أنا اللى حرقت "بلال وشهد"
كان الطفلان التوأمان «بلال وشهد» يلعبان، كانت زوجة الأب تراقبهما من غرفتها المقابلة للغرفة المخصصة للطفلين فى ذات الشقة قبل أن تنفذ الخطة التى وضعتها للتخلص منهما، أشعلت النيران داخل المطبخ وأغلقت باب الشقة وتركت الطفلين ليواجها ألسنة اللهب التى لن ترحمهما حتى التهمت عظامهما وتفحمت جثتاهما.
الرغبة فى الانتقام من الزوج كانت السبب الرئيسى وراء الجريمة البشعة الذى دفع المتهمة «أميرة. ط» 24 سنة، للتخطيط لها مستغلة غياب زوجها فى عمله، حيث تراجعت عن قتل زوجها مصطفى محمود عبدالمنعم، 37 سنة، وفكرت فى الانتقام منه بطريقتها الخاصة وهى قتل طفليه التوأمين لتحرق قلبه على فراقهما، ونفذت جريمتها وهربت من المنزل وعندما تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من الشقة تجمع الجيران وتمكنوا من كسر باب الشقة ليجدوا جثتى الطفلين متفحمتين قبل وصول رجال الحماية المدنية الذين تمكنوا من إخماد النيران قبل امتدادها إلى باقى الشقق بالعقار.
حاولت المتهمة التنصل من جريمتها وادعت أن وفاة الطفلين ناتجة عن نشوب حريق فى الشقة بسبب حدوث انفجار فى أنبوبة البوتاجاز أثناء وجودها خارج المنزل لشراء مستلزمات منزلية من السوق، لكن شهود العيان كشفوا حيلة الزوجة القاتلة، وأقروا أمام رجال المباحث والنيابة الذين انتقلوا لمعاينة مسرح الجريمة أن النيران كانت مشتعلة أثناء نزول الزوجة على سلالم العقار، وعندما سمع والد الطفلين رواية الجيران، اتهم زوجته بالقتل فى محضر الشرطة التى ألقت القبض عليها على بعد عدة أمتار من المنزل وتم اقتيادها إلى قسم شرطة الهرم، وحاولت إبعاد التهمة عن نفسها مدعية فى بداية استجوابها أن الوفاة بسبب حريق غير مدبر، وبمواجهتها بأقوال شهود العيان سرعان ما انهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها كاملة.[FirstQuote]
«نفذت الجريمة بقصد الانتقام من الزوج بسبب سوء معاملته» بهذه الكلمات بدأت المتهمة تبرر جريمتها قائلة إن زوجها اعتاد ضربها كلما طلبت منه أن يرسل ابنيه ليقيما مع والدتهما التى لا تزال فى منزل أسرتها ولم تتزوج بعد انفصالهما، لكن الزوج كان يرفض طلبها، وكان يتهمها بسوء معاملة الطفلين بسبب عدم قدرتها على الإنجاب.
وأضافت الزوجة أنها تزوجت من كهربائى منذ 9 سنوات، ونتيجة عدم إنجابها تزوج من أخرى، وأنجب منها الطفلين التوأم «بلال وشهد»، وعندها ساءت معاملته لها وكثرت بينهما الخلافات الزوجية وطالبته عدة مرات بطلاقها لكنه كان يرفض، واضطرت للبقاء على ذمته وكانت تقيم فى شقة مجاورة للشقة الخاصة بضرتها، وبعد قرابة عامين من زواجه بوالدة الطفلين «بلال وشهد» حدثت بينهما خلافات زوجية انتهت بطلاقها، وانتقلت للمعيشة فى منزل أسرتها وأخذت طفليها حتى بلغا سن 5 سنوات، وتجددت الخلافات بين زوجها ومطلقته بسبب الطفلين وانتهت بنقلهما إلى منزل والدهما لتتولى هى رعايتهما بدلاً من والدتهما، واستمرت فى معاملتهما بشكل جيد وعندما وجدت اعتداءً من الطفلين عليها طلبت من زوجها إرسالهما إلى والدتهما، وقابل الزوج هذا الطلب بالرفض واعتدى عليها بالضرب المبرح، فقررت الزوجة الانتقام منه، وانتظرت حتى غادر المنزل متوجهاً إلى عمله، وحبست الطفلين فى غرفة وأشعلت النيران فى المطبخ، وأغلقت باب الشقة وفرت هاربة، وتوصلت تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلى أن المتهمة خططت للجريمة قبل تنفيذها بقرابة أسبوع وانتظرت حتى سنحت الفرصة لها بغياب زوجها فى العمل وانهالت على الطفلين بالضرب وأشعلت النيران فى الشقة بعد أن حبستهما داخل إحدى الغرف لتضمن عدم استغاثة الطفلين بالجيران.
تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية فى الجيزة والعميد على عامر رئيس قطاع الغرب أوضحت أن الخلافات الزوجية بين المتهمة وزوجها مستمرة منذ عدة سنوات، بسبب عدم الإنجاب ما أدى لاتخاذه قراراً بالزواج من أخرى، الأمر الذى أصابها بأزمة نفسية اشتدت معها الخلافات الزوجية وطلبت الطلاق أكثر من مرة، لكن الخلافات بينهما انتهت، وتجددت مع زوجها وضرتها وانتهت بالطلاق لتستمر الخلافات على الطفلين حتى انتقلا للمعيشة مع والدهما حتى وصلا إلى هذا المصير البائس.
المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قرر حبس المتهمة على ذمة التحقيقات التى باشرها المستشار إسلام فتحى مدير نيابة الهرم، بعد أن وجهت النيابة لها تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، كما أمرت النيابة بتشريح ودفن جثة الطفلين وطلبت تقريراً كاملاً عن حالتهما وعن أسباب الوفاة ومعرفة ظروف وملابسات الواقعة، وتبين أن قوات الحماية المدنية تلقت بلاغاً بنشوب حريق بشقة فى منطقة الهرم، مما أسفر عن تفحم طفلين داخل شقة فى عقار منطقة الهرم.