«الصناعات الثقيلة والقمح» ملفات على مائدة القمة المصرية الروسية
قبل ساعات من زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر، يتوقع خبراء أن تكون ملفات الصناعات الثقيلة، وعلى رأسها الحديد والصلب، والتبادل التجارى فى القطاع الزراعى، والمجال العسكرى، هى الأبرز على مائدة المباحثات.
قال أحمد شيحة، رئيس شُعبة المستوردين بالغرفة التجارية، إن زيارة «بوتين» ستكون فرصة جيدة لإنهاء إجراءات إشهار «مجلس الأعمال المصرى الروسى» بعدما تمت مخاطبة الغرفة فى موسكو قبل أشهر، للترتيب لتشكيل المجلس، بعد سنوات طويلة من التوقف. وأضاف «شيحة» لـ«الوطن» أن تشكيل المجلس سيأتى بعد فترة من انقطاع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين المصرى والروسى لفترة دامت نحو 25 عاماً، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجارى الحالى بين البلدين يعتبر محدوداً جداً، إلا أن هناك تغييرات كبيرة شهدتها السلع التفضيلية التى كانت محل تبادل بين الجانبين، فقد كانت مصر تصدر إلى روسيا المواد الخام والأخشاب، والآن أصبحت هناك أسواق بديلة بالنسبة لها، موضحاً أن السوق الروسية تعتبر غير منافسة فى الصناعات التكنولوجية قياساً بالسوق الكورية وصناعة السيارات. وتوقع رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أن يكون حجم التبادل التجارى فى الفترة المقبلة محصوراً فى قطاعات محددة، وعلى رأسها الصناعات الثقيلة والحديد والصلب، والصناعات العسكرية، وقطاع البترول، والتبادل التجارى فى القطاع الزراعى، مؤكداً أن التعاون الاقتصادى مع روسيا يمكّن مصر من تأمين مخزونها الداخلى دون اللجوء لدول تضغط عليها سياسياً. فيما قال الدكتور نبيل رشوان، الباحث فى الشئون المصرية الروسية، إن الرئيس الروسى سيصطحب معه وفداً عسكرياً، رغبة منه فى تطوير وإصلاح بعض المعدات العسكرية المصرية، مشيراً إلى أن تلك الخطوة جيدة، كون البعثات العسكرية بين مصر وروسيا انقطعت خلال العهود الماضية، مؤكداً أن الزيارة للقاهرة تأتى خطوة للخروج من العزلة التى فُرضت على روسيا من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار «رشوان» إلى أن الزيارة تهتم فى المقام الأول بتجديد المصانع التى كانت قد أسهمت روسيا فى بنائها فى الستينات، مثل مصانع «الحديد والصلب، والمراجل البخارية، والألومنيوم»، فضلاً عن صيانة توربينات السد العالى.[FirstQuote]
وتوقع أن يجرى الاتفاق بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الروسى، على إمكانية وجود تعاون تجارى بين القاهرة وموسكو، فيما يتعلق باستيراد روسيا منتجات قطنية ومواد غذائية مصرية أبرزها «الخضراوات والفاكهة»، فى مقابل حصول القاهرة على منظومات رىّ حديثة لتوفير المياه، مشيراً إلى أن طاولة المفاوضات من المقرر أن تشتمل على مساهمة موسكو فى إنشاء مصانع داخل محور تنمية قناة السويس الجديدة، وبناء ما يقرب من 15 مصنعاً فى المنطقة الصناعية بمدينة برج العرب بالإسكندرية، على أن تشمل الاتفاقيات «إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الذى أنشأته روسيا.
وعلى الصعيد العسكرى، أوضح الباحث فى الشئون الروسية أن على مصر الاستفادة من الخبرات العسكرية لموسكو فى محاربة التنظيمات الإرهابية، خصوصاً أن الأخيرة لها باع طويل فى مكافحة تلك الجماعات فى الشيشان خلال فترة التسعينات، مشيراً إلى أنه يتمنى الاتفاق على استيراد المعدات التى تمكّن قوات الجيش من المطاردة السريعة للعناصر الإرهابية فى سيناء، خصوصاً أن طبيعة سيناء تشبه إلى حد كبير الطبيعة الجبلية فى الشيشان التى سبق ونجحت روسيا فى التعامل معها، إضافة لإمكانية إيفاد خبراء روس لتدريب الضباط. وتوقع «رشوان» أن تركز مصر على طلب بعينه من الجانب الروسى، فيما يتعلق بالتعاون العسكرى، يتمثل فى الحصول على بعض منظومات الدفاع الجوى وعلى رأسها «إس 300 وإس 400».
فى الإطار ذاته، قال محمد عزت، رئيس جبهة «شباب مصرى»، الموجود فى روسيا حالياً، إن الجبهة تعمل بنشاط مكثف على تقوية العلاقات المصرية الروسية فى المجالات الطلابية والشبابية، وتوقيع البروتوكولات المختلفة مع كافة المنظمات الروسية المهتمة بتوسيع التعاون مع مصر فى مجال التبادل الطلابى. وذكرت تقارير اقتصادية روسية أن حجم التجارة المتبادلة بين القاهرة وموسكو ارتفع إلى 4.3 مليار دولار خلال 2014، عن العامين السابقين 2012 و2013، حيث كان التبادل التجارى وصل إلى 3.5 مليار دولار، وأشارت التقارير إلى أن الصادرات الروسية إلى مصر تزيد على الواردات، حيث تعد مصر أكبر مشترٍ للحبوب والمعادن الحديدية الروسية، فيما تتركز مشتريات الجانب الروسى من مصر على المنتجات الغذائية، وتوقعت أن تثمر زيارة «بوتين» للقاهرة عن 5.2 مليارات دولار، حيث سيتم تفعيل بعض الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة فى وقت سابق.