بروفايل| «الجنزورى» باب الخروج
بخطى ثابتة يتجه نحو الرئيس، يُخرج بعد المصافحة قصاصة ورقية يتلو منها القسم الجمهورى، يجدد المصافحة، ويقف عن يمينه فى انتظار حَملة الحقائب الوزارية وزيراً تلو الآخر، لتُعلن الصحف والقنوات عن بدء عمل الحكومة الجديدة التى يرأسها «الجنزورى».
كمحافظ لـ«الوادى الجديد» بدأ «الجنزورى» أول مناصبه القيادية فى النظام المصرى فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، 1976، وبعدها انتقل لقيادة محافظة «بنى سويف»، فى 1977، ما لفت أنظار الصحافة والمسئولين من رجال الحزب الحاكم فى تلك الفترة إلى اسم الدكتور كمال الجنزورى، مما رشحه لتكليفه بمهام كبرى فى أوقات يصعب وصفها بأنها «جيدة».
دخل «الجنزورى» الوزارة لأول مرة مسئولاً عن ملف التخطيط، ثم عُين نائباً لرئيس مجلس الوزراء، قبل أن يتولى رئاسة الحكومة لأول مرة فى الفترة من يناير 1996 وحتى أكتوبر 1999، حيث ترك خلال السنوات الثلاث انطباعاً جيداً لدى فئة كبيرة من المواطنين، قبل أن يعتزل العمل السياسى بحجة أن نظام مبارك ضيَّق عليه وحاصره إعلامياً عقب مغادرته الوزارة.
طُرح اسم «الجنزورى» لرئاسة الحكومة إبان أحداث «محمد محمود»، نوفمبر 2011. ولكن سرعان ما اشتعلت الأحداث ثانية؛ اعتراضاً على اختيار «أحد رجال مبارك»، بحسب المتظاهرين فى التحرير حينئذ، رئيساً لمجلس الوزراء، فاعتصم معارضون لتولية «الجنزورى» الحكومة حول مقر مجلس الوزراء، لكن «الجنزورى» ظل فى منصبه حتى إجراء أول انتخابات رئاسية فى 2012، التى أسفرت عن فوز الدكتور محمد مرسى بالمنصب، ليشكل «الجنزورى» حكومة انتقالية سبقت مجىء هشام قنديل.
لعب «الجنزورى» دور «رجل الدولة» طيلة سنوات عمره الذى تجاوز الثمانين، ولذلك كان دائماً فى مقدمة الأسماء المرشحة لتولى الحكومات، وفى الصف الأول بين الساسة والمسئولين فى الحفلات والمناسبات ولو بشكل شرفى.
ساعياً وراء تشكيل ما سماه بـ«القائمة الوطنية» لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، التى صنَّفها سياسيون على أنها «قائمة الدولة»، يحرص «الجنزورى»، بحسب تقييمات الواصفين، على ضم المؤيدين للنظام الحالى دون غيرهم. ووصف البعض محاولة «الجنزورى» فى إحداث «وفاق وطنى» بين القوى السياسية بـ«الفاشلة»، قبل أن يُعلن أسامة هيكل عن اعتذار «الجنزورى» عن الاستمرار فى تشكيل القائمة الانتخابية، وإسناد المهمة لشخصيات، من بينها اللواء سامح سيف اليزل وآخرون، بعد أن قرر رئيس الحكومة الأسبق انسحابه من «الحياة الانتخابية»، وربما الحياة السياسية بالكامل.