بالصور| صيادو الإسكندرية في النوة: أكل العيش مر.. وعايزين معاش لولادنا
"أكل العيش مر والحياة مهددة مع كل موجة"، هذا هو حال الصيادين بالإسكندرية مع كل نوة شديدة يصاحبها سوء في الأحوال الجوية، الأمر الذي دفع الصيادين للتأكيد أنهم مع كل نوة جديدة يفقدون زملاء لهم في بطن البحر، منتقدين ما وصفوه بعدم اهتمام المسؤولين عنهم، وعدم اهتمامهم بتحسين أحوالهم أو وضع آلية لإنقاذهم من الموت مع كل سوء يصيب الطقس.
يقول عطية مرزوق، الذى يعمل صيادا باليومية في منطقة بحري، إن مهنة الصيد متعبة وشاقة في العادة، إلا أنها تكون أيضًا خطيرة فى النوات الصعبة، إذ يضطر الصيادون إلى التزام منازلهم وعدم الخروج منها خلالها، ومن يتجرأ ويخرج من بيته بحثا عن لقمة العيش إما ألا يعود حيًا، أو أن يجلس لأسابيع في بيته بعدها لتلقي العلاج اللازم جراء ما البرودة والطقس السيء.
وأضاف لـ"الوطن": فى الوقت الذى يمكث غالبية المواطنين منازلهم ولم يخرج أحد منهم إلا للضرورة، ويبعد الجميع عن مياه البحار، نبقى نحن أمامها ثابتين وبداخلها عالقين بحثا عن رزقنا وأبنائنا، ومع كل نوة بنفقد زمايلنا في بطن البحر ومافيش حد بيسأل فينا.
وأوضح زميله سيد محمد، صياد السمك "البطاطا"، أنه يخرج خلال النوات ولكنه يخاطر بحياته للبحث عن لقمة العيش له ولأبنائه الـ4 وزوجته، قائلًا: "يعني لو قعدت فى البيت خلال أيام النوة نأكل منين ونعيش إزاي، فلذلك أضطر للخروج بحثا عن الطعام".
ووصف الصياد، مهنته بالشاقة والخطيرة نظرا لأنها تعرضهم جميعا للمغامرة بحياتهم، مشيرًا إلى أن لحظة خروجه من بيته فى أيام النوة، تكون بمثابة وداع لزوجته وأبنائه الصغار، لأنه لا يعلم هل سيعود أم لا، إذ يجازف بحياته من أجل لقمة العيش وتوفير متطلبات بيته، لأنه المعيل الوحيد.
ويلتقط الصياد أحمد بلال، أطراف الحديث، قائلًا: لا نملك تأمينًا أو معاشات وغير مدرجين في نقابة تقوم برعايتنا وأسرنا.
وتساءل: "ماذا نفعل إذا أصابنا الغرق ولم نعود مرة أخرى وابتلعتنا مياه البحار خلال النوات، فلم يجد ذوونا من يساعدهم أو يرأف بأحوالهم".
وتابع: "كل ما نحلم به هو أن يكون لنا معاش حتى إذا أصاب أحد منا مكروه أو لم يعود، فيجد أبناؤنا ملاذًا لهم".