بالصور| "جمالها في عشوائيتها".. ورشة عمل طلاب جامعة "MSA"
يرفض أهلها الرحيل، ورغم ذلك يحلمون بالتغيير الجذرى بداخلها، فمنطقة الحطابة والدرب الأحمر من أهم المناطق التى تحتوى على معالم أثرية لكنها مدفونة وسط تلال القمامة والعشوائية التى افتعلها أهلها عن غير عمد، لكن الكثافة السكانية تطلبت منهم الحفر بأناملهم فى القطع الأثرية بحثا عن مأوى.
خرج طاقم من أساتذة وطلبة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والأداب (MSA) بورشة عمل بعنوان "تحديات التصميم العمرانى في المناطق الأثرية" تساعدهم في تحويل عشوائية الحطابة والدرب الأحمر وسوق السلاح إلى لوحة فنية تراثية تحمل طابع وبصمات أهلها البسطاء بالتعاون مع طمع 9 جامعات مختلفة على رأسها جامعة القاهرة والإسكندرية والجامعة الأمريكية وعين شمس.
المشهد كان يحمل ابتسامات وترحيب الأهالى بحضور "ميرنا" "يارا" "نوران" وعشرات الطلاب المشتركين فى الورشة التى نظمتها جامعتهن لطلبة قسم عمارة إلى منطقة الحطابة والدرب الأحمر، فلاحظت "يارا عمر" الطالبة بالفرقة الثالثة قسم عمارة بجامعة أكتوبر أن المبان العريقة تحمل طابعا عمرانيا مميزا فى شكله وتكوينه عن بقية المبانى التى اعتادت رؤيتهها حيث يغابها الطابع العصرى الحديث فكان دافعا لخوضها ورشة العمل المنظمة على مدار 5 أيام للبحث عن آليات تطوير المنطقة عمرانيا ونفسيا: "الورشة مدتها 9 ساعات وبتنقسم إلى جزءين الأول عن الترميم العمرانى مع الحفاظ على بقاء المنطقة محتفظة بشكلها والقسم الثانى تأهيل الأهالى لاستقبال منطقتهم بحلة جديدة".
أما "ميرنا خليفة" إحدى الطالبات المشاركات فى الورشة دفعها حرص الأهالى نفسهم على الحد من ظاهرة العشوائية واتهام البعض لهم بالهمجية بسبب فقرهم ومستواهم الاجتماعى فقالت: "الناس مش عاوزة أكثر من سكن آدمى ومكان متوفر فيه الخدمات الطبيعية زى مستشفى قريبة وأنابيب والأهم النظافة، الناس مش لاقية صناديق تستخدمها ودا سبب فى تراكم القمامة اللى بيرموها عن استحياء لأن مش في إيديهم وسيلة تانية ومفيش حد بيحب يقعد وسط الزبالة".
حرصت "نوران علاء الدين" أن تضع ضمن مقترحاتها التأهيل النفسي لأهالى الحطابة حتى يساعدهم على استقبال مدينتهم الجديدة دون إحداث أى تلفيات تتسبب في إفساد الصورة الحضارية التى يعمل عليها منفذو مقترحات الطلاب طوال 6 أشهر متواصلة بشكل تطوعى: "إحنا لو اشتغلنا لوحدنا هنغير صحيح لكن كلها شهر أو اتنين وهيرجع المكان لأسوء عشان كدا قعدنا واتكلمنا معاهم فى تغيير السلوكيات الخاطئة ونحثهم على تربية النشأ بنفس المنهج ودا بيأخد مننا وقت أطول لأنها ثقافة شعب".
وقال "سيف أبو النجا" أحد الطلاب المشاركين بورشة "تحديات التصميم العمرانى في المناطق الأثرية" التى بلغت قيمة اشتراكها 400 جنيه للطالب: "إحنا نعتبر مساهمين في المشروع بقيمة اشتراكنا ودا جزء بسيط بنقول بيه للأهالى اللى فتحولنا بيوتهم بسعادة وكرم إحنا مش ناسينكم وبنعمل كل دا عشان تبقوا في حياه أفضل".
وأكد أن اختيار الجامعة والطلاب لمنطقة الحطابة والدرب الأحمر يرجع إلى طابعها التراثي والتصميم الذي يرجع إلى مئات السنين: "كان ممكن نختار منطقة أبشع بس مش دا الغرض، إحنا عاوزين نبرز الجمال المعمارى من غير ما نكسر ولا نهد ودا هنقدمه في شكل تصميمات خلال 4 أيام القادمين داخل الورشه" - وفق قوله.
افتتاح الورشة شهد عدد من الحاضرين على رأسهم "شكري أبو عميرة" رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقا والذى حضر كونه مهندسا في الأصل فقال عن فكرة الورشة "الثورة العمرانية تبدأ من الشباب ومحدش هيحرص يقدم شكل حضارى للبلد إلا شبابها اللى طالبوا بأن البلد تكون أحسن وأجمل وهى تجربة جديدة ومنتظرين نشوفها نموذج مصغر من مشروع الفنان محمد صبحى للقضاء على مصطلح العشوائيات".
ورش للحرفيين، أسواق بطابع تراثى، منازل محتفظة بطلائها الذي يعود إلى مئات السنين جزء من تخيل دكتور نوال الدجوى رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، عن القيمة الحقيقية لتراث مصر داخل منطقتى الحطابة والدرب الأحمر وسط المقترحات التى يقدمها طلاب الجامعة بمساعدة دكتور راسم بدران الخبير المعمارى العالمى فقالت: "مصر الفترة الماضية فقدت هويتها وسط التعداد السكانى المتزايد والفقر الذي خيم على منازلهم فالورشة بتقدم تجربة تحويل الحطابة لمتحف مفتوح يستمتع به أهله قبل الوافدين وكمان نعلمه إزاى يطوروا منه، ومن جانب آخر نوسع آفاق الطلاب ونخرجهم لأرض الواقع يشتغلوا عليها ويفيدوا بلدهم وتبقي حلقة وصل بين مختلف الطبقات".