خذوا الحكمة من «عم عوض»: «مصر مابقاش فيها ثقافة.. الناس ما بتقراش»
على أنغام أغنية «يا مسافر وحدك» التى تنطلق من راديو صغير، يتحرك «عم عوض» داخل محله البسيط الذى لا تتجاوز مساحته متراً فى متر، يضبط صورة عبدالناصر المعلقة على أحد الجدران، ثم يملأ «الجردل» الأزرق بالمياه ويضعه أمام باب محله بالدقى لتشرب منه القطط. ينزل «عم عوض» السلالم الصغيرة المؤدية إلى المحل ويحضر طاولة خشبية صغيرة يحملها رغم سنه الكبيرة ويصعد بها السلالم ثم يضعها أمام المحل ويفرش عليها مجموعة من الكتب، وبجانبها أطلس كبير للعالم والمجموعة الكاملة لوصف مصر. اعتاد «عم عوض» أن يشرح للمارة موقع مصر فى الأطلس: «شايف دى مصر هى قلب العالم». ثم يشرح لهم شرحاً مطولاً تاريخ مصر وما واجهته عبر تاريخها ثم يقول: «معلش يا بنى أنا بعمل كده علشان تشرح انت كمان للكل.. محدش يرضى اللى بيحصل فى مصر ده». سنوات عمره الـ72 جعلته يرى كل ما يحدث فى مصر بعين خبيرة: «عايش فى مصر من أيام الملكية لكن عمر ما حصل فيها زى اللى بيحصل دلوقتى». مضيفاً أنه يجب بيع الكتب، خصوصاً التى تتحدث عن مصر.
يعمل «عم عوض» فى هذه المهنة منذ ما يزيد على 55 عاماً. استحوذت على كل تفكيره، منذ علم نفسه القراءة والكتابة: «من بيع الكتب وشرائها أقدر أقول إن مابقاش فيه ثقافة فى مصر زى زمان دلوقتى شرا المكتبات من البيوت وبيعها قل لدرجة ممكن أقدرها بنسبة 95%، أيام السبعينات والثمانينات ماكنش ده بيحصل، ودلوقتى 5% بس اللى بيقروا والسبب النت.. يقطع النت على اللى عمله».