بعد انقلاب الحوثيين في اليمن.. مطالبات داخلية وخارجية بعودة الرئيس
تباينت ردود فعل داخلية وخارجية حول الأحداث الدائرة في اليمن، وهيمنة الحوثيين على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادى، حيث أمهل الحوثيون القوى السياسية في اليمن في وقت سابق مهلة قدرها 3 أيام للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف للخروج بالبلاد من مأزق التشتت على حد وصفهم.
وفشلت هذه القوى في التوصل لحل يرضي القوى المتصارعة في اليمن ومن يمثلها، بعدها قام الحوثيون بإصدار إعلان دستوري لتسيير أعمال الدولة لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد.
على المستوى الداخلي، أفادت وكالة "سي إن إن الإماراتية"، أن مكون "الشباب المستقل"، الذي شارك بمؤتمر الحوار الوطني، أعلن رفضه حصر جميع السلطات بيد ما يسمى بـ"اللجنة الثورية" التابعة لجماعة "أنصار الله" التي أصدرت الإعلان الدستوري، حيث وصف مكون "الشباب المستقل" الإعلان الدستوري الذى أعلنته جماعة الحوثي، أمس، بـ"الأنقلاب"، مؤكدًا تمسكه بشرعية الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
وجدد مكون الشباب رفضه لحصر جميع سلطات الدولة بيد ما يسمى بـ"اللجنة الثورية" التابعة لجماعة أنصار الله الحوثي، في بيان أصدره أمس، مؤكدًا ضرورة التزام السلمية في العمل الثوري والاحتجاجات الشعبية المعبرة عن رفضها لما أسماه بـ"الإنقلاب" الذي أقدمت عليه جماعة الحوثي.
وتمسك "الشباب المستقل" بما وصفه بـ"شرعية" الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وبالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة.
وأكد "الشباب المستقل" في بيانه، ضرورة "انسحاب مليشيات الحوثي من جميع المدن بدءا بالعاصمة صنعاء ومن جميع المؤسسات".
كما دعا الشعب اليمني إلى الالتحام والتماسك صفًا واحدًا للوقوف أمام ما وصفها بـ"المؤامرات الخارجية"، التي قال إنها تريد الزج باليمن عبر طيش المليشيات إلى حروب أهلية وطائفية.
وفى سياق متصل، أعلن حزب التجمع للإصلاح والمحسوب على تيار الإخوان، في تصريحات له على وكالة "إرم" الإماراتية، رفضه للإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة أنصار الله الحوثي، مطالبين بإلغائه.
وأكد "الإصلاح" رفضه لتلك الخطوة الأحادية وما يترتب عليها، مضيفًا أنه "لا حل إلا بإلغاء جميع الخطوات الانفرادية والعودة للحوار، باعتبار التوافق الوطني هو الطريق الوحيد لحل الأزمة الحالية، وكل المشكلات والاختلافات الموجودة على الساحة والتي قد تطرأ أيضًا.
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة "إرم"، أن قيادة المحافظات الجنوبية باليمن أعلنت، أمس، عدم الاعتراف أو التعامل مع الإعلان الدستوري الصادر من قبل الحوثيين، كما عقدت قيادة السلطة المحلية والتنفيذية بمحافظات عدن، ولحج، وأبين، اجتماعًا مع قيادات المؤسسات العسكرية والأمنية في المنطقة العسكرية الرابعة، وأجرت تشاورًا مع قيادات محافظات الضالع، وشبوة، وحضرموت، والمهرة، وسقطرى حول الإعلان الدستوري.
وأصدرت بيانًا قالت فيه إن هذا الانقلاب الذي قاده الحوثي على الدولة، وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومسودة الدستور للدولة اليمنية الاتحادية، وكذلك على اتفاق السلم والشراكة، يعد مرفوضًا شعبيًا وعلى كل المستويات الوطنية اليمنية.
وأكد البيان أن السلطة المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية ستظل في انعقاد دائم، وتواصل مع بقية المحافظات اليمنية الرافضة للانقلاب الحوثي، وتحيي في الوقت ذاته كل أطياف المجتمع السياسي والفكري والنقابي والحزبي والشبابي والنسوي، الذين أدانوا هذا الانقلاب في كل من محافظات تعز مأرب وصنعاء والحديدة وإب.
وعلى المستوى الخارجي، أفادت وكالة "سي إن إن" بالعربية، أن مجلس التعاون الخليجي أعرب عن رفضه للأحداث التي يشهدها اليمن وقيام جماعة الحوثي بإعلان دستوري، والذي يعتبر انقلابًا على شرعية الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.
واعتبر المجلس، في بيان له، أن انقلاب الحوثيين يساعد في زيادة حدة الأوضاع في اليمن ويقضي على الجهود الإقليمية والدولية المتعلقة بالأزمة اليمنية، موضحًا بأن الأعلان الدستوري يعد انقلابًا على الشرعية لتعارضه مع القرارات الدولية المتعلقة باليمن، كما يتنافى مع ما نصت عليه المبادرة الخليجية التي تم تبنيها من قبل المجتمع الدولي والتي تم التوصل إليها عبر التوافق الشامل بين القوى السياسية، ومكونات المجتمع اليمنى، والتي تم تأييدها دوليًا.
وأضاف البيان، أن ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يعد تهديدًا لأمنها ولأمن المنطقة واستقراراها ومصالح شعوبها وتهديدًا للأمن والسلم الدولي، وسوف تتخذ دول المجلس كل الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها.
فيما ذكرت شبكة "بي بي سي"، أن مجلس الأمن الدولي وواشنطن رفضا ما وصفاه باستيلاء الحوثيين على السلطة باليمن، ودعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف المعنية بحل الأزمة إلى استئناف المفاوضات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة، وإطلاق سراح رئيس الجمهورية الكائن تحت الإقامة الجبرية.
وقالت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن بلادها لن تتعامل إلا مع حكومة الرئيس هادي، مؤكدة أن الولايات المتحدة ما زالت تنسق في عملياتها الأمنية مع الجيش اليمني، ودعت دول الخليج العربية إلى رد دولي أقوى بعدما أعلن الحوثيون استيلاءهم على السلطة باليمن.