خبراء النووى: لا بديل عن الضبعة لإنشاء المحطات النووية والمواقع الأخرى غير مؤهلة
«مش هنغصب أهالى الضبعة على المشروع النووى إحنا عندنا 5 مواقع صالحة لإنشاء المشروع النووى»، أعلنها الرئيس مرسى فى لقائه الأخير بأهالى محافظة مرسى مطروح المعترضين على إقامة المحطات النووية بموقع الضبعة؛ تجنباً لوقوع أية حوادث نووية تؤدى لإخلاء كامل للمنطقة مثلما حدث فى محطة فوكوشيما باليابان مارس 2011.
المواقع الخمسة أعلنت عنها وزارة الكهرباء بداية 2010، من بين قائمة المواقع التى اختير من بينها موقع الضبعة، شملت القائمة موقع النجيلة غرب الضبعة، وشرق النجيلة وجنوب سفاجا فى منطقة الوادى الجديد، وجنوب مرسى علم، وحمام فرعون فى منطقة سيناء.
وقال خبراء إن المواقع الخمسة غير مؤهلة لأن تكون بديلاً لموقع الضبعة فى الوقت الحالى، حيث أكد الدكتور حامد رشدى، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، أن اختيار موقع بديل يخضع لمجموعة معايير على رأسها التأكد من السلامة الزلزالية للموقع واتجاهات الرياح وطرق السيطرة السريعة على الحريق، ومستويات المياه الجوفية وغيرها من المعايير التى تتكلف مئات الملايين.
من الناحية النظرية المواقع الخمسة يمكن أن تكون بديلة لموقع الضبعة، كما يذكر الدكتور عبدالفتاح هلال، أمين الجمعية المصرية للعلوم النووية، إلا أن الدراسات العملية تثبت خلاف ذلك، وفى هذه الحالة ستخسر مصر مئات الملايين من الجنيهات التى أنفقتها على دراسة المواقع البديلة.
وقال الدكتور هشام فؤاد، رئيس هيئة الطاقه الذرية الأسبق، إن « دراسات المواقع الخمسة مبدئية لا ترتقى لمستوى البدائل»، مشيراً لمجموعة خطوات لتحويل المواقع إلى أماكن صالحة لإقامة المحطات النووية؛ أهمها توازن المحطات مع الشبكة الكهربائية، فمحطة السد العالى عندما أنشئت بطاقة ألفين مجياوات قررت وزارة الكهرباء إنشاء محطة أخرى تقيم معها توازن قوى للشبكة الكهربائية فى حال سقوط إحداها تلحق الأخرى لتعيد التوازن وتجنباً لحدوث إظلام تام.
أضاف فؤاد أن اختيار موقع الضبعة كان بمثابة توازن قوى لمنطقة الساحل الشمالى المفتقدة للطاقة الكهربائية، وفى حال اختيار موقع بديل يجب أن يكون الاختيار على أساس موقع المنطقة من الشبكة الكهربائية ؛ لذا تعد منطقة النجيلة غرب الضبعة الموقع الأنسب لإنشاء المحطات النووية من بين المواقع الأخرى، فى ظل افتقار موقع جنوب سفاجا للتنمية، والتخوف من إنشاء محطة نووية فى منطقة سيناء بحمام فرعون بسبب الأحداث الأخيرة التى شهدتها المنطقة.
فى حين ينفى الدكتور منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، وجود بديل لموقع الضبعة، رغم أن موقع النجيلة هو المرشح الوحيد كبديل إلا أن اختيار هذا الموقع يعد «مغامرة» - بحسب وصفه - وسيبقى التساؤل «إذا كانت الطاقة النووية آمنه فلماذا لم تكن على أرض الضبعة؟».
بالنسبة للمواقع الخمسة، أشار مجاهد إلى أن هذه المواقع جاءت ضمن 18 موقعاً أرسلها لنا جهاز تخطيط أراضى الدولة منذ عدة سنوات بعد عمل مسوح مبدئية على هذه المواقع أظهرت وجود 4 مواقع هى الأفضل على رأسها الضبعة والنجيلة، وبعد إجراء دراسات على موقع الضبعة لعدة سنوات أُختير لإنشاء المحطات النووية.
وحذر مجاهد من مخاطرة الانتقال لموقع آخر بخلاف الضبعة حتى وإن كان النجيلة؛ فمن الممكن بعد إجراء الدراسات العلمية على الموقع تثبت فى النهاية عدم صلاحيته لإقامة المشروعات النووية.
يذكر أن مشروع البرنامج النووى المصرى بدأ بالتزامن مع دولة الهند فى الستينات، وكانا بمثابة توأمين بينهما علاقة وثيقة، انتهت بإخفاق مصر ونجاح الهند، التى استطاعت حالياً تصنيع محطة نووية بأكملها دون الحاجة لخبراء من الخارج.
مر اختيار موقع المحطات النووية بمراحل عدة بدأتها الحكومة المصرية باختيار سيدى كرير فى الثمانينات بعد دراسة عدد من المواقع البديلة، إلا أن حرب 1967 قطعت الطريق على اختيار منطقة سيدى كرير. عادت مصر بعد حرب أكتوبر 1973 التفكير فى إنشاء ثمانى محطات نووية قدرة الواحدة ألف ميجاوات، وأصدرت قراراً جمهورياً بتخصيص 50 كيلومتراً مربعاً على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول 15 كيلومتراً وعمق 3 كيلو فى منطقة الضبعة.