الإعلام الأمريكى.. «فوكس» فى مواجهة «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»
فى السنوات الأخيرة، تحوَّل الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين من الخلاف على مشاريع القوانين فى أروقة «الكونجرس»، إلى ملاسنات ومشاحنات على صفحات الصحف الأمريكية باختلاف توجهاتها، حيث رفعت الصحف راية ممولها الأساسى وكشفت عن توجهاتها الحقيقية، لتصبح درجة التناقض والخلاف صارخة إلى درجة لا يمكن لأى شخص أن يغفلها، خاصة فيما يتعلق بالموقف من مصر وتوجهات وسياسات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والحرب التى يخوضها فى مواجهة الإرهاب. شبكة «سى إن إن»، على سبيل المثال، ذات «التوجه الجمهورى»، اتخذت الخط المناقض تماماً للخط الرسمى للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالأحداث فى مصر منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو. وفى تحليل نشرته بتاريخ 11 مايو 2013، قالت إن الرئيس الأسبق محمد مرسى كان ببساطة «ضحية لثورة العقول المصرية»، مؤكدة أن انتخابه فى الأساس كان انطلاقاً من إيمان المصريين بأنه «أخف الضررين»، بمعنى أنه كان الأقل ضرراً من فوز المرشح المنافس وقتها أحمد شفيق. وأضافت: «الأمر كأن المصريين كانوا يمتلكون دواءين، الأول يقتلهم وهو أحمد شفيق، والثانى يتسبب لهم فى آلام قاسية ولكنه لا يقتلهم، وقد اختاروا الأخير لأنه يمكن الخروج ضده فى أى وقت يشعرون فيه بأنه لا يصلح للاستمرار فى الحكم».
أما شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، وهى أيضاً معروفة بتوجهها الجمهورى، فقد اتخذت الخط نفسه، وهاجمت الإدارة الأمريكية بسبب تحركاتها التى تلت ثورة «30 يونيو»، وأكدت أن تلك السياسات التى ينتهجها «أوباما»، جعلت الولايات المتحدة بلا أصدقاء على الإطلاق فى الشرق الأوسط، خاصة فى الوقت الذى تتقارب فيه روسيا من مصر.
على النقيض تماماً، كانت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، المحسوبتان على الديمقراطيين، أبرز المدافعين عن سياسات «أوباما»، مؤكدين أن الحاجة إلى تطبيق حقوق الإنسان وأسس الديمقراطية الصحيحة هما السبب الأساسى فى انتهاج «أوباما» تلك السياسات. ومنذ اللحظة الأولى لـ«30 يونيو»، اتخذت صحيفة «نيويورك تايمز» خط الهجوم على مصر والتأكيد على أن الجيش المصرى هو من أطاح بـ«مرسى» وليس الشعب المصرى.
شبكة «فوكس نيوز» تهاجم الإدارة الأمريكية بسبب تقرب روسيا من مصر