"برج مغيزل".. فرحة منقوصة بعد عودة 7 صيادين من بين 21 محتجزاً فى ليبيا
«برج مغيزل».. عنوان معاناة مستمرة لأبنائها الذين يتعرضون للاحتجاز من قبل سلطات بعض الدول العربية أو الأوروبية بحجة اختراق المياه الإقليمية الدولية والصيد فى مياهها بسبب ندرة الأسماك على الشواطئ المصرية الناتجة عن الصيد الجائر للزريعة على شواطئ البحر المتوسط، اقترن اسم القرية خلال الآونة الأخيرة بعمليات الهجرة غير الشرعية، واجتياح المياه الإقليمية، بحسب ما أورده أحمد نصار نقيب الصيادين بالمحافظة.
لا يخلو بيت فى القرية التابعة لمحافظة كفر الشيخ، أو القرى المجاورة، من مفقود أو محتجز أو مقتول، ورغم أن الفرحة عمت بعض الأسر لوصول 7 من أبنائهم أمس الأول للقرية بعد غياب 4 أشهر، فإن غياب أكثر من 14 صياداً آخرين جعل فرحة أهالى القرية بوصول العائدين منقوصة لعدم وصول كل أبنائها الغائبين.
«الوطن» تجولت فى القرية الممتلئة بجيوب الفقر والحرمان، شوارعها تنبعث منها الروائح الكريهة بسبب طفو مياه الصرف الصحى واختلاطها بمياه الأمطار، وأحياناً بمياه الشرب، ما أدى لانتشار الأمراض بين الأهالى الذين اعتادوا على مشهد أكوام القمامة فى شوارع القرية والمناطق الشاغرة بها فى ظل غيبة تامة من الوحدة المحلية.
«الوطن»، التقت العائدين من ليبيا، وتحدثوا عن معاناتهم خلال فترة الاحتجاز التى تعرضوا فيها للإهانة من قبل عناصر ميليشيا فجر ليبيا.
فى البداية، قال محمد محمود، أحد العائدين، مصاب برصاصة فى كتفه: «كنا نصطاد الأسماك فى المياه الدولية، واضطررنا إلى اللجوء للمياه الإقليمية الليبية عقب تعرضنا لنوّة ورياح شديدة، وفور دخولنا المياه الليبية ولم نكن نصطاد بها فأطلق علينا حرس الحدود الليبى النيران، وقام «ريّس» المركب بإنزال الصيادين إلى الثلاجة بقاع مركب الصيد لحمايتهم، وكان لا بد من أن يضحى أحدنا بنفسه حتى يوقف موتور المركب فنطقت الشهادة وصعدت على ظهر المركب أنا وريّس المركب لنتحكم بها، فأصبت بطلق نارى فى الذراع اليسرى، وألقى القبض علينا، وتم اقتيادنا لميناء زوارة، وبدأت معاناتنا فى ظل غياب الاتصالات الدبلوماسية مع الجانب الليبى، وتعددت الجهات المسيطرة على المناطق الليبية فكل منطقة يسيطر عليها مجموعة، ولا يوجد تنسيق بينهم ومن يهرب من مجموعة يقع أسيراً لمجموعة أخرى».
وقالت والدته التى احتضنته باكية: «شكراً للرئيس السيسى الذى أعاد إلينا أبناءنا، إنه البطل»، وأضافت زوجته نهى: «الحمد لله على عودة أبوبناتى جنى وبسملة، وجوده معنا بالدنيا كلها، شُفنا الذل فى فترة غيابه، والحمد لله على سلامته، وكل شىء يهون فى وجوده».
صبحى داود، والد الصياد العائد «محمد» كان عائداً لتوه من جلسة الغسيل الكلوى فى مستشفى رشيد، ورغم مرضه ردد قائلاً: «أشعر أنى لست مريضاً بعد عودة ابنى، ولى ابن آخر فى البحر حالياً يقوم بالصيد، وأوجه الشكر للرئيس السيسى الذى أعاد لى ابنى»، فيما علا صوت والدة «محمد»، «يحيا السيسى رافع راسنا.. الله ينصره.. أمانة تشكروه وتقولوا له أنا بحبه وبشكرك.. ربنا يخليك لينا ولمصر يا ريس».
ورغم الفرحة الغامرة، فإن العائدين لم ينسوا أن هناك 14 من زملائهم الصيادين، لا يظل مصيرهم مجهولاً، بسجن الدفينة الليبى، وقال على السمار، إن ابنه الوحيد غائب منذ 4 شهور لا يعلم عنه شيئاً وإنه كان عائله الوحيد، ويطالب السلطات المصرية بإعادته.[FirstQuote]
كان مئات الأهالى من قرى برج مغيزل والسكرى والجزيرة الخضراء، استقبلوا مساء أمس 7 من العائدين من ليبيا مرددين الهتافات «تحيا مصر»، «يحيا السيسى»، واختلطت مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، فرحة بالعائدين وحزناً على باقى الغائبين، فيما استنكر أهالى العائدين عدم وجود أى مسئول لاستقبال أبنائهم بعد غياب 4 شهور، كما استنكروا تصريحات محافظ كفر الشيخ، بصرف إعانات للصيادين وهو ما لم يتم على أرض الواقع، وأكد صافى المرسى، وكيل مؤسسى حزب مصر الخضراء، أن الصيادين العائدين هم: «محمد صبحى داود، 30 عاماً، محمد محمود أحمد محمود، 35 عاماً، أسامة جوهر محمد كناس، 22 عاماً، وأحمد جابر فراج، 36 عاماً، وعلى أحمد بريش، 28 عاماً، وشقيقه «وجدى، 23 عاماً»، وعبدالقادر أحمد محمد، 28 عاماً.