تقرير خطير لـ«القومى للطفولة»: أطفال مصر يتعرضون لـ«عنف جنسى ونفسى»
كشف تقرير خطير للمجلس القومى للطفولة والأمومة، ومنظمة اليونيسيف، حول العنف ضد الأطفال فى مصر، من المقرر الإعلان عنه اليوم، أن أطفال مصر يتعرضون لعنف جنسى ونفسى وبدنى على يد مَن يفترض فيهم حمايتهم، موضحاً أن نحو 50% من الأطفال يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف، وأن العنف النفسى يعد أكثر أشكال العنف شيوعاً التى يتعرض لها الأطفال بنسبة 70% فى المنزل، و14% بالمدارس، فيما رصد انتشار العنف الجنسى بين الفتيات والفتيان ما بين 13 و17 عاماً، موضحاً أن التحرش اللفظى أكثر الأنواع شيوعاً، يليه الملامسة الجنسية.
وأكد التقرير فى الدراسة البحثية التى أجريت على عينة من الأطفال فى محافظات القاهرة والإسكندرية وأسيوط، أن نصف الأطفال تقريباً تعرضوا للضرب خلال العام السابق، وارتفعت النسبة إلى ثلثى الأطفال فى أسيوط، و70% منهم أوضح أنهم تعرضوا للضرب بالعصا على كف يدهم من قبَل مدرسيهم. وأشار التقرير إلى أن العنف النفسى يعد أكثر أشكال العنف شيوعاً التى تعرض لها الأطفال، بنسبة 86% من الأطفال فى أسيوط، و76% فى القاهرة، و72% فى الإسكندرية، ارتفعت نسبة العنف النفسى فى المنازل عن المدارس، حيث وصل فى الأولى إلى 70%، مقارنة بـ14% فى الثانية، وباقى النسبة تحدث فى الشارع.
وذكر التقرير: «أبدى بعض الآباء، وفقاً للدراسة، تفهماً لأهمية التواصل والعطف، لكنهم مع ذلك ما زالوا يعتقدون أن لديهم الحق فى استخدام عقوبة قاسية إذا فعل أبناؤهم شيئاً لا يوافقون عليه، وادعى الآباء أنهم يلجأون إلى العنف فى حالة عصيان الأطفال، أو ضعف الإنجازات المدرسية أو لأنهم أنفسهم مرهقون نفسياً. وقال الآباء والأمهات إنهم لم يتعلموا أبداً كيفية تربية أطفالهم، والأمر يأتى من الخبرة مما يرون حولهم، ومن تربيتهم هم شخصياً، سواء تضمنت التعرض للعنف الجسدى والنفسى أم لا»، مشيراً إلى أن ثلثى الآباء والأمهات استخدم أساليب تأديبية إيجابية مع أطفالهم، مثل المناقشة والثناء والتشجيع.
وأضاف التقرير أن 94% من الفتيات فى أسيوط تعرضن لختان الإناث، مقارنة مع 65% فى القاهرة، و39% فى الإسكندرية، لافتاً إلى أن هناك تبايناً واضحاً بين ما ذكرته الفتيات وما ذكره الآباء والأمهات بشأن تلك الممارسة، خاصة فى أسيوط والقاهرة، موضحاً: «فى هاتين المحافظتين أكد 40% من آباء وأمهات الفتيات ما بين 13-17 عاماً، المشاركات فى الاستطلاع، أن ختان الإناث لا يمارس فى أسرهن، وذلك عكس ما ذكرته الفتيات أنفسهن، وقد يكون هذا التباين نتيجة حساسية موضوع ختان الإناث، وقد يعكس مزيجاً من عدم الدقة فى إجابات الفتيات لتجنب وصمة الانحراف عن العرف الاجتماعى، أو فى إجابات الآباء والأمهات الذين يدركون أن ختان الإناث جريمة لها آثار سلبية على بناتهم، ومن ثم لا يريدون الاعتراف بممارسته».
وأوضح التقرير أن أقل من 5% من الأطفال المشاركين فى الاستطلاع فى القاهرة والإسكندرية، قالوا إن شخصاً ما فى أسرتهم المباشرة تزوج قبل سن الثمانية عشر عاماً، وارتفعت هذه النسبة إلى 10% فى أسيوط، واتفق كل الأطفال المشاركين فى الاستطلاع على أن زواج الأطفال ممارسة خاطئة، على حين قال أغلب الآباء والأمهات إن السن المناسبة لزواج الفتيات ما بين 14 و17 عاماً وفوق 20 عاماً بالنسبة للفتيان.
وحول أشكال العنف الجنسى، ذكر التقرير أن الأشكال الأكثر شيوعاً بحسب الفتيات والفتيان ما بين 13 - 17 عاماً، التحرش اللفظى، ويليه الملامسة الجنسية، فيما لم يقل أى من الأطفال إنه أجبر على الجماع الجنسى أو خضع لمحاولة إجبار على الجماع الجنسى، إلا أن ذلك لا يعنى أن مثل هذه الحوادث لا تحدث، خاصة فى ضوء السرية والعار المحيطين بهذا الأمر، وربما محاولة الكثيرين للتنكر منها.
واختتم التقرير دراسته بالتأكيد أن كثيراً من الأطفال يتعرضون لأنواع مختلفة من العنف على يد مَن يفترض فيهم حماية ورعاية هؤلاء الأطفال.