المصروف الشهرى.. «القرش الأبيض ينفع فى آخر الشهر»
«هكمل باقى الشهر إزاى؟».. جملة إن لم تتكرر مع مرور أول 10 أيام من بداية الشهر، حتماً سيكون لك نصيب من قولها فيما بعد.. رصدت «صحبة» جولة مع مصروف الشهر، اختلفت طرق صرفه وظل فقدانه أمراً طبيعياً ينتهى دوماً بطلب المزيد من المال أكثر من مرة طوال الـ30 يوماً، فكان للكافيهات والمطاعم نصيب الأسد من مصروف أغلب الشباب، فى حين تأتى باقات الإنترنت لدى الأولاد وأدوات الماكياج لدى البنات فى المرتبة الثانية مباشرة. بدون تفكير قال محمد فريد، طالب بكلية التجارة: «بضيع فلوسى على القهوة»، «أنا بصرف فى القعدة الواحدة أكتر من 50 جنيه، وأتصدم ف نهاية الأسبوع إن فلوس الشهر خلصت». نظرت الطالبة إيمان العطار لصديقتها ثم انفجرت ضاحكة وهى تقول «فلوسى بتضيع فى الأكل والكتب والمواصلات، أنا فلّست خلاص»، فتجد إيمان أن الجامعة هى السبب الرئيسى فى زيادة معدلات إنفاقها، فإذا جلست فى البيت فقد تستطيع التحكم فيما تنفقه.
محمد عماد رتب أولويات مصروفه وفقاً للأكثر إنفاقاً وقال: «فلوسى راحت على بنزين العربية والسجاير وكتب الكلية، مش عارف أعمل إيه، حاولت تنفيذ جميع خطط ترشيد الإنفاق ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل». «كروت الشحن وباقات النت خاربين بيتى»، لم تجد الطالبة زينب سمير كلمات تعبر عن وضعها الاقتصادى سوى جملة «أنا على الحديدة، وفاتحة باب التبرع»، فتقول إذا اختفى الهاتف سأستطيع حقاً ترشيد عملية الإنفاق، ولكن «ربنا يسامح اللى اخترع الإنترنت؛ دمر لى المصروف».
«أكيد بضيّع فلوسى على الميك أب».. لم تتردد الطالبة جيهان صقر فى ردها على السؤال، فسرعان ما أوضحت أنها دائماً تشترى المكياج ومستحضرات التجميل باهظة الثمن: «آخد مصروف الشهر من هنا وأفرتكه من هنا»، فبالرغم من إنفاقها الزائد على المكياج، فإنها تحاول جاهدة تخفيض معدلات شرائها لهذه المنتجات».
وكان للدكتورة هاله يسرى، أستاذ علم الاجتماع، خطة موجهة للطلبة لترشيد معدلات الإنفاق، فقد أوضحت أنه يجب على كل طالب وطالبة استخدام «الورقة والقلم» فى بداية كل شهر لكتابة أولوياتهم فى عمليات الشراء، على أن ترتب هذه الأولويات من الأهم فالمهم وبطريقة ممنهجة وغير عشوائية.
وأضافت «هالة»: «إنه فى كل مرة تكتب فيها أولوياتك انتظر أسبوعاً، ثم ألقِ نظرة على الورقة مرة أخرى، فحتماً لن تمتلك الشعور نفسه تجاه ما كنت تريد شراءه، وستكتشف فيما بعد أنك لم تكن بحاجة إليه حقاً».