مدير «التوثيق الحضارى» لـ«الوطن»: «هروب الخبراء» بسبب الأوضاع المالية
يعتبر لتراث مصر أهمية وجاذبية عالمية، ويحتاج هذا التراث من الموارد الطبيعية والمواقع الأثرية والدور المعمارية والفنون والفلكلور والجمال الطبيعى إلى التوثيق الدقيق الهادف، ولهذا أنشئ المركز المصرى لتوثيق التراث الحضارى والطبيعى.
«الوطن» تحاور مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، المهندس محمد فاروق، الذى تحدث عن أبرز المشروعات التى يقوم بها المركز حالياً، مثل مشروع توثيق ذاكرة الأزهر الشريف، وتوثيق 8 حدائق نباتية مصرية، بتكلفة 14 مليون جنيه وإنشاء أطلس لكل محافظة، يوضح المعالم الأثرية وتاريخها فى هذه المحافظات، بالإضافة إلى المشاكل التى تواجه المركز، حيث طالب «فاروق» بزيادة ميزانية المركز إلى 10 ملايين جنيه حتى يتسنى للمركز القيام بدوره.
■ فى البداية نود أن تخبرنا عن بداية عملكم فى توثيق التراث؟
- بدأت العمل فى توثيق التراث منذ تخرجى فى كلية الهندسة بمكتب مجلس الوزراء لمدة 4 سنوات، ودراسة الماجستير الخاصة بى كانت عن نظام اصطناعى لتوثيق المناظر الفرعونية الموجودة على الجدران، وعند إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أواخر عام 1999 كان أحد أهداف الوزارة إنشاء قواعد بيانات قومية، إحداها كانت عن التراث، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز التراث الحضارى والطبيعى.
■ وما أول المشروعات التى بدأها المركز؟
- بدأ المركز بمشروع لتوثيق الأماكن الأثرية فى مصر «خريطة مصر الأثرية» وقام المركز بعمل أطلس لكل محافظة، وانتهينا بالفعل من عمل 23 أطلساً لـ23 محافظة، ويتبقى لدينا فقط 3 محافظات، ومن المحتمل الانتهاء بنهاية العام الحالى، هذا المشروع بالتعاون بين وزارة الآثار ومكتبة الإسكندرية ووزارة الاتصالات.
■ المركز كان فى بداية إنشائه تابعاً لوزارة الاتصالات والآن أصبح تابعاً لمكتبة الإسكندرية فلماذا حدث ذلك؟
- فى عام 2003 ومع بداية مكتبة الإسكندرية كان على المكتبة أن تنشئ مركزاً يكون دوره هو نفس الدور الذى يقوم به مركز التوثيق الحضارة والطبيعى، ومن هنا تم نقل تبعية المركز من وزارة الاتصالات إلى مكتبة الإسكندرية، وتستمر وزارة الاتصالات فى دعم المركز مادياً وتكنولوجياً.
■ كم عدد المواقع الأثرية التى قام المركز بتوثيقها حتى الآن؟
- وثّقنا حتى الآن نحو 1200 موقع فرعونى على مستوى الجمهورية و200 موقع إسلامى أثرى فى القاهرة فقط، ونعمل حالياً على توثيق المواقع القبطية الموجودة فى مصر.[FirstQuote]
■ ماذا عن مشروع التوثيق المعمارى؟
- يهدف هذا المشروع إلى توثيق التراث المعمارى والعمرانى للمدن المصرية، وبالأخص تراث القرنين التاسع عشر والعشرين، مما يساعد على سهولة البحث واستخراج المعلومات التى يحتاج لها السائحون ومتخذو القرار والمعماريون والمؤرخون.
■ وما أبرز المشروعات القائمة حالياً؟
- أوشكنا الآن على الانتهاء من مشروع توثيق ذاكرة الأزهر الشريف، وسيتم الانتهاء منه فى منتصف هذا العام، ويحتوى على موقع إلكترونى يشرح تاريخ الأزهر الشريف خلال 1000 عام، بالثلاث لغات «اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية» بالإضافة إلى طباعة كتابين بهذه اللغات وأنشأنا «بانوراما التراث» بتكلفة تقدر بنحو 4 ملايين جنيه.
■ وماذا عن مشروع «بانوراما التراث»؟
- هذا المشروع قائم بالفعل، حيث تم إنشاء 7 شاشات عرض بانورامية للتراث فى 7 مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية، والثانية فى المركز الثقافى المصرى فى لندن.
■ هل تم عمل زيارات خارجية؟
- بالفعل لدينا وحدة متنقلة من بانوراما التراث زارت 30 مدينة وعاصمة حول العالم لعرض التراث المصرى بهدف ترويج السياحة.
■ ماذا عن مشروع توثيق الحدائق النباتية؟
- هذا المشروع بالتعاون بين المركز ووزارة الزراعة وتمويله من وزارة الاتصالات، من خلاله يتم توثيق 8 حدائق نباتية موجودة فى مصر بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 14 مليون جنيه، ومن المفترض الانتهاء من هذا المشروع بحلول عام 2017.[SecondQuote]
■ وهل هناك تعاون بين المركز ووزارة السياحة؟
- قام المركز بتصميم تطبيق على الهاتف المحمول بـ7 لغات، يوضح 450 مزاراً سياحياً على مستوى الجمهورية بتكلفة تقدر بنحو 200 ألف جنيه، يستخدمه معظم السائحين القادمين إلى مصر.
■ وما أبرز المشاكل التى تواجه المركز؟
- هروب العلماء والقيادات الإدارية من المركز نتيجة الأحوال الاقتصادية الصعبة، حيث ترك المركز نحو 10 شخصيات خلال الفترة الماضية ولا نستطيع أن نأتى بآخرين نتيجة للأوضاع المالية الخطيرة التى يمر بها المركز.
■ ما حجم ميزانية المركز؟
- ميزانية المركز 5 ملايين جنيه ويجب مضاعفتها.