أهالى أسوان يطالبون بحقوق المهجرين.. و«العرايشة» ضاقوا من الطوارئ
قرارهم هذه المرة لم يكن بالعزوف عن برلمان خيّب ظنهم، أو مرشح فاسد، سواء ينتمى للحزب الوطنى المنحل أو الإخوان، فثمة أسباب أخرى قادتهم إلى المقاطعة كمرشحين وناخبين أيضاً، فالدولة باتت هى خصمهم الحقيقى الذى أرادوا اختبار قيمتهم لديه، من بينهم أهالى النوبة وسواهم من أبناء العريش، الذين قادوا حملات سابقة على موعد إجراء الانتخابات لإيصال أصواتهم.
«مجدى حسن» بادر برفع شعار، مقاطعة الانتخابات البرلمانية، فتبعه العشرات من شباب قريته، معلنين أسباب الرفض: «علشان أبناء دابود المحبوسين فى سجون قنا فى قضيتهم الأخيرة مع الهلالية، والمرشحين بيتجاهلوهم ومش عايزين يساعدوا عائلاتهم بالمال أو يدفعوا بالمحامين»، لم يكن ذلك السبب الوحيد الذى أبداه الرجل الخمسينى فى مقاطعته وقال: «كمان علشان قرار منع عودة النوبيين إلى أراضيهم وحظر عودتهم مرة أخرى إليها، فيه 27 قرية لم تحصل على تعويضات حين هجرت من أسوان خلال بناء السد». سبب ثالث اعتبره «مجدى» القشة التى قصمت ظهورهم، ودفعتهم إلى تجاهل المرشحين وناخبيهم: «أغلقت الدولة قناة النوبة الشعبية، الصوت اللى كان بينطق باسمنا، بدلاً من مرشحين لم يسمعونا أبداً».
أهالى سيناء عانوا من تهميش، تحول إلى إرهاب، أفضى إلى حظر، انتهى بقرار مقاطعة لانتخابات يعتبرونها «مسرحية»، بحسب «كمال القليوبى» الناطق باسم المقاطعين عن دوائر العريش ورفح، «إزاى ننتخب ونشارك بصوتنا، وعندنا حظر تجول وطوارئ من شهور؟ حياتنا الطبيعية أهم من حقوقنا السياسية».