بروفايل| «سيف اليزل» على رأس «القائمة»
من خلف نظارته الأنيقة وزّع نظراته بين الحضور فى فتور، ثم ركّز بصره صوب إحدى الكاميرات المُعدة لنقل كلماته، معلناً عن قائمة انتخابية اختار لها اسم «فى حب مصر»، بعد أن شاء القدر إسناد مسئولية هؤلاء المرشحين إلى الخبير الاستراتيجى سامح سيف اليزل، خلفاً للدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق.
لن يجد اللواء سيف اليزل صعوبة فى جمع أفئدة المواطنين حول مرشحى «فى حب مصر»، هكذا يأمل أعضاء قائمته، فالرجل الذى استطاع أن يكون ضيفاً شبه دائم على أغلب الفضائيات عقب ثورة 25 يناير، لن يعانى كثيراً فى تحقيق الشىء ذاته خلال معركته الانتخابية، وأن يعقد الصفقات والتحالفات مع القوى السياسية الأخرى، خاصة فى ظل الخبرة التى يتمتع بها فى مجالات زرع العملاء وكشف الأذرع المخابراتية للدول الأخرى التى دائماً ما تسعى للعبث بأمن الوطن.
ارتبط اسم اللواء سامح سيف اليزل الذى شغل منصباً فى المخابرات العامة لفترة من عمره، بمسلسل «رأفت الهجان»، بعد أن صرّح فى عدد من اللقاءات المتلفزة بأنه صاحب الشخصية الحقيقية التى جسّدها الفنان محمد وفيق، وحملت اسم «الضابط عزيز»، بيد أن ذلك الادعاء لاقى سخطاً من قبَل البعض، من بينهم مسئولون فى جهاز المخابرات العامة، حيث نفى اللواء سعد الدين الحلبى، أحد قيادات المخابرات السابقة، ما زعمه «سيف اليزل»، كما أكد الفنان نبيل الحلفاوى، أن شخصية الضابط عزيز هى تجسيد لضابط المخابرات عبدالعزيز الطودى، وأن «سيف اليزل» كان فى الثانية عشرة من عمره خلال تلك الفترة.
يبدو «سيف اليزل» دائماً واثقاً من المعلومات التى يقدّمها، وكأنه مُلم بتفاصيل الكون، إلا أن تلك المعلومات يجانبها الصواب فى أحيان كثيرة، فهو الذى نفى -وبقوة- وجود أى صلة قرابة بين المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة والشهيد محمد أبوغزالة، قبل أن يخرج عم الأخير فى وسائل الإعلام، مخاطباً «سيف اليزل»: «لو ماتعرفش فى الأنساب.. بلاش تتكلم»، كما أن توقعاته لم تكن دائماً راجحة، ففى 5 فبراير 2011، خرج اللواء المخابراتى بتصريح شهير يُفيد بأن المتظاهرين فقدوا حماسهم للثورة، وأن الهدوء سيجد ضالته للشوارع والميادين مرة أخرى، قبل أن يرد عليه المتظاهرون فى اليوم التالى بمليونية حاشدة.
مواقف «سيف اليزل» اتسمت بالتناقض أيضاً فى بعض الأحيان، فهو الذى قال خلال أحداث مجلس الوزراء، إنه يرفض أى إجراءات استثنائية فى البلاد، بما فى ذلك قانون الطوارئ، قبل أن يطالب بفرض القانون ذاته، نظراً للأحداث الإرهابية التى شهدتها البلاد عقب ثورة 30 يونيو، والتى استدعت استمرار تمركز قوات الجيش فى الشوارع والميادين، على حد وصفه، ليؤكد «سيف اليزل»: «تعلمنا من الخبراء الاستراتيجيين أن قبل العيد وقفة، وبعد الثورة فوضى».