"شكري": المنطقة العربية مرت بمنعطف هو الأكثر حرجا في تاريخها
أكد وزير الخارجية، سامح شكري، أن المنطقة العربية مرت خلال الأعوام الماضية بمنعطف هو الأكثر حرجًا في تاريخها، وعانت فيه بعض الدول من الاقتتال الداخلي والصراعات الدينية والمذهبية، ما هدد استقرارها وشعوبها وأمنها ومستقبلها، ويعرض بلدان الأمة العربية إلى خطر التقسيم.
جاء ذلك خلال ترأس وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره العماني يوسف بن علوي، اليوم، اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة المصرية العمانية المشتركة والتي تعقد لأول مرة منذ خمس سنوات.
وقال "شكري" إن تلك المتغيرات استغلتها "جماعات ظلامية" دخيلة على منطقتنا تبحث عن التوسع والانتشار على حساب دول آمنة ومستقرة والتنكيل والقتتل والذبح لأبنائها العرب تحت ذريعة حماية دين لم يأت به "رسول من قبل".
وأوضح الوزير، أنه لمن دواعي سروره أن يستقبل نظيره العماني يوسف بن علوي للمشاركة في أعمال اللجنة المشتركة بعد مرور ما يزيد من خمس سنوات منذ انعقادها فى مسقط في 2009.
وأكد شكري أن انعقاد اللجنة اليوم يعكس إصرار البلدين والشعبين على التلاحم في مواجهة قوى الرجعية والفوضى والإرهاب مهما بلغت قوتها ومهما كان تنظيمها، مشيرًا إلى أن هذا التضامن الذي لا يعد غريبًا من جانب سلطنة عمان ذات الحضارة القديمة والتي لم تبعد يومًا عن مصر حتى في أحلك الظروف وذلك بفضل حكمة صاحب جلالة السلطان قابوس بن سعيد، الذي لم يقاطع مصر يومًا.
وأشار وزير الخارجية إلى المواقف المتضامنة من جانب السلطنة لمصر على مدى العقود الماضية، مُعرِبًا عن تطلعه إلى مواصلة انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين بصفة سنوية بالتناوب بين العاصمتين وعن تطلعه أيضًا إلى تفعيل كل الاتفاقيات بين البلدين وتلك التي تم مناقشتها خلال أعمال اللجنة المشاركة الحالية ولاسيما تلك المتعلقة بإنشاء شركة استثمارية مناصفة بين البلدين وكذا اقتراح إنشاء لجنة قنصلة لمتابعة أعمال اللجنة المشتركة فضلًا عن العديد من المشروعات الجاري مناقشتها في مجال الرقابة المالية والقوى العاملة ومنع الازدواج الضريبي والتعليم العالي والرقابة ودراسات الأسواق والبيئة والتعاون الاقتصادي والتحاري بين البلدين.
ولفت وزير الخارجية، إلى أنه ينتهز هذه الفرصة للأعراب عن تطلع مصر حكومةً وشعبًا لمشاركة عمانية متميزة في المؤتمر الاقتصادي المقرر في مارس المقبل والذي يمثل فرصة غير مسبوقة للتعرف على فرص الاستثمار في مصر للوزارات والمؤسسات ورجال الأعمال العمانيين.
وأكد "شكري" أن التواصل سيستمر على المستوى الوزاري ولا يقتصر على المصالح بالدولتين ولكن سيتواصل في ما يتعلق بقضايا الأمن القومي العربي بصفة عامة، منوهًا بأن هناك تحديات كثيرة تواجه الأمة العربية.
وأضاف "أننا نعمل من الآن للتحضير لأعمال الدورة المقبلة للجنة المشتركة وسنحرص على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حتى يعود تأثيره على مواطني الدولتين والعلاقات الثنائية.
ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية، السفير عبد الرحمن صلاح، إن هناك تفاهمًا كاملًا من الجانبين على أن مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين دون المستوى المطلوب ويعتبر أقل من مستوى العلاقات الثقافية والسياسية والاجتماعية وهناك اتفاق على ضرورة إعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأعرب عن سعادة مصر بمشاركة سلطنة عمان في مؤتمر مصر الاقتصادي في مارس المقبل، وقال إننا نأمل أن يكون مناسبة مهمة للجانبين، مضيفًا أن هناك اتفاقًا على إنشاء شركة مشتركة تكون مناصفة بين الجانبين تعمل على تشجيع الاستثمار المشترك في البلدين.