حمار ملون.. ولا بنى آدم «أبيض وأسود»
أخضر.. أحمر.. بنفسجى.. أزرق.. فوشيا: ليست ألوان الطيف، بل ألوان «بردعة» مبتكرة فكرت فيها «مريم» لتدفئة «الحمار» و«الحصان» فى البرد القارس فى منطقة سقارة، خاصة بعد انخفاض درجات الحرارة ووصولها إلى 3 درجات مئوية. «مريم على»، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، قررت أن تتبنى مبادرة «بردعة لكل حمار» داخل «الجمعية المصرية للدفاع عن حقوق الحيوان»: «إحنا زرنا الأسواق الشعبية وجبنا بطاطين بـ20 و25 جنيه، وبعتناها لمنجد عشان يحط طبقة من المشمع تحمى الحمير من المطر والبرد لأنها أرواح بتبرد زينا، واخترنا ألوان مبهجة عشان الشكل الجمالى». عدم اهتمام التُجار ببيع مُستلزمات تقى الحيوانات من برد الشتاء دفع «أشلى» إحدى العاملات فى الجمعية لاصطحاب مجموعة من البردعات الجاهزة التى تُباع فى الأسواق لحماية الحصان من البرد، مما شجع العاملين فى الجمعية على تقليدها بالإمكانيات المتاحة لحماية الحمير من الأمراض الموسمية: «الحمير اللى عندنا لها احتياجات خاصة، وأى لطشة برد يروح فيها، كمان صحتها على قدها، اللى عجوز واللى مكسور، وكلها محتاجة تتدفا».
كهولة «الحمير» وسهولة تعرضها للأمراض الموسمية خلال البرد دفع «مريم» والقائمين على الجمعية لتوفير الأدوية: «البوكسات اللى بينام فيها الخيل والحمير نشرنا فيها نشارة خشب وقش وبطانية تحتها عشان تتدفا وما تنصابش بقرحة». وتستكمل: «ساعات نلاقى حمير مرمية فى الشارع وبتموت، بنجيبها نأكلها ونعمل اللى علينا، حتى لو هتموت ما تحسش بالوحدة وتموت مرتاحة». «الإرهابى هو اللى بيعذب حيوان أو يتحرش بواحدة ست، أو يقتل برىء.. فى الآخر كلهم إرهابيين لأنهم بيقهروا مخلوق ضعيف»: تقول «مريم» التى اعتبرت حماية الحمير المريضة شغلها الشاغل: «أنا ضد الموت الرحيم، يعنى إيه حمار يتعب نريحه بحقنة هوا، طب ما نعالجه ونستنى قضاء ربنا».