السيسي لـ"أوروبا 1": مصر حريصة على إقامة علاقات وثيقة مع كل دول العالم
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر تقيم علاقات مع كل دول العالم، لكن التطورات التي شهدناها في الـ4 أعوام الماضية تم قراءتها في العلاقات المصرية بطرق مختلفة، وحريصون على إقامة علاقات وثيقة ونحتاج إلى دعم كل دول العالم.
جاء ذلك ردًا على سؤال عن وجود توازنات جديدة في المنطقة بين روسيا ومصر التي استقبلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا ومع أوروبا وخاصة فرنسا خلال المقابلة الخاصة التي أجراها الرئيس السيسي مع إذاعة "أوروبا1".
وقال السيسي، ردًا عن إذا كان هناك فتور في العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية، "إن هناك شيئًا مهمًا جدًا وأتحنا الفرصة للأصدقاء بأن يتفهموا ما يحدث في مصر، وأن ما شهدته كان تعبيرًا عن رغبة الشعب الذي رفض أن يحكمه تيار ديني ورفض استمراره".
وحول ما إذا كان الأوروبيون تفهموا هذا الأمر أكثر من الأمريكيين، أكد الرئيس السيسي أن هذا ما حدث لأنهم (الأوروبيون) أقرب إلينا.
وقال السيسي، عن تنظيم "الإخوان"، "نحن لا نتعامل مع ناس سلميين، فنحن حريصون جدًا على توفير مناخ لكل المصريين أيا كانت أفكارهم حتى لو كانت مختلفة، ولكن المشكلة أن أصحاب تلك الأفكار يجب أن يظهروا رغبتهم في العيش معنا دون فرض فكرهم بالقوة".
ووصف السيسي، فكر "الإخوان" بأنه لا يقبل حلولاً، وأنه تم اختباره في السنوات الأخيرة، وكان واضحًا جدًا من خريطة التطرّف والإرهاب في العالم أن هذا الفكر يحتاج إلى مراجعة حتى يكون متسقًا مع تعاليم الأزهر، مؤكدًا على ضرورة تطوير خطاب الإسلام السياسي.
وشدد السيسي، على أهمية أن يتعامل الخطاب الديني مع الواقع، ويواكب العصر ويطور الإنسان ولا يصطدم به، فلا أحد يناقش العقائد، فالعقائد مستقرة وثابتة، ولكن الأمر هو كيف نتعامل مع الآخرين، وعندما يكون الخطاب الديني عنيفا فهذا يحتاج إلى مراجعة حقيقية.
وردًا على سؤال حول تفهم الرئيس السيسي للخطر الذي يمثله تنظيم "الإخوان" وظاهرة الجهاد، ووجود هذا الخطر حتى في كل دول أوروبا، قال السيسي "لم أكن الوحيد الذي يفكر بهذا الشكل أودّ أن أشير إلى انني أتحدث عن ملايين المصريين، أتمنى أن تتمكنوا من لقاء مواطنين مصريين عاديين، فهو شعب لديه تاريخ 7 آلاف سنة".
وحول حقوق المرأة والإنسان، أشار الرئيس السيسي إلى أنه "إذا كنّا نتحدث عن تطوير الخطاب الديني والتعايش مع الآخر في سلام وأمن فكيف لنا ألا نحترم الحقوق الأساسية سواء في مصر أو خارج مصر، وهذا ليس كلامًا سياسيًا.
وردا على سؤال حول تطبيق عقوبات الإعدام التي نطق بأحكامها القضاء المصري بحق عدة أفراد ينتمون للإخوان "بوصفهم إرهابيين"، أو إمكانية تخفيفها إن كان لدى الرئيس السيسي السلطة لذلك، أجاب الرئيس " هذا سؤال رائع.. لماذا؟ حتى تصل رسالتي لكل المستمعين الأوربيين، فكم حكم إعدام تم تنفيذه في مصر، إنها مرحلة من مراحل التقاضي، وتتبقى مرحلتان قبل أن يكون الحكم واجب النفاذ، فالشخص المدان لديه كل الفرص للدفاع عن نفسه والاستئناف، وهذا ما أريد أن أقوله ليس من السهل قتل ناس حتى وإن قاموا بقتلنا فلنترك القضاء المصري يقوم بدوره كما تحترمون قضاءكم، نريد أن يكون هناك دولة مؤسسات فنحن نحترم نظامنا القضائي ومحاكمنا".
وحول إلى من سيوجه الرئيس السيسي الدعوة لحضور المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في مارس المقبل بشرم الشيخ، قال الرئيس "نحن ندعو كل الأصدقاء، وكل الرؤساء، وكل رجال الأعمال المستعدين للقدوم للعمل في مصر والاستفادة من الاستثمارات الهائلة في دولة مثل مصر التي يبلغ عدد سكانها ٩٤ مليون نسمة وتقع في قلب العالم، فمصر من الممكن أن تشكل قاعدة انطلاق نحو إفريقيا والخليج".
وأكد السيسي، على ضمان أمن السائحين في أسوان والأقصر والقاهرة، قائلاً إن "تأشيرة الدخول إلى مصر هي تعني ضمان أمن كل زائرينا، وبالطبع سنضمن أمنكم ليس فقط في أسوان ولكن في كل المناطق السياحية".
وبخصوص المشروعات التي يمكن أن تساهم فيها فرنسا في مصر، قال الرئيس السيسي "لدينا مشروعات ضخمة فالمستثمرين والحكومة الفرنسية يمكنهم العمل معنا في مجال الطاقة والبنية التحتية واللوجيستيات ، فأنتم مرحب بكم وننتظركم في كل المجالات".
وحول طلبه من المصريين بالتوقف عن توجيه عبارات مدح وثناء أثناء الحديث إليه، وعما إذا كان هذا يسبب انزعاج له، قال الرئيس السيسي "أنا إنسان مصري بسيط وعادي، وأتيت من قلب المجتمع المصري ولا احب التمييز.. وأتمنى أن أفعل شيئا جيدا لبلدي".
وردا على سؤال حول مثله الأعلى في التّاريخ، قال الرئيس السيسي "رأيت أن الرئيس دو جول جاء في مرحلة حرجة من تاريخ فرنسا.. بالطبع لا أقارن نفسي بهذا القائد الكبير، ولكنني أتمنى أن أنجح مثله كما نجح في مواجهة تحديات بلاده".
وعما إذا كان العدو الأول لمصر هو "داعش" في ليبيا، قال الرئيس السيسي إن العدو الأول هو الفكر الإرهابي الموجود في أماكن كثيرة حتى في بلدكم -بالإشارة إلى فرنسا- أتحدث عن الفكر المتطرف الذي يؤدي إلى ارتكاب أفعال إرهابية.
وتقدم السيسي في ختام مقابلته بالشكر للرئيس الفرنسي، ووزير الدفاع، وكل الشعب الفرنسي الذي وقف بجانب مصر في الظروف الصعبة.