جيران الرئيس في قصر القبة يصرخون: "مين قال اللي جاور السعيد يسعد؟"
قبل الانطلاق إلى محل عمله بمنطقة الدقي، لم ينسَّ الرجل الخمسيني أن يسترق النظر إلى الشارع الذي يقطن فيه منذ قرابة الـ20 عامًا، فيضان يكسو الأرض نتج عن انفجار ماسورة مياه رئيسية بطريقة أثارت ارتباكه وسكان المنطقة المتاخمة للقصر الرئاسي في سراي القبة، بحيث لا يستطيعون العبور إلى داخل منزلهم أو النزول منها قبل ارتداء أكياس من البلاستيك في الأقدام وقفازات في الأيدي وسد أنوفهم قدر المستطاع.
"من جاور السعيد يُسعد" لسان حال طلعت إبراهيم، الذي صدق بالمثل في البداية، وغمرته فرحة من الأعماق حين سمح أفراد عائلته له بالسكن في منزل عائلتهم بالقرب من قصر القبة الذي يعد أكبر القصور الرئاسية من حيث المساحة والفخامة، كان يظن أن حياته ستظل في نعيم لكن الحال تبدَّل، فلا يفوت يوم دون أن تنفجر ماسورة مياه أو بالوعة صرف صحي، والجديد الآن قنابل، "الأحوال بقت فوق المحتمل مش عارفين نتحرك في الشارع، المنطقة دي من أرقى شوارع القاهرة، المفروض حالها يبقى أفضل من كده".
أحوال جيران الرئيس باتت على أشدها، إهمال في كل جانب، علاوة على القمامة، بحسب طلعت، مضيفًا "منطقة الأميرية دي شهدت مرور عظماء العالم"، قالها متأسفًا على ما وضلت إليه أوضاعها حاليًا: "عايزين الشوارع تنضف والأحوال تتحسن".
خطوات متثاقلة لم تعد تحسبها بعد بسبب أحوال الشارع التي ضاقت به ذرعا، فـ"رشا أرنست " تعاني كفتاة تجلس على كرسي متحرك خشية السقوط في المياه كلما حاولت التحرك بمفردها "عاوزة مسؤول في البلد يقولنا البني آدمين يمشوا إزاي فيه؟ وما بالكم باللي على كرسي متحرك أو كفيف؟ الاسم قريبين من قصر الرئاسة والحال لا يُطاق".