«مبلط رخام»: سافرت إلى ليبيا داخل «شنطة» سيارة
ذهب إلى ليبيا «لتجهيز» شقيقته، بعد عجز والده العامل بأحد مقاهى البساتين عن توفير نفقات زواجها، وحمل إسلام محمد على عاتقه المسئولية مبكراً رغم صغر سنه من أجل إسعاد ورعاية أسرته فهو «الولد» لوالديه، وبات مستعداً للعمل ليلاً ونهاراً من أجل إنقاذهم من الفقر ومساعدة والده الكبير، لكن حالت الأوضاع غير المستقرة فى ليبيا دون تحقيق ذلك الحلم فى عيشة «مستورة». «أنا علشان فرحة أختى أعمل أى حاجة وأهاجر لأى مكان».. بتلك الكلمات بدأ إسلام محمد، مبلط الرخام، الحديث عن دوافعه للسفر إلى ليبيا منذ 4 أشهر، ويقول: «ركبت فى شنطة عربية ملاكى مع 3 زمايلى 4 أيام، كنا متكدسين مش عارفين نتنفس، واضطريت أدخل ليبيا تهريب»، لم تنتهِ محنته بمجرد الوصول إلى ليبيا، لأنه لم يجد العمل الذى كان ينتظره كـ«مبلط رخام» بل عمل فى حمل الرمال والطوب إضافة إلى الإهانة والنصب عليه من جانب بعض الليبيين. حينما وصل «محمد» إلى ليبيا قام صديقه وخطيب شقيقته بالذهاب إلى بنغازى وسكنا فى منطقة «برسس» التى عرفت باحتشاد المصريين فيها، ما دفع اللصوص والمسلحين ليضعوا أعينهم عليها، للسرقة أو الخطف، وفرض المسلحون على المدينة حظر التجوال بعد الرابعة عصراً، فى ظل انقطاع للتيار الكهربى.
منذ أكثر من شهرين وهو يعانى مثل بقية المصريين فى «برسس» من قلة الوقود ومصادر الطاقة والخبز، ليطهوا طعامهم على الخشب والحطب، ولم تكن هذه الأسباب التى تكفلت بعودته من ليبيا فمنذ أن سافر إلى ليبيا وعزم على التصدى لكل المحن والصعوبات ليتمم زواج أخته فى الميعاد المقرر بعد عيد الفطر المقبل، ورغم ازدياد الأوضاع سوءاً فإنه واصل تحمل العبء ولم يفكر فى العودة حتى بعد اختطاف «داعش» للمصريين المسيحيين، وحينما نشر التنظيم فيديو ذبحهم شعر أن الأمور تتأزم بسرعة، لكنه كان يخشى أن يقع فى يد التنظيم الإرهابى أثناء العودة لمصر، وبعد بدء الضربات الجوية المصرية ضد «داعش» قرر هو وزملاؤه العودة قبل أن ينالوا مستحقاتهم المالية من بعض الليبيين، ووصل مصر بشعور مختلف قائلاً: «أنا صحيح اتنصب عليّا فى 900 دينار يعنى 4 آلاف جنيه، ومش هعرف أجهز أختى، لكن كفاية إنى حسيت بإن المصرى له كرامة».