتى تتضح الأمور أكثر.
وأضاف نافعة: "الحكم في السعودية لا يعتمد على الفرد، ولكن يتوقف على قرار الأسرة بأكملها"، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإقليمية هي التي تحدد كثيرًا من الأمور هناك، وأن سياسة المملكة لا تتأثر بمثل هذه التغيرات.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الغرب آراؤه غير معلومة حتى الآن، وربما ينظر إلى الملك الجديد بعين التشكك، ولكنهم سيتركوه بعض الوقت حتى يحكموا على أسلوب حكمه.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أرجعت اختيار الملك سلمان بن عبد العزيز لنجله الأمير محمد كوزير للدفاع إلى أنها محاولة لتعزيز سلطة أسرته داخل العائلة المالكة التي تمزقها المناورات السياسية، على الرغم من أنه منصب لا يضعه على سلم الخلافة.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الملك سلمان يواجه تحديات خارجية صعبة للغاية، مشيرة إلى أن خادم الحرمين الشريفين عبد الراحل وافته المنية في ظروف غير مستقرة في الجارة الجنوبية اليمن، مما قد يشكل تهديدًا على استقرار وأمن الحدود الجنوبية.
وجاء بتقرير للصحيفة: "الأسرة الحاكمة في السعودية اعتمدت منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها مظلة عسكرية لها، على الرغم من أن العلاقات متوترة بعض الشئ، بعد شعور الملك الراحل تجاهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، وهو ما أدى إلى تزايد المخاوف السعودية.
وأكدت أن الوضع الحالي في المنطقة هو الأسوأ منذ 50 عامًا بالنسبة لأي ملك سعودي سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، على الرغم من أن خزائن المملكة ممتلئة من عام 1964 عندما استولى الملك فيصل على الحكم وقام بخلع أخاه.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من التحديات الكثيرة، والصعبة التي يواجهها الملك الجديد، إلا أن الوضع الداخلي مستقر نسبيًا عن الأوضاع المحيطة بالمملكة.