مصطفى الفقى: جهاز مخابراتى قوى يدعم تنظيم داعش
قال مصطفى الفقى، المفكر السياسى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أدهش الأمريكان بتحركاته، فهى غير واضحة وغير معلومة لهم، ولا يعرفون كيف يفكر «السيسى» وكيف يتعامل مع توترات المنطقة، فى ظل سياسة تعامل الغرب مع مصر منذ قديم الأزل بمنطق «دعها تعش على وضعها.. لا تسقط ولا تتقدم».
وأضاف «الفقى»، فى حواره مع الإعلامى مجدى الجلاد ببرنامج «لازم نفهم» على فضائية «سى بى سى إكسترا»، أن المشهد الإقليمى «ملتبس»، وأن هناك اتجاهاً للتعاون بين إيران وأمريكا لجعل الدولة الشيعية «شرطياً جديداً» فى الخليج، مشيراً إلى أن العرب خارج خريطة التحالفات الجديدة، فى ظل هيمنة تركيا وإسرائيل وإيران، وأن مصر فى «30 يونيو» فرضت تغييراً على الخريطة، وهو ما أغضب أمريكا وحلفاءها الجدد.
وتابع «الفقى» قائلاً إن التنظيمات الإرهابية الجديدة لها علاقة بالولايات المتحدة، وأمريكا ساعدتها عن طريق تركيا، وذلك أثناء مواجهة نظام «الأسد»، لدعم الثورة السورية، كما حدث فى إنشاء تنظيم القاعدة لمواجهة السوفيت، والآن المولود الجديد هو «داعش» وهو من رحم الثورة السورية، بدعم أمريكى سلبى يغمض العين عنها، وترك التنظيم يترعرع فى سوريا والعراق وسيناء، لاستنزاف العالم العربى، وبخاصة مصر التى أحيطت بالتنظيم من كل أطرافها، سواء فى سيناء أو ليبيا.
وأوضح المفكر السياسى أن إغلاق مضيق باب المندب أمر صعب جداً، ولكن الخطورة فى التحكم فى «باب المندب» وليس إغلاقه، مشيراً إلى أن الصراع بين إيران ودول الخليج ليس صراع «شيعة وسُنَّة» ولكنه صراع «عربى - فارسى»، واللعب على وتر «الشيعة والسنة» هو خطر على الدولة العربية، وأن «الحوثيين» أداة للعب على وتر الدين، وتحويل الصراع لصراع مذهبى فى المقام الأول، وعلى الدول العربية احتواء العرب الشيعة.[FirstQuote]
وفى سياق متصل، أكد «الفقى»، خلال حواره مع «الجلاد»، أن قطر ليست حرة فى أمرها، ولكن تلعب فى حدود الدور المرسوم من جانب الأمريكان، ووجود «الإخوان» فى قطر منذ الحقبة الناصرية يؤثِّر فى صنع قرارها، بجانب الوجود العسكرى للأمريكان، والدور الإعلامى لقناة «الجزيرة»، مشيراً إلى أنها أول قناة داست على التطبيع واستضافت الإسرائيليين، فى ظل التعاطف مع القضية الفلسطينية لجذب المشاهد العربى، وعلى قطر أن تكون أكثر مصارحة وشفافية من أى وقت.
ولفت المفكر السياسى إلى أن الملك السعودى الحالى يسعى لضبط قطر فى ظل ممارسات قناة «الجزيرة» التى تسعى لتشويه مصر فى أى موقف، ساعياً لإعادة المصالحة «المصرية - القطرية» إلى مسارها، فى ظل وضع المملكة فى المنطقة، التى تسعى فى اتجاه تحسن العلاقات السعودية على كل الأصعدة فى ظل المخاطر التى ظهرت من القوى الجديدة كـ«الحوثيين» و«داعش».
وأضاف المفكر السياسى، فى حواره مع «الجلاد»، أن جزءاً من دعم «داعش» هو الرغبة فى أن تعيش قطر دور الداعم للثورات العربية والأب الروحى لها، والوقوف فى وجه نظام «بشار».
وعلى جانب آخر، أشار «الفقى» إلى تحسن بدأ فى الظهور على العلاقات «الإيرانية - الأمريكية»، مشيراً إلى أن السعودية تنظر أيضاً إلى مصالحها مع أمريكا، وعلاقتها بمصر لن تسمح لها بأن تخسر الولايات المتحدة لصالح مصر.
وأوضح المفكر السياسى أن التعامل مع ليبيا لا بد له من حسابات كبيرة، منها ألا تبدو مصر منبطحة حتى تسقط وألا تجر إلى مستنقع الحرب فى ليبيا، حيث إن العملية فى ليبيا شاسعة وكبيرة، ولكن يجب تعقب الخلايا التى تستهدف مصر ضربة بضربة، وإن كان لا بد من هذا الرد.
وعلى جانب آخر، قال مصطفى الفقى، إن الرئيس السيسى يحتاج حوله من يستطيعون قراءة المشهد العالمى بدقة، وينقصه شىء من «السادات»، ولا بد من وجود خلايا تعمل بدقة، ويجب أن تتسع دائرة من يستمعون لهم. وفى سياق متصل، قال المفكر السياسى، إن أجسام عناصر «داعش» ليست عربية، مضيفاً: «العرب معلولون، وأن أحجام تلك الأجسام أفريقية، ومن المرتزقة فى العالم ولكن العقل الذى يسيطر على داعش هو جهاز مخابرات قوى، ويظهر فى التصوير عالى الجودة فى أفلامهم التى يبثها التنظيم»، مشيراً إلى أن ملابس ضحايا التنظيم تشبه زى معتقلى «جوانتانامو»، فلا أحد يعرف هل هو محاكاة أم انتقام من قيادات كانت معتقلة هناك وتعمل فى «داعش» الآن. وأضاف «الفقى» أن «أوباما» فكَّر فى إعادة «السلطنة العثمانية»، فاتجه إلى «الإخوان» و«أردوغان»، ليتخلص من أزمة الشرق الأوسط، ولكن ثورة «30 يونيو» أكبر ضربة للمشروع، وأكبر ضربة فى تاريخ الإخوان. وعاد «الفقى» للحديث عن مصر قائلاً، إن هناك احتكاراً من دائرة مانعة حول الرئيس «السيسى» لوصول أشخاص يستطيعون أن يؤثروا فى قراره، ويجب ألا تكون مؤسسة الرئاسة نادياً مغلقاً على مجموعة بعينها، مشيراً إلى أن كل اتصالاته مجرد لقاءات عابرة وعلاقة تربطه بالمتحدث الرئاسى علاء يوسف.
وفى نهاية لقائه مع الإعلامى مجدى الجلاد فى برنامج «لازم نفهم»، وجَّه «الفقى» نصيحة لـ«السيسى»، قائلاً: يجب فتح قنوات اتصال مع القوى المعادية، وفتح حوار مع القوى فى المنطقة.