حملة "المليون كتاب" امتداد وزارة الثقافة لـ"القراءة للجميع"
" اقرأْ" هي أول كلمة وجهها الله سبحانه وتعالى لرسولنا الكريم بوحيه جبريل عليه السلام، ليدعي عباده إلى القراءة ويكرمهم بالاستعداد لتلقي العلم بوسائله، فقال: "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"، فالقراءة من أهم وسائل التعلم الإنساني والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقًا جديدة كانت بعيدة عن متناوله، ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها: (هنا غذاء النفوس وطب العقول).
تحاول الدولة مؤخرًا، تشجيع القراء على الحصول على المعرفة، والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع، عن طريق تجميع الكتب من الشباب والمواطنين في أنحاء الجمهورية وإعادة فرزها مرة أخرى للتقنين، ثم بعد ذلك توزيعها على مكتبات مركز الشباب على مستوى الجمهورية، حملة تحت مسمى "المليون كتاب" نظمت برعاية المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة المصري، بالتعاون مع وزارة الثقافة من أجل نشر العلم والمعرفة الصحيحة لدى الشباب، كما سيتم تكوين فرق عمل من الشباب المتطوعين للقيام بفرز هذه الكتب ونوعيتها ثم بعد ذلك توزيعها على مكتبات مراكز الشباب في القرى والنجوع.. وربما يدور في أذهاننا الآن أين ذهب مشروع "القراءة للجميع"؟ ولماذا لم يعد دوره فعالاً بعد ثورة يناير؟
مدير المكتب الإعلامي لوزارة الثقافة ميرفت واصف، تجيب على هذه الأسئلة فتقول: "مع مطلع تسعينات القرن الماضي، جاء مشروع (القراءة للجميع)، إحدى أهم المبادرات الثقافية والاجتماعية في تاريخ مصر الحديث، لتشجيع الأسرة على تنمية عادة القراءة لدى أطفالها، ومشاركتهم متعتها، إلى جانب نشر الوعي بمصادر المعرفة الحديثة وتزويد المكتبات بأجهزة الحاسب الآلي وربطها بشبكة الإنترنت، وتعليم اللغات الأجنبية ضمن فعاليات المهرجان، وبعد ثورة 25 يناير توقفت الحملة القومية للقراءة للجميع التابعة لمشروع مكتبة الأسرة".
وأضافت "واصف"، لـ"الوطن"، أنه تم بعث المشروع من مرقده، برؤية جديدة ونهج جديد غير ما كان متبعًا منذ بدايته، ففي أغسطس عام 2011، تم اختيار الأديب إبراهيم أصلان رئيسًا لمشروع مكتبة الأسرة، وعرضت باكورة إصدارات مكتبة الأسرة بعد الثورة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 43، لتعيد تشكيل العقلية المصرية التي تعاني فعلًا من أزمة في الثقافة نتج عنها سلوك مترد، مؤكدة أنه تم انطلاق مشروع "اقرأ" برعاية وزارة الثقافة من قبل وهو عبارة عن إنشاء منافذ بيع لإصدارات وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة، بقصد تحفيز مختلف فئات المجتمع المصري على القراءة.
ويؤكد مدير مكتبة الأسرة بجامعة القاهرة محمد عبدالعليم، أن مكتبة الأسرة عادت بثوب جديد وفكر جديد ومنهج جديد، لافتًا إلى أن النشر في مكتبة الأسرة كان يخضع للمحسوبيات والمجاملات، ولذلك لو ذهبت إلى المخازن فستجد الكتب متراكمة بعضها فوق بعض، نظرًا للمجاملات التي كانت تخضع لها عملية النشر.
وأضاف "عبدالعليم" لـ"الوطن"، أن أسعار الكتب لم تتغير عن السابق، بل أن هناك مزايا لم تكن في السابق، قائلاً: "الطباعة تحسنت والإخراج الفني تحسن ونوع الورق أصبح أفضل، والألوان وإن كانت محدودة لكنها زاهية، والآن توجد عناوين لم يكن مسموحًا بها من قبل مثل (الدين والثقافة والسياسة في الوطن العربي) و(ثقافة الاحتجاج من الصمت إلى العصيان) و(إغراء السلطة المطلقة) و(الإسلام وعلمانية الدولة)، وغيرها من العناوين التي كانت تخضع لرقابة شديدة قبل إصدارها".