هربت من العنوسة للطلاق
بلغ قلق «إيمان» من العنوسة حد الرعب، شبح الوحدة كان يؤرقها ليلاً ونهاراً، قررت أخيراً أن تلحق بقطار الزواج.. وتخيلت وهى الحاصلة على مؤهل عال وتعمل «سكرتيرة» أن زواجها من «عامل بوفيه» فى الخليج سوف يؤمن لها مستقبلاً ومهرباً من عنوستها لكنها فوجئت أنها كانت واهمة.. فسرعان ماعادت وحيدة منكسرة إلى عراء الوحدة بعد تجربة مريرة ومأساة لم تنته بعد.
مرارة التجربة التى عاشتها إيمان، 27 سنة، لم تنته دون ضجيج، مأساة تمنت معها لو أنها لم تتزوج، وها هى برفقة شقيقتها ضيفة على محكمة الأسرة بزنانيرى، دائرة البساتين، تنتظر جلسة التحقيق الخاصة بها بعد أن أقامت دعوى خلع بعد عام ونصف العام من زواجها.[FirstQuote]
«إيمان. ح» تحكى لـ«الوطن»: تخرجت فى كلية الحقوق ومع أول عريس تقدم لى قبلت الزواج منه خوفاً من شبح العنوسة، الذى أراه فى كل فتاة أعرفها تقدم بها العمر دون ونيس، تقدم لخطبتى «عاطف. م» حاصل على دبلوم تجارة، ويعمل فى الخليج، عن طريق أحد المعارف، تنازلت عن الفارق العلمى فيما بينى وبينه، لأننى أعلم أنه لن يتقدم أحد لخطبتى، وكان هناك رفض من والدتى لموضوع الزواج من «عاطف» لكننى صممت، وقبلت.
تمت مراسم الزفاف، وظل «عاطف» ما يقرب من 3 أشهر معى فى المنزل، ولم يسافر، وحينما سألته كان رده، أنه فى إجازة من أجل البقاء معى، ومرت الأيام، ولم يسافر عاطف، وفى تلك المرة اكتشفت أنه ترك عمله فى الخليج، وأصبح عاطلاً بلا عمل، وحينما طلبت منه الخروج للبحث عن وظيفة، قال لى «إننى نحس عليه وإنهم فصلوه فى الشركة، التى كان يعمل بها بعد زواجى منه».
حاولت البحث عن عمل، ووجدت مدرسة خاصة عملت بها سكرتيرة أستطع من خلالها الإنفاق على المنزل، لم أحاول أن أخبر أسرتى بما حدث معى، وقلت لهم إننى فضلت أن يبقى معى، بدلاً من السفر والبهدلة فى الخارج.
مرت الأيام، وكنت فى حملى بالشهر الثالث، وذات يوم أثناء عودتى من عملى وجدت زوجى قد استولى على مصوغاتى وقام ببيعها، لأنه أصبح مدمناً للأقراص المخدرة بعد ترك عمله، وأصبح غائباً عما حوله، وعندما عاتبته قام بضربى ما أثر على الحمل وتعرضت للإجهاض، لكنى لم أحك لأحد ما حدث معى، وقلت إننى انزلقت على السراميك أثناء أعمال المطبخ والتنظيف.
لكنه لم يقدر ما فعلته من أجله، وأننى أعمل، وهو عاطل وبدأ يطلب منى راتبى كل شهر، وإن لم أعطه له، يقوم بضربى، وكسر ذراعى ذات مرة، إلى أن فاض بى الكيل، فطلبت منه الانفصال، لكنه رفض ولجأت للقضاء وأقمت دعوى خلع. تتنهد إيمان وهى تحكى بألم عن إقامتها دعوى خلع: «كنت أتمنى ألا أفعل ذلك، لم أكن أريد أن أتحول من عانس إلى مطلقة.. كان من الأفضل لى أن أبقى عانس.. لأن وضعى الاجتماعى كعانس سيكون أفضل من مطلقة.. المهم عندما علم زوجى بنيتى إقامة دعوى خلع حاول بشتى الطرق أن يثنينى عن ذلك، وبالفعل نجح فى التأثير علىَّ وقلت فى نفسى: «أظل زوجة أفضل فقد ذقت مرارة العنوسة ولست على استعداد لتحمل ألم الوحدة، لكن زوجى لم يلبث أن عاد إلى تعاطى المخدرات وهو الذى سبق أن أقسم لى بأنه لن يقربها أبداً، كما اكتشفت أنه غير مستعد للبحث عن عمل ويرتاح إلى كونه عاطلاً عن العمل».
وتختتم إيمان كلامها بقولها: «كنت على استعداد للصبر والاحتمال لكنه فاجأنى ذات مرة بأنه سيبقى على هذا الوضع إلى الأبد وأننى يجب أن أحمد الله على أنه تكرم وتزوجنى، ثم اعتدى علىَّ بالضرب، وقتها دارت الدنيا بى، وأصبت بالذهول ولما استعدت وعيى قلت إننى سأنهى هذا العذاب وأخبرت أسرتى بذلك.. كيف يعقل أن أعيش مع رجل مصمم على إهانتى؟ وتوجهت لمحكمة الأسرة بزنانيرى لإقامة دعوى خلع لأنه رفض تطليقى وقال لى «نجوم السما أقربلك» وهآنذا فى انتظار قرار من القضاء العادل لينهى مأساتى لعلنى أستطيع طى تلك الصفحة إلى الأبد.