مؤسسة الصفحات: لو جابولي آلة زمن هرجع 10 سنين لورا وأقول فوقي يا هبلة
أطلقن على أنفسهن «مفروسات»، الحياة الزوجية كن يحسبنها وردية وصارت محملة بالمسئولية والأحداث المتلاحقة، وملبدة بالمشاكل والتفاصيل التى تغرق فيها المرأة وحدها، لدرجة باتت تشغلهن عن الاهتمام بأنفسهن، وبات معها الزوج غير مبال بما تتحمله المرأة من عبء، لتخرج صرخة إحدى الزوجات فى يوم بارد تكتب حكاياتها اليومية عبر صفحة أسستها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك «يوميات زوجة مفروسة»، تنبثق منها صفحات مختلفة ما بين طلبات المفروسات أوامر وحكايات ستات ومفروسة كافيه، صرختهن كانت لأسباب واضحة تعانى منها كل الزوجات على حد تعبيرهن.
رؤى كمال هى أول من فكرت فى أن تحيل تجربتها الشخصية إلى حكايات تتحاكاها الزوجات، قبل عامين من الآن غمرها شعور بالغيظ ورغبة فى الحديث عن أزماتها الحياتية لتؤسس صفحة على «فيس بوك» تسميها بـ«يوميات زوجة مفروسة»، اقترب عدد متابعيها من 4 ملايين شخص، الحكاية التى بدايتها كانت للتنفيس عن مشاكل الزوجات باتت أيضاً سبباً فى وضع حلول لتلك المشكلات وكيفية مواجهتها. تقول المفروسات عن أسباب فرستهن: «الراجل فى أول تلات سنين جواز بيمشى مع زوجته بمبدأ السيطرة وبيحاول يدبحلها القطة ولو منفعش بيحاول يدبحلها كلب»، لتنشغل الزوجة بعد الزواج والخلفة فى تربية الأطفال، فيما يسعى هو فى البحث عن زواجة جديدة بحجة: «انتى بقيتى زى الفيل وزى الدرفيل»، تشير المفروسات إلى أن الرجل هو الذى يدفع «الست» إلى الكذب حتى تتجنب حدوث الخناقات الزوجية.
رؤى كمال تتحدث عن أول تدوينة لها على صفحة يوميات زوجة مفروسة فى ليلة رأس السنة لعام 2013 لتكتب «لو جابولى آلة الزمن هرجع عشر سنين لورا وأقول فوقى يا هبلة» عبارة لم يقرأها زوجها إلا بعد أربعة أشهر من نشرها، لتكون سبباً فى أول خناقة بينهما، تنتهى الخناقة بمتابعته للصفحة وإرضاء طلبات زوجته المفروسة، وهو ما أكدته «رؤى» التى تغيرت حياتها تماماً هى وزوجها بعد انتشار الصفحة، إذ أصبحت أكثر استقلالية ومنحتها الثقة فى نفسها بدرجة كبيرة، تقول «رؤى»: «اكتشفت أن مشاكل الستات كلها واحدة رغم اختلاف الطبقات والمستوى الاجتماعى، لكن المشكلات واحدة مع الرجالة وده سبب نجاح الصفحة»، تقول «رؤى» إن أكثر ما يفرس الستات هو طريقة الزوج المزدوجة، فعلى حد تعبيرها: «بره البيت يشيل البيبى ويقوله تعالى حبيب بابا وجوه البيت تعالى يا هانم شيلى ابنك»، ليبقى دائماً بره البيت «سو كيوت».. وجوه البيت «سو زفت».
رحاب بدوى هى أدمن صفحة طلبات المفروسات أوامر، التى تم تأسيسها بعد صفحة اليوميات بفترة وجيزة، تقول إن أغلب طلبات المفروسات تتعلق بعدم التقدير لهن فى البيت والإحساس بدورهن فى الحياة، إذ إن المرأة فى بيتها أشبه بخادمة أو كما تقول: «المهنة خادمة» ولهذا تبحث جميعهن عن الفرصة التى تضعها فى هذا التقدير أو التنفيس عن نفسها، فى الوقت الذى نرى فيه طريقة تعامل الأزواج فى الأفلام الأجنبية، حيث يقوم الزوج بتغيير حفاضات البيبى بنفسه، ليدفع الزوجات للقول «جتنا نيلة فى حظنا الهباب»، وتشير إلى أن الرجل يعانى من عيب خطير يتعلق بكونه إذا زاد دخله فكر بالزواج من أخرى، بالإضافة إلى أنه لا يحاول الضحك فى بيته مثلما يفعل مع أصدقائه، وهو ما يدعو السيدات للحزن لأنهن لا يعرفن سبباً لهذه الطريقة الغريبة على حد وصفهن، قالت رحاب إن تأسيس الصفحة فى بدايتها جعلها تواجه انتقادات وسخرية من البعض وتشكيكاً من الآخرين فيما إذا كانت متزوجة أم لا، تقول رحاب إن حياتها اختلفت بتأسيس تلك الصفحة، إذ باتت أكثر دراية وعمقاً فى مواجهة المشكلات التى تواجهها، وتغيرت حياتها مع زوجها، خاصة بعد ظهورها التليفزيونى من قبل، وهو ما جعلها تتقن التعامل معه، وغيَّر كثيراً من طريقته فى التعامل، رحاب ترى أن صفحتها تسببت فى إنقاذ زيجات كثيرة كانت قائمة على عود كبريت، على حد تعبيرها، رحاب أم لثلاثة أطفال ترعاهم دون تقصير رغم التزامها بدورها الذى تقوم به عبر الإنترنت من خلال صفحات المفروسات المختلفة.
فيما كانت رانيا بدوى واحدة ممن استعادت ثقتها بتلك الصفحات، إذ خصصت جزءاً خاصاً بها سمته «مفروسة واثقة من نفسها» فى إشارة إلى أكثر الأحاسيس ألماً والتى تسببت بصورة أو بأخرى فى طلاقها من زوجها تقول: «كنت ضعيفة الشخصية.. تعلمت أن الزوجة تطيع زوجها وترضخ لأوامره ولا تناقشه، ومهما عانت فى حياتها عليها الكتمان والتحمل وهو ما لم أتمكن منه فقررت الطلاق»، تؤكد رانيا أن الثقة فى النفس أعادت إليها ما فقدته وصارت شخصاً يُعتمد عليه ونجحت فى عملها إلى أن أصبحت مشرفة على الكول سنتر فى عملها، فيما كانت من قبل وبحسب ما قاله زوجها السابق: «انتى ولا حاجة من غيرى»، تغيرت رانيا وصديقاتها إلى حياة مختلفة وثقة بالنفس أكبر وحياة أجمل، على حد تعبيرهن، بسبب عدم تقدير الزوج لدور زوجته إذ إنها كانت تفاجأ به يقبل يد والدته إذا طبخت له مكرونة وبيض ويقولها تسلم إيديكى يا ست الحبايب، فى حين أنها تقف لعمل 60 صنفاً، لتناول الغداء دون أى تقدير أو كلمة طيبة ويدخل ينام بعد ما ياكل»، تلك بعض من الأشياء التى دفعتها وغيرها للشعور بالغيظ من عدم فائدة الحياة الزوجية.
لكن أسماء بدوى وهى التى تفسر أحلام المفروسات على صفحات اليوميات وغيرها تقول إن أغلب الزوجات يرين فى أحلامهن أن أزواجهن يتزوجن للمرة الثانية أو يخونهن، وهو انعكاس لحياتهن، وتفسيره الوحيد أنهن غير واثقات من أنفسهن، لذلك تحاول أن تقنع السيدات بضرورة الثقة فى النفس، تقول أسماء إن المرأة تحتاج من الرجل ثلاثة أشياء «الأمان والحماية والتقدير» وجميعها أشياء معنوية يسهل على الرجل توفيرها، لكن الرجال فى مصر يستحوذون على المرأة ويتعاملون معها على أنها «جارية قاموا بشرائها» وهو ما يجب تغييره، ولكل فتاة قبل زواجها ألا تتفوق رومانسيتها على واقعها وأن تكون أكثر صراحة ووضوحاً مع الرجل حتى لا تتعقد الأمور بينهما دون أن يعرف الطرف الآخر سبب الأزمة وأن تتسم حياتهما بالمشاركة.