"محلب" لـ"الإعلاميين": أقسم بالله كنت صادقا في الذهاب إلى ليبيا
«أقسم بالله العظيم كنت صادقاً فى السفر إلى ليبيا، فنحن فى حالة حرب» قالها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، مؤكداً أن الإرهاب لن ينتهى بسهولة، ولا بد له من تحالف دولى قوى، مشيراً إلى سفر وزير الخارجية المصرى إلى نيويورك من أجل هذا الغرض.
وأعلن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، تلقيه اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الليبى يعزيه فى الشهداء المصريين على أن يرسل وفداً رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الحكومة للتعزية، وللتفاوض حول شكل التعاون بين البلدين فى مواجهة هذه الظروف الصعبة، واصفاً ما يحدث بأنه محاولة من القتلة لذبح الإسلام ككل وليس الضحايا فحسب.
وأضاف «محلب»، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، أمس، أن مصر تخوض الآن حرباً ضارية ضد الإرهاب، وإن أكد «لسه المشوار طويل.. المشوار اللى بدأناه من بعد 30 يونيو، وحققنا فيه شوطاً كبيراً»، وأكد «محلب» أن الرئيس وجه خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطنى بأن تنطلق الطائرات لتنفيذ الضربة الجوية على معاقل «داعش» فى ليبيا، حتى يستيقظ المصريون على تحرك رسمى جاد قد يخفف من أحزانهم، وأكد «محلب» أن علاقة الإخوان بالإرهابيين أضحت واضحة للعيان، خاصة أنهم وجهوا إشارات وإنذارات عبر مواقعهم للحوادث الإرهابية قبل وقوعها بشهر، مضيفاً: «فى مصر لا يوجد مسلم ومسيحى، يوجد دم مصرى سال»، مؤكداً التحرك المصرى تجاه إجلاء الرعايا المصريين من ليبيا، بتشكيل خلية على الحدود مع تونس وجسر جوى.
وأشار رئيس الوزراء إلى المحاولات المتكررة من قِبل الإخوان والتنظيمات الإرهابية لإفشال المؤتمر الاقتصادى الذى سينعقد فى مارس المقبل، وهو ما تحاول الحكومة مواجهته بكل قوتها، بالاتفاق مع كبرى الشركات العالمية، وإتمام صفقات فى مجال الكهرباء، فضلاً عن صفقة طائرات «رافال» الفرنسية.[FirstQuote]
واختتم «محلب» لقاءه بالإعلاميين والصحفيين بوعد قطعه على نفسه، وهو ألا تتدخل الحكومة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن الانتخابات ستكون أنزه انتخابات جرت فى مصر، مثلما حدث فى انتخابات الرئاسة.
من جانبه، قال منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، إن بعض المؤسسات والجهات المصرية شاب أداءها التقصير الواضح خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً أن «الخارجية» المصرية لم تلعب دورها الكامل منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن.
وتابع «عبدالنور»، خلال اللقاء، أن هيئة الاستعلامات فشلت تماماً فى القيام بواجبها منذ الثورة حتى الآن، قائلاً: «هيئة الاستعلامات أفشل من الفشل فى مواجهة المؤامرات التى تواجهها مصر».
من ناحية أخرى، قال مصدر حكومى إن الاجتماع الوزارى الطارئ الذى عقده المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، مساء أمس الأول، فى أعقاب إعلان تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا إعدام 21 مصرياً، شمل الاتفاق على تأمين طرق عودة المصريين الراغبين فى مغادرة ليبيا، فضلاً عن آليات استعادة جثامين الشهداء.
وكشف المصدر، لـ«الوطن»، عن أن «محلب» اتفق مع سامح شكرى، وزير الخارجية، على إعداد حصر كامل خلال ساعات لأعداد المصريين الموجودين فى المنطقة الغربية بليبيا وتحديداً مدن «طرابلس وسرت ومصراتة ودرنة»، وهى المناطق التى تتوطن فيها التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «جند الخلافة وأنصار الشريعة»، موضحاً أن الطريقة المثلى لخروجهم من الأراضى الليبية تكمن فى معبر «رأس جدير» الحدودى، الموجود على الحدود التونسية.
وأشار إلى أن الاجتماع الطارئ شمل أيضاً مناقشات حول آليات تسيير جسر جوى لتونس، وتحديداً مطار «جربا»، على أن يتولى الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى، الاتفاق مع الجانب التونسى خلال ساعات على الإجلاء، فى الوقت الذى تبحث فيه الحكومة حالياً مع السلطات الليبية تأمين المصريين الموجودين فى المنطقة الشرقية خصوصاً بمدن «بنغازى والبيضاء وطبرق»، التى تشهد فى الوقت الراهن اشتباكات بين الجيش الوطنى الليبى والمسلحين فى منطقة «الصابرى» ببنغازى، التى يوجد فيها عدد مكثف من العمالة المصرية، موضحاً أنه من الممكن تسهيل طريق عودة المصريين المقيمين فى المنطقة الشرقية عبر منفذ السلوم البرى.
وقرر «محلب» التعامل مع ضحايا جريمة «داعش» النكراء، معاملة الشهداء، وأن تحصل أسرهم على جميع امتيازات أسر الشهداء. وقال السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن «محلب» أصدر تعليماته لوزيرة التضامن الاجتماعى بسرعة صرف 100 ألف جنيه لكل أسرة، كما سيتم إصدار قرار بصرف معاش شهيد لكل أسرة، كما وجه رئيس الوزراء بتوفير الرعاية الصحية والتعليمية الكاملة لأسر الشهداء، وإجراء مسح شامل وبحث اجتماعى لهذه الأسر لتوفير احتياجاتهم المختلفة، مضيفاً أن «محلب» أجرى اتصالاً بوزيرة القوى العاملة للتأكد من منع إصدار أى تصاريح للعمل بليبيا، وتواصل مع محافظ المنيا لمتابعة توفير الرعاية اللازمة لأسر الشهداء.
فى الإطار ذاته، قال مصدر بارز بوزارة الخارجية إن مباحثات تجرى فى الوقت الحالى مع شيوخ عشائر وقبائل ليبية بمدينتى «طرابلس وسرت»، لبحث مصير جثامين الـ21 شهيداً، خصوصاً أن أسرهم يطلبون معرفة مصيرها رغبة فى استعادتها لدفنهم بمسقط رأسهم بسمالوط، مشيراً إلى أن «الخارجية» فتحت خط اتصالات مع الصليب الأحمر الدولى، والهلال الأحمر الليبى، للمشاركة فى عمليات البحث عن الجثامين. من جهته، قال اللواء حسام كمال، وزير الطيران، إنه لم يتلقّ أى تكليف رسمى من قبل الحكومة بإجلاء المصريين المقيمين فى ليبيا، حتى كتابة هذه السطور أمس، مشيراً فى تصريحات لـ«الوطن» إلى أن وزارته أنهت الاستعدادات الكاملة فى حال طلب الحكومة ذلك خلال الساعات المقبلة، موضحاً أن تقديرات المصريين فى ليبيا تصل إلى مليون و300 ألف نسمة.
فيما كشف مصدر مسئول بوزارة الطيران المدنى عن أن وزارة الخارجية لم تبلغ «الطيران المدنى» بوصول أى تجمعات من المصريين العاملين بليبيا والراغبين فى العودة إلى مصر إلى أحد المنافذ الحدودية، لافتاً إلى أن لجنة الأزمة المكونة من «رئاسة الجمهورية ووزارتى الخارجية والطيران المدنى» منعقدة بشكل دائم لمتابعة أوضاع المصريين الراغبين فى العودة من ليبيا ونقلهم حال وصولهم لأحد المنافذ الحدودية الليبية. وأضاف المصدر، لـ«الوطن»، أن شركة «مصر للطيران» أنهت استعداداتها لتسيير جسر جوى لنقل أى أعداد من المصريين الراغبين فى العودة، مشيراً إلى أن الطائرات لن تستطيع الدخول إلى المجال الجوى الليبى نظراً لإغلاقه أمام الحركة الجوية الدولية بسبب الحرب الدائرة بليبيا، وخوفاً من تعرض سلامة الركاب والطائرات للخطر، مرجحاً نقلهم حال وجودهم من مطار «جربا» التونسى الواقع بمنطقة رأس جدير الحدودية بين تونس وليبيا.