اليمن.. «الحوثيون» يسيطرون على القناة من «باب المندب»
«خليج عدن» و«مضيق باب المندب» و«الملاحة فى قناة السويس» عبارات وعناوين جسَّدت منابع القلق المصرى من خطر وقوع اليمن فى براثن فوضى مدمرة بعد انقلاب الحوثيين على السلطة فى اليمن وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، فاليمن يتحكم فى خليج عدن وفى مضيق باب المندب وأى تهديد هناك هو تهديد مباشر لسلامة الملاحة فى قناة السويس، وإذا كان الحوثيون لا ينكرون علاقاتهم القوية بطهران سياسياً ودينياً وعسكرياً، فإن سيطرتهم على اليمن تعنى بسط النفوذ الإيرانى فى البحر الأحمر، ومن ثم تهديدها لأكبر قوتين فى المنطقة العربية مصر والسعودية، بشكل مباشر من خلال تهديد المدخل الجنوبى للبحر الأحمر على الأقل، فضلاً عن المخاطر الأخرى على الأمن الخليجى الذى يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
وأكد السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن» أن ما يجرى فى اليمن يؤثر على المنطقة كلها وله بُعد دولى بالغ الأهمية، خاصة أن الملاحة فى قناة السويس مرتبطة بمضيق باب المندب، كما أنه يمثل تهديداً للسعودية التى تعد أكثر الدول لداعمة لمصر فى المنطقة، والنفوذ الإيرانى فى اليمن يعد تهديداً للسعودية ودول الخليج.
وتابع السفير: «وجود داعش فى المنطقة ووجود نظام متطرف فى المنطقة سيشكلان دعماً لهذه التنظيمات المتشددة، لأن الحوثيين جماعة لديها انتماءات عقائدية مخالفة للمنطقة، والمواجهة يجب أن تكون عن طريق التنسيق بين جميع الدول التى يمكن أن يلحق بها أخطار فى المنطقة».
واعتبر السفير أن المناورات البحرية الأخيرة بين مصر والسعودية والتدريبات المشتركة فى البحر الأحمر تعد تحسباً لما يمكن أن يحدث ورسالة تحذير لمن يتوهم إمكانية العبث بأمن مصر.
وشدد «الغطريفى» على أنه يجب النظر لما يحدث فى اليمن على أنه قضية مصرية وسعودية مباشرة ومقصود بها المنطقة العربية بأكملها، بل والعالم؛ لأنها تتعلق بواحد من أهم شرايين المواصلات ونقاط العبور ومضايق البحار، ما يؤثر على مصالحنا فى مصر بشكل مباشر، لذلك فإن تهديد المدخل الجنوبى للبحر الأحمر عند مضيق باب المندب لا يقل خطورة عن الأمن القومى العربى من تهديد منابع نهر النيل أيضاً.