العميد مازن صبرى: نقطة دم كشفت القاتل على طريقة «رصيف نمرة خمسة»
عام 2005 كان العميد مازن صبرى، مدير إدارة الرقابة الجنائية بمديرية أمن القاهرة، برتبة مقدم، كان يشغل فى ذلك التوقيت رئيس مباحث روض الفرج.
العميد مازن صبرى لا يزال يتذكر تلك الجريمة، التى أطلق عليها اسم «رصيف نمرة خمسة» عقب كشف الغموض عنها، حيث تشابه أداء المتهم وتصرفاته مع أداء زكى رستم فى فيلم رصيف نمرة خمسة، الذى مشى فى جنازة القتيلة وقدم العزاء، المتهم فى الواقعة التى يرويها «صبرى» كان بين أقارب الضحية ويعرف جميع تحركاتهم إلا أن نقطة دم قادت المباحث لضبطه.
يحكى «صبرى» وقائع تلك الجريمة لـ«الوطن» بقوله: تلقيت بلاغاً من شرطة النجدة بالعثور على جثة طالبة جامعية مقتولة داخل شقتها بمنطقة روض الفرج، انتقلت ومعى فريق من ضباط المباحث بالقسم إلى مكان البلاغ، وفور وصولنا إلى مكان الجريمة التى كانت داخل شقة بالطابق الثانى فى عقار بالمنطقة، وجدنا المجنى عليها مقتولة وجثة هامدة فى صالة الشقة، الضحية كانت مصابة بعدة طعنات فى الصدر والبطن والرقبة، كانت هناك آثار دماء فى حمام الشقة ولم نتمكن من تحديد دافع الجريمة، ووجدنا أيضاً «نقطة دم» على باب الشقة.
يتابع «صبرى»: بدأت مع فريق المباحث فى جمع معلومات عن الضحية وتبين أنها فتاة مخطوبة وأنها مقيمة مع والدتها وحفل زفافها بعد شهر، فحصنا عدداً من المترددين على العقار والجيران وأهالى المنطقة وتبين حسن سير وسلوك الفتاة ولا توجد لها أى خلافات مع أحد وأن سكان العقار والعقار المجاور من أقاربها.
واصلنا البحث لمدة 13 يوماً ولم نتوصل إلى أى حلول أو خيط لكشف لغز الجريمة، و«قلت مفيش أى أمل» حتى تلقيت اتصالاً من الطب الشرعى والمعمل الجنائى وأكدوا أن عينات الدم التى تم العثور عليها فى الحمام هى عينة دماء الضحية، ولكن نقطة الدم التى تم العثور عليها خلف باب الشقة ليست من دماء الضحية، وهنا شعرت بالأمل من جديد، واستخدمنا تكنولوجيا عالية فى تحليل عينة الدم، حتى تبين لنا أن تلك العينة لشخص ذكر وليس أنثى وأنه من أقارب الضحية.
يستكمل صبرى: لم أتردد ثانية واحدة واتصلت بالنيابة العامة وأخذت إذن نيابة لعمل تحليل عينة دماء لعائلة المجنى عليها بالكامل وذهبت إليهم وأقنعتهم أن هذا العمل مجرد إجراء عادى وليس للبحث عن المتهم، بعد أن تأكدت أن القاتل هو أحد أقاربها، وكانت المفاجأة أن وراء الجريمة زوج خالتها وتخلص منها بـ«كتر»، بعد مشادة كلامية نشبت بينهما بسبب رفض الضحية الارتباط بنجله.
يتابع العميد مازن صبرى كلامه: تم ضبط المتهم، وتم اقتياده إلى قسم شرطة روض الفرج وبدأت فى مناقشته حول ارتكابه الجريمة، أنكر المتهم فى بداية الأمر ارتكابه للواقعة، وتمت مواجهته بنتيجة تحليل عينات الدم، وبتضييق الخناق عليه انهار المتهم وبدأ فى الاعتراف بجريمته، وقال إنه توجه يوم الواقعة إلى شقة المجنى عليها للاطمئنان على والدتها المريضة، وعقب وصوله تبين له عدم وجود والدة المجنى عليه، فـ«استغل» الفرصة، وقام بمعاتبتها على رفضها الارتباط بنجله، فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لتشابك بالأيدى وحاولت الضحية الاستغاثة بالجيران إلا أنه قام بكتم أنفاسها وأخرج «كتر» من طيات ملابسه وحاول تهديدها به ولكنها تعدت عليه بالسبب والشتائم فسدد لها عدة طعنات فى الرقبة ثم سدد لها عدة طعنات فى الصدر والبطن حتى لفظت أنفاسها الأخيرة داخل الشقة.
يتابع العميد صبرى كلامه: حررت محضراً بالواقعة وتضمن اعترافات المتهم وتقرير الطب الشرعى الخاص بعينات دمائه التى عثرنا عليها خلف باب شقة المجنى عليها، وتمت إحالته للنيابة وأمام النيابة اعترف بارتكابه للواقعة وقال إنه لم يقصد قتلها ولكنه غضب من رد الضحية عليه وهاجمها وتعدى عليها بالضرب وسدد لها عدة طعنات بعد مشاجرة استغرقت نصف ساعة داخل الشقة انتهت بقتل المجنى عليها التى أصدرت قراراً بحبسه آنذاك على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد وتمت إحالته للمحاكمة الجنائية لينال عقابه.